أكد محمود أبو زيد، رئيس المجلس العربي للمياه، أن أسباب الاختلال الذى أصاب التوازن الطبيعى للدورة المائية هى ذاتها الناشئة عن الأنشطة البشرية المسببة للتغيرات المناخية كحرائق الغابات وإزالتها واتساع التصحر وتدهور التنوع الحيوى والتلوث الجوى والتوسع الحضرى المتصاعد بالمدن على حساب التنمية الريفية وإعاقة التدفقات الطبيعية لمياه الأنهار والبحيرات والأمطار بالمبالغة فى إنشاء السدود التى يتوقع أن تحدث تغييراً فى التدفقات الطبيعية لحوالى 93% من أنهار العالم بحلول عام 2030، مما قد يشعل نزاعات إقليمية ويتسبب فى مخاطر إضافية فى الإدارة المستدامة لمسطحات المياه السطحية والجوفية العابرة للحدود فى غياب رؤية حكيمة تستبدل سلوك "أنانيه استحواذ المياه" بمفهوم "اقتسام المنافع " بالتعاون المشترك.
جاء ذلك خلال "منتدى البيئة والتنمية 2022.. الطريق الى شرم الشيخ مؤتمر الاطراف للمناخ COP 27" في إطار رئاسة مصر للدورة القادمة من القمة العالمية للمناخ.
ودعا المجلس العربي للمياه إلى تعزيز الحوار فى القمة 27 للمناخ عن كيفية استعادة الاتزان المائى لكوكب الأرض من خلال اجراءات التكيف والتخفيف للتغيرات المناخية ومضاعفة الجهود لتحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة خلال النصف الثانى من العقد الدولي 2018-2028 وشعاره "المياه من أجل التنمية المستدامة" 2018-2028 وبالأخص إن التوقعات المستقبلية تشير إلى احتمال زيادة الطلب على المياه العذبة والطاقة والغذاء بسبب التغيرات الديموجرافية والمناخية.
كما طالب المجلس بدعم مقترح إنشاء صندوق "الأضرار والخسائر" وتوفير الدعم المالى لتمويل مشروعات البنية الأساسية لدرء مخاطر السيول والأمطار فى المناطق الأكثر هشاشة وبالأخص فى أفريقيا حيث يواجه القرن الأفريقي أسوأ موجة جفاف منذ أكثر من أربعة عقود.
واستكمال الدعم المالى "للصندوق الأخضر" وتحقيق توازن التمويل بين مشروعات التكيف والتخفيف للمشروعات المتعلقه بتحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة الأكثر ارتباطاً اقتصادياً واجتماعياً بالهدف الأول والثانى المتعلقين بمكافحة الفقر والجوع.
دعم توصية القمة الخامسة عشر الأخيرة (COP 15) لأطراف اتفاقية مكافحه التصحر بإنشاء فريق عمل حكومي دولي معني بالجفاف للفترة 2022-2024 للنظر في الخيارات الممكنة، بما في ذلك أدوات السياسة العالمية وأطر السياسات الإقليمية، لدعم التحول من رد الفعل إلى الإدارة الاستباقية للجفاف.
وأضاف أبوزيد في كلمته خلال افتتاح المؤتمر، أنه تماشياً مع هذه الموضوعات الهامة، واستعداداً لانعقاد مؤتمر تغير المناخ (COP27) سوف يقوم منتدى البيئة والتنمية الذى بدأت فعالياته اليوم بتسليط الضوء على آثار تغير المناخ - البيئية والإنمائية - والحلول المقترحة، بما في ذلك تدابير التكيف والتخفيف في العديد من القطاعات.