أقام قصر ثقافة طور سيناء، اليوم الأحد، محاضرة حول “ دور الإعلام في الحماية والحفاظ على التراث”، وذلك ضمن الأنشطة والفعاليات الثقافية، بحضور وفاء فتحي، مديرة القصر، وعدد من العاملين بفرع ثقافة جنوب سيناء، وإشراف حمد سعيد، المسؤل الثقافى بالقصر .
تركزت المحاضرة على عدة نقاط منها : أن التراث ضروري للحفاظ على وجود تنوع ثقافي ليصد محاولات العولمة في تمييع هوية الشعوب وتنوع ثقافتها، وهو مهم لأنه يعزز الحوار بين الثقافات، كما أن التراث مليء بالمعرفة والمهارات التي تناقلتها الأجيال منذ القدم، ويعزّز التراث الوحدة والمواطنة وروح المشاركة لوجود قواسم مشتركة بين أبناء الشعب الواحد، وهو أيضًا يعزّز من التكامل بين مختلف الشعوب.
علاقة ارتباطية بين الإعلام والتراث
وأكد اللقاء أن العلاقة القائمة بين الإعلام والتراث، هي علاقة تفاعلية متبادلة يخدم كل منهما الآخر، إذ ينبغي أن يستفيد التراث من الإعلام في الوصول بشكل أوسع إلى الجماهير والتعريف به، في حين يستفيد منه الإعلام في الحصول على منتج إعلامي مميز، وبتوصيف آخر يمكن القول إن العلاقة بين الإعلام والتراث علاقة ارتباطية أشبه ما تكون بين طرفين أحدهما مصنع لإنتاج الهوية، والأخر من يقوم بحمايتها أو تدميرها.
حماية التراث واجب على كاهل المواطن والدولة معا
كما أكد اللقاء أن حماية التراث واجب يقع على كاهل المواطن والدّولة معًا، وذلك لأهمية التراث وتأثيره على كلاهما، ولكنه بشكل أكبر وممنهج أكثر مسؤولية الدول التي تملك الكثير من الإمكانيات والقدرات، ولذلك يجب على سياسات الدول أن تضع حماية التراث في برامج التخطيط السنوية، واعتماد سياسات تؤهل لإعطاء التراث وظيفة في حياة المجتمع، وأن تعمل على أساليب لمواجهة الأخطار التي تهدد تراث الدولة.
وأختتم اللقاء بمجموعة من التوصيات منها:
- تعزيز المحتوى التراثي في الوسائل الاعلامية المختلفة، واعطائه المزيد من الأهمية لما للتراث من دور كبير في تعزيز النشاط السياحي وتوثيق العلاقة بين ماضي الأجيال وحاضرهم وفي ترسيخ الثقافة والهوية الوطنية.
- التأكيد على عمق وأهمية العلاقة والشراكة الفاعلة بين الإعلام والتراث التي تتيح لكل منهما الاستفادة وتحقيق الأهداف المنشودة، سواء عن طريق توعية الجماهير بالقضايا التراثية وأهمية الحفاظ على التراث والعادات والتقاليد، أو عن طريق تقديم منتج إعلامي متميز ذي خصوصية يلقى إقبالاً واهتماماً جماهيرياً مميزاً ومبهراً.
- يجب على كل الوسائل الإعلامية سواء المرئية والمقروءة والمسموعة أن تضع الخطط والبرامج الكفيلة بنشر التراث وتعريف العالم القادم إلينا بهذا الموروث وأخلاقياته وأهميته، كونه يعكس الهوية الوطنية وعلامة من علاماته، كما يجب على كل وسيلة إعلام وطنية أن يكون ضمن كادرها اختصاصيون في مجال التراث، حتى تكون المادة المطروحة دقيقة ومؤثرة.