أثار افتتاح نادي عيون مصر باب التقدم لاختبارات القبول جدلا واسعا، وجاء في الإعلان عنه في الصحف والمواقع القبطية: أعلن نادي عيون مصر الرياضية التابع لكنائس وسط القاهرة، فتح باب التقدم لاختبارات القبول لانضمام لصفوف الفريق الرياضي، الذي من المقرر أن يخوض مباريات الدوري العام المصري لكرة القدم بالدرجة الرابعة وذلك للمواليد (من 2013 إلى 2003)، وكشف النادي عن المميزات التي سيحصل عليها المشترك.
يشار إلى أنه منذ أسبوعين كان الأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة، في لقاء مع وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحي؛ للاتفاق علي تأسيس نادي عيون مصر، ليكون ناديا لكل المصريين.
وكان الأنبا رافائيل قد أطلق الأكاديمية التابع لها نادى عيون مصر، في شهر ابريل الماضي برفقة صاحب هذه الفكرة القس جرجس كاهن كنيسة العذراء والانبا بيشوي بوسط القاهرة، وسط فرحة وبهجة الشباب حول تلك الخطوة المتميزة.
وعملية دخول الكنائس القبطية في الرياضة سبقت ذلك بعمل دوريات في الإيبارشيات للكنيسة القبطية الأرثوزكسية أو بين الكنائس الإنجيلية.
نبذة عن حركة الخدمة بالرياضة
بدأت حركة الخدمة بالرياضة سنة 1998 وكان عدد الأعضاء 16 عضوا متطوعا من كنائس مختلفة في القاهرة، أول برنامج كان ”رياضة وبطولة” سنة 2000. ولا يتوقف الأمر علي عمل الكنائس المصرية بالرياضة بل نجد ذلك في الفاتيكان.
الفاتيكان والرياضة
الصلة الوثيقة بين دولة الفاتيكان وكرة القدم، حيث يوجد في الفاتيكان منتخب كرة قدم وهو واحد من ثمانية منتخبات ليست في عضوية الفيفا وينضم اليه كل من موناكو، توفالو، كيريباتي، جمهورية ميكرونيسيا، نورو، جزيرة مارشال وبالو .
اتحاد منتخب الفاتيكان تأسس عام 1972 والرئيس الحالي هو سيرجيو فالكي وكان المنتخب قد دربه المدرب الإيطالي الشهير جيوفاني تراباتوني في السابق .
وفي عام 2000 أسس البابا يوحنا الثاني قسم الرياضة في الفاتيكان من أجل تطوير تقاليد الرياضة والتي كانت موجودة سابقاً في المجتمع المسيحي، وكان الكاردينال تراسيو بيرتوني قد اقترح أن يكون للفاتيكان فريق كرة قدم يجمع العديد من الجنسيات شرط أن يكونوا كاثوليك وقال: إذا أخذنا بعين الاعتبار البرازيليون الذين يدرسون في جامعاتنا عندي سيكون لدينا منتخب كرة قدم قوي.
رموز الأقباط وكرة القدم فى مائة عام
وقد خرج العديد من المسيحيين المصريين فى كرة القدم قبل أن يسود الوضع الحالي، ونتذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر:
رزق الله حنين:
أحد نجوم الرعيل الأول فى كرة القدم المصرية حيث يعتبر من أوائل اللاعبين المسيحيين الذين مثلوا مصر دوليا حيث انضم لأول منتخب كرة مصري يتم تشكيله بقرار مصري رسمى فى 3 ينايرعام 1923، حيث تم اختيار هذا المنتخب تحت مظله اتحاد الكره المصري الذى تأسس عام 1921.
وكان وقتها يلعب فى صفوف نادى الترسانة حيث حقق معه إنجازات رائعه منها الفوز ببطولة كأس مصر موسم 1922 / 1923، لينتقل اللاعب صاحب الإمكانيات الفنيه العاليه إلى صفوف النادى الأهلى ليلعب بجوارعمالقه كره القدم المصريه حسين حجازى، ومختار التيتش، وعلى الحسنى، حيث فاز مع الأهلى بعدد من الألقاب منها كأس مصر موسم 1926 / 1927.
كامل أندراوس:
أحد نجوم نادى الترسانة فى العشرينيات من القرن الماضى حيث قاد الفريق إلى الفوز ببطولة الكأس السلطانية موسم 1928 / 1927، وبطوله كأس مصر موسم 1928 / 1929، ثم لعب أندراوس فى صفوف نادى المختلط "الزمالك حاليا"
رمزى برسوم:
وأحد من أبرز نجوم نادى المختلط "الزمالك حاليا" فى عقد الثلاثينيات من القرن الماضى .
حليم تالوت:
حليم تالوت لعب فى نادى السكة الحديد وخاض معه نهائي كأس مصر موسم 1945 / 1946، وفاز مع نادى فاروق "الزمالك حاليا" ببطوله كأس مصرموسم 1951 / 1952.
دميان:
ولعب دميان أيضا لنادى الإسماعيلى عدة سنوات وسجل للدراويش 18 هدفا في الدوري وانتقل إلى الزمالك ثم غادر البلاد إلى اليونان
نخلة جرجس:
وأحد من أشهر نجوم جيل الستينيات شغل مركز ساعد الهجوم الأيسر فى نادى السكه الحديد أحد أقدم الأندية المصرية، وشكل مع زميليه كرم وأبوسريع فى ناديه ثلاثيا هجوميا متفاهما ومنسجما وخطيرا.
جرجس نجيب:
نجم آخر من النجوم المسيحيين الذين تألقوا في نادى السكه الحديد مع نخله جرجس ودميان، ووصل مع فريقه إلى المباراة النهائية لبطوله كأس مصر موسم 63-64.
الأخوان صليب وفهمى رزق
لعب فى نادى غزل المحلة اللاعب صبحى صليب والذى استطاع مع زملائه الفوز على منتخب الوندرز البريطانى 2/1 وتعادل 2 / 2 مع منتخب الطيران الإنجليزى عام 1940، اعتزل اللعب بنهايه الخمسينيات ثم جاء شقيقه الأصغر سمير صليب ليكمل مسيرة شقيقه الكرويه فى نادى غزل المحلة خلال حقبة الستينيات والتى تواجد بها نجم مسيحى آخر هو اللاعب فهمي رزق السكندرى المولد والذى لعب لعدد من الأنديه منها الترام والأوليمبى، إلا أنه تألق بشكل لافت عندما انتقل للعب مع فريق غزل المحلة وفى جيل الثمانينيات لنادى غزل المحلة لعب ناصر بولس مع شوقى غريب والمشاقى ومحمود البلعوطى وغيرهم.
منير جرجس "الليوى":
هو نجم وقائد النادى المصرى البورسعيدى فى فترة الخمسينيات والستينيات، وكان يلقب بصخره الدفاع.
هانى سرور:
نجم حراسة مرمى الاتحاد السكندرى فى السبعينيات وأول الثمانينيات لاعب ارتبطت معه النتائج الرائعة لزعيم الثغر والذى انضم له سرور فى نهاية عام 1966، فى وجود الحارسين عرابى ورضا حمد قبل قيام حرب 67 ،وقد اختير عام 1978 كأفضل حارس مرمى من قبل جريده أخبار اليوم، وشارك سرور فى حرب أكتوبر 1973.
محسن عبد المسيح:
نشأ محسن عبدالمسيح في أسرة كروية، فأخاه الأكبر مدحت كان هداف على مستوى الناشئين فى النادى الأهلى وأخيه الأصغرمراد ساعد دفاع نادي الشمس وبدأ "سيحة" حياته الكروية فى نادى الشمس فلفت إليه الأنظار بشده ليتم اختياره وقتها لمنتخب مصر للناشئين، ثم انتقل إلى النادى الإسماعيلى 1978، وتألق عبدالمسيح مع الدراويش وكان من أفضل المدافعين فى مركز الظهير الأيسر .
عماد شاروبيم:
هو أحد نجوم فريق الكروم السكندري فى الثمانينيات وكان من أوائل اللاعبين الذين ضمهم الكابتن صلاح أبوجريشة لمنتخب مصر للناشئين عام 1979.
أشرف يوسف:
واحد من نجوم الزمالك الكبار في فترة التسعينيات ولاعب المنخب الوطنى وأحد أشهر النجوم المسيحيين فى ملاعب الكرة المصرية فهو واحد من الذين سطروا تاريخ الزمالك المحلى والأفريقى .
هاني رمزى :
هانى رمزى هو أشهر لاعب مسيحى في تاريخ كرة القدم المصرية، من مواليد 10 مارس 1969، بحي عابدين بمحافظة القاهرة لأسرة مصرية قبطية أرثوذكسية بدأ في ممارسة كرة القدم وهو في سن العاشرة وانضم لمدرسة الكرة بالنادى الأهلى، وتدرج في فرق الفئات السنية.
وبعد تألقه مع أشبال النادي انضم للمنتخب الوطني للناشئين حتى أصبح كابتن فريق تحت 17 سنة والذي كان يتولى تدريبه في ذلك الوقت الكابتن أحمد رفعت لينضم إلى الفريق الأول بالنادي الأهلي رغم صغر سنه وكان عمره لا يتجاوز الـ 18 عامًا، ونظرًا للتألق والنجومية التي وصل إليها هاني في هذه السن الصغيرة فقد ضمه الكابتن محمود الجوهري إلى منتخب مصر الأول.
وكان الفريق يستعد لتصفيات كأس العالم التي نجح فيها الفراعنة في الوصول إلى المونديال للمرة الثانية في تاريخه، وكان كأس العالم بإيطاليا هو مفتاح النجاح والشهرة لـهاني رمزي الذي كان عمره وقتها 20 عامًا وبالفعل يجذب النجم الشاب أنظار السماسرة الأوروبيين ويسعى خلفه نادي نيوشاتل السويسري ليصبح أصغر محترف مصري.
وفي عام 1990، ينجح هاني في أن يكون نجم فريقه السويسري نيوشاتل رغم صغر سنه ويطلق عليه السويسريون لقب الصخره لما يتمتع به اللاعب من صلابة وقوة في مركز الليبرو وفي صيف 1994، ينتقل هاني رمزي إلى الدوري الألماني "البوندزليجا" وتحديدًا إلى نادي فيردر بريمين أحد الأنديه الكبرى في ألمانيا مقابل مليون ونصف المليون دولار لمدة ثلاث سنوات ليكون أغلى لاعب مصري بالإضافة لكونه الأول في الدوري الألماني.
وبعد الحصول على كأس الأمم الأفريقيه عام 1998، مع منتخب مصر انتقل هاني رمزي مع صديقه سمير كمونة من فيردر بريمين إلى كايزر سلاوترن وكان الفريق وقتها يحمل لقب بطل الدوري الألماني ورغم أن مركز اللاعب هو قلب الدفاع إلا أن هاني أحرز مع كايزر سلاوترن 8 أهداف ليصبح المدافع الهداف.
وبعد اعتزاله اتجه إلى التدريب فتولى تدريب أشبال نادي كايزر سلاوترن ولكنه سرعان ما ترك هذه الوظيفة ليحتل منصب مدرب عام ليعمل تحت قيادة المدرب الألماني راينر تسوبيل فى تدريب نادى إنبى، وفى سبتمبر 2008 ، تولى هاني رمزي منصب المدرب العام لمنتخب مصر تحت 20 سنة تحت قيادة المدرب التشيكى ميروسلاف سكوب، قبل أن يصبح المدير الفني له موسم 2010/2009 بعد رحيل سكوب.
ثم تولى منتخب مصر الأوليمبي ليقوده في أوليمبياد لندن 2012 ، ويحقق نتائج معقولة معه. بعد رحلته مع المنتخب الأوليمبي اتجه لتدريب نادي ليرس البلجيكي موسم 2013/2012، ثم عاد بعدها للدوري المصري مرة أخرى لتدريب نادي وادي دجلة موسم 2014/2013. وفي فبراير 2014، أصبح المدير الفني لنادي دبي الإماراتي.
طارق فهيم:
النجم المسيحى الديانة طارق فهيم الذى تألق مع نادى القناة عدة سنوات ثم انتقل إلى النادى الإسماعيلى الذى شهد أيضا تألقه.
ناصر فاروق:
هو أحد أبرز حراس الدوري المصري والذين قضوا سنوات طوال في الدوري الممتاز رفقة غزل المحلة، وبترول أسيوط وتميز في التصدي لضربات الجزاء.
من التاريخ الي الحاضر
من ذلك التاريخ الناصع نعود الي الجدل حول نادي عيون مصر من جديد، حيث يقول لواء مهندس أركان حرب نصري جرجس "أقدر التضييق علي الشباب المسيحي ولكن ليس البديل فريق كنسي".
ويضيف: وجدت فيديو يتحدث فيه الأنبا روفائيل عن أكاديمية رياضية ونادى لكرة القدم تحت اشراف كنائس وسط القاهرة سيشارك فى الدورى المصرى الدرجة الرابعة .. شىء جميل الاهتمام بالرياضة كنشاط فى الكنائس ولاسيما كرة القدم التى تستهوى معظم الشباب .. أقدر التضييق على الشباب المسيحى فى إتاحة الفرصة له للإلتحاق بأندية كرة القدم ولكن هل التغلب على هذا يكون بنادى كنسى؟.
ويتابع: المسيحيون يعانون من التهميش والتمييز فى بعض الأنشطة ومنها رياضة كرة القدم لما لها من شعبية يرى المتطرفون عدم اتاحتها للمسيحيين سواء لأسباب ما تضفيه من شهرة لصاحبها وحب المشجعين له أو أيضا لما تدره من مزايا مادية .. لكن هل الحل أن تتبنى الكنائس انشاء اندية تلعب فى الدورى المصرى؟ .. نعانى من التهميش لكن الحل بالسعى للمواطنة وليس الى الطائفية .. كل ما يريده المتطرفون منا أن نلجأ الى هذا الحل.
ومن جهته؛ يقول المفكر القبطي كمال زاخر : اصنع الواقع بنفسك، ظللنا عشرات السنوات نؤمن بهذه الأفكار ولم يحدث تغير، لا الأندية خرجت منها لاعبون مسيحون مميزون ولا المنتخب أخد لاعبا مسيحيا ٣٠ سنة، يبقى الحل هو أن تصنع الواقع بنفسك أصبح لا بديل عن أن تبحث وتعمل بنفسك.
أما الكاتب ورجل الأعمال أشرف رمسيس؛ فيقول: لا داعي لأن ندفن رؤوسنا في الرمال، وننكر واقعا مؤلما يواجه الأقباط فى المجال الرياضي، حيث تخلو الملاعب الكروية تقريبا من الأقباط، هناك خمسة لاعبين فقط استطاعوا اللعب فى الدورى الممتاز على مدار تاريخ الكرة فى مصر أبرزهم: هانى رمزى ومحسن عبدالمسيح أشرف يوسف وناصر فاروق. وأخيرا ظهر أمير قيصر وجرجس مجدى، وبدأ يظهر دورى بين الكنائس وبعضها كبديل عن حلم اللعب فى الدورى الممتاز؛ ومؤخرا ظهر نادى عيون مصر تحت التأسيس وظهر اسم الأنبا روفائيل .. حل يكرس الطائفية ويؤكدها .. ماهو رد الفعل القبطى لو أنشأ نادى يؤسسة شيخ الأزهر.
أمير فهمى: لا للتمييز والطائفية والحقيقة ورغم حبي الشديد لوطني ودعمي لكل قيم المواطنة والتعايش ومساواة الحقوق والواجبات وايضا رغم حبي للرياضة بشكل عام ولكرة القدم بشكل خاص ورغم تسليمي بأن الطفل والشاب المصري المسيحي لا يحظى بفرص متساوية مع أقرانه من بقية المصريين وهذا حكم مبني على شواهد عديدة في عمري الممتد لـ٤٧ عاما، الان وأنا أسمع وأرى روايات عديدة عن التمييز الذي يرتقي لما يمكن توصيفه باكثر من التمييز لكن دعنا لا نشعل الاجواء بمفردات ثقيلة، لكن ورغم كل ذلك فأنا أرفض وبشدة ما قرأته عن نية انشاء فريق تحت اسم عيون مصر ويكون من خلفية دينية .. هذه كارثة محققة .. هذا الأمر تبعاته لو أطلقت العنان لنفسك ستجد في طياته قنابل موقوتة.. أنا ضد خلط السياسة بالرياضة فما بالك بخلط الدين بالرياضة.. ماذا لو ردت مؤسسة الأزهر الشريف بفريق مماثل وماذا لو حضر للاختبارات طفل أو شاب غير مسيحي وتم عدم قبوله؟.
هذا النادي المزعوم سيكون كالمستجير من الرمضاء بالنار.. وأعلم أني لم أقدم حلولا وأعلم أن تقديم الحلول هو دور الدولة وهي لا تفعل وأعلم أن غصة الحلق الاكبر تكمن في عدم اعتراف السواد الأعظم من الشعب المصري بهذا التمييز وكلما يتحدث أحد يقول لك هاني رمزي وكأن مصر لم تلد أقباطا بعد أو قبل الكابتن المحترم هاني رمزي.
ولو كنت مكان الآباء لاخترت أن يقوموا باختيار شخص يثقون به بعيد عن الكهنوت ويطرح الأمر بجدية على الإعلام فيدق ناقوس خطر يجب أن يتم مناقشته في البرلمان وفي الوزارة وفي الإعلام كي نحرك الماء الراكد وشخصيًا أرشح لهم الكابتن أحمد حسام ميدو للتنسيق بشأن هذا الملف لأنه تقريبا الشخص الوحيد الذي خرج يوما ما وتحدث بجرأة في أحد البرامج التليفزيونية عن تعرض الناشئ القبطي للتمييز والاضطهاد في النوادي المختلفة.
د.ماهرعزيز: "عيون مصر فاتحة فى عهد جديد"
أما الدكتور ماهر عزيز، خبير الطاقة والكهرباء، فيقول: قرأت بسرور خبر لقاء نيافة الأنبا رافائيل أسقف كنائس وسط القاهرة ووزير الشباب والرياضة للاتفاق علي ترخيص نادي رياضي كروي جديد تحت مسمي عيون مصر.. ووجه الدهشة يرجع إلى كون الخبر ذاته نوعا من الإجراء المطلوب الغائب لأجل محاذير شتي لكنه ها هو ذا يكسر المحاذير ويخرج الي الوجود.
أما لماذا وجدت نفسي يغمرني السرور؛ فلأن اسم النادي يحمل فلسفة إنشائه.. فإذا امتنعت جميع الأندية الحالية عن قبول المواطنة فعلا متحققا بعيدا عن الشعارات والأكاذيب الجوفاء التي تسقط فيها المواطنة صريعة تحت سنابك التعصب والعنصرية بعدم قبول لاعب واحد مسيحي فيها ليلعب كرة القدم تحت سماء الدوري العام ومسابقة كأس مصر فإن نادي عيون مصر يوحي بأن شباب مصر كلها دون تعصب ودون عنصرية هم عيونها .. يستوي في ذلك أن يكون الشباب مسلما أو مسيحي.
فريق كروى تحت إشراف الكنيسة
لكن للمهندس إسحق حنا، رئيس الجمعية المصرية للتنوير، رأي آخر، فيقول: أثير فى السنوات الأخيرة ظاهرة رفض انضمام لاعبين مسيحيين لفرق النوادى الكبرى، رغم ارتفاع مستوى المتقدمين بدليل قبولهم لاحقا فى نوادى كبرى فى اوروبا التى لا تعرف سبيلا للتقييم إلا المقدرة التخصصية. وتناولت بعض وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعى العديد من حالات الرفض المتعسفة والسافرة لفتيان وشباب مسيحيون.
وكنت أتصور أن هذا الأمر لن يرضى عنه كبار المسئولين فى جمهوريتنا الجديدة، ليس فقط دفاعا عن الحقوق المدنية لمواطنين مصريين بل والأهم أن تداعيات مثل هذه الأحداث المؤسفة ترسخ لحالة الطائفية المخربة للأوطان، والتى نربأ بجمهوريتنا الجديدة أن تنال منها، فإذا كان مسئولينا لم ينتبهوا الى ذلك فأين هم من الواقع المعاش؟
من هنا تقدم أحد النوادى الرياضية الجديدة "نادى عيون مصر تحت التأسيس" بطلب لوزير الشباب والرياضة للموافقة بتكوين فريق لكرة القدم وتمت الموافقة ولا غبار فى ذلك . لكن شيئا ما فى هذا الحدث يؤرق كل ذى عينين، فقد كان صاحب الطلب والذى تقابل مع الوزير هو أحد رجال الدين المسيحى بزيه الكهنوتى الفريد .. وهنا يبرز السؤال، هل هذا النادى للمسيحيين فقط؟ قالوا لا بل هو لكل الشباب والشابات من كل الأديان . قولنا حسنا، إذن لماذا يتصدر المشهد رجل دين بما يشى بغير مدنية النادى؟ ولماذا لم يحل مكانه رجال مدنيون بزيهم المدنى بلا هوية دينية:
أولا : لأن هذا يعنى وضوح التوجه الطائفى وغلبته على التوجه الوطنى.
ثانيا : إن قيام ناد رياضي على أرضية طائفية هو إضافة فى اتجاه ترسيخ الدولة الدينية التى نرفضها جميعا دفاعا عن الوطن.
ثالثا : نعم سيخدم هذا النادى كثيرا من الشباب المسيحى الذى أغلِقت فى وجهه أبواب النوادى الكبرى وربما سيمنحهم فرصا حرموا منها ، لكنه بالقطع سيعيد حالة العزلة والتقوقع للشباب المسيحى داخل حدود الكنيسة، الأمر الذي كدنا أن نغادره والذى تسبب فى خسائر كبيرة للمواطنين الأقباط وللوطن قبل ثورتي ٢٥ /٣٠ فهل يصح أن ندفع الأقباط للتراجع لمربع العزلة مرة أخرى؟، ومن له مصلحة فى ذلك؟.
رأى الشباب
من بين الشباب الباحث عن فرصة للعب فى أحد النوادى، يقول الشاب يوسف ريمون: عمري ١٩ سنة من الجيزة وفاهم سبب اعتراض الناس على فكرة نادي «عيون مصر» وأنا كمان كنت معترض على ده لفترة برضه لما طلع حاجات شبه كدة من قبلها، بس فعلا دلوقتي مش لاقي حل لعدم الضمير والتمييز والظلم اللي يتعرض له الشباب، وده من تجربتي الشخصية لاختبارات في كذا نادي.. لكن الموضوع مش شخصي، انا بتكلم عن تجارب ناس كتير أوي أعرفها شخصياً وأحسن مني ومن ٥٠٪ على الأقل من لعيبة الأندية في مراحلهم العمرية. لو معترضين على نادي «عيون مصر» اقترحوا حلول مؤثرة غيره ونتيجته ترضي الشباب اللي حلمه يلعب كورة ومش عارف بسبب ديانته، وإبدأوا نفذوا الحلول دى في أسرع وقت. كل ما نرجو فرصة متساوية مع الكل وإننا مجرد نتشاف بس.