أثارت تصريحات وزير الخارجية الأمريكي السابق، مايك بومبيو الجدل، بعدما حذر من وقوع هجوم إرهابي جديد على الولايات المتحدة، على غرار هجمات 11 سبتمبر 2001.
وأشار بومبيو في تصريحات لبرنامج Cats Roundtable» الإذاعي إلى أن الخروج الأمريكي المخزي من أفغانستان وعودة حركة طالبان إلى السيطرة الكاملة على البلاد، إضافة إلى غزو بوتين لأوكرانيا، كلها ستشجع إرهابيين على الهجوم مرة أخرى على الولايات المتحدة. وأضاف أنه من المرجح أن نتعرض للهجوم مثلما كانت مدينة نيويورك قبل 20 عاماً، ومن المرجح أن تتعرض الولايات المتحدة للهجوم من أفغانستان اليوم أكثر مما كنا عليه قبل عام واحد فقط.
وأكد أن الولايات المتحدة تعرضت للإذلال بسبب خروج الرئيس جو بايدن الفاشل من أفغانستان، وصعود حركة طالبان في البلاد بعد الانسحاب الأمريكي، مما شجع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على غزو أوكرانيا.
تكرار هجوم ١١ سبتمبر
تصريحات بومبيو تثير قلق الجانب الأمريكي، خاصة بعدما استهدفت طائرة مسيّرة الظواهري في عملية أشرف عليها جهاز الاستخبارات الأمريكية في العاصمة كابل.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الظواهري مارس "القتل والعنف ضد الأمريكيين"، مشيرا إلى أن "العدالة قد تحقّقت الآن".
وأضاف قائلاً إنه هو من أعطى الموافقة النهائية على تنفيذ "ضربة دقيقة" استهدفت زعيم القاعدة البالغ من العمر ٧١ عاماً.
هذا يجعل هناك احتماليه لهجوم مثل السابق، وكانت هجمات الحادي عشر من سبتمبر أربع هجمات إرهابية انتحارية منسقة شنها تنظيم القاعدة ضد الولايات المتحدة.
وحينها خطف الإرهابيون التسعة عشر بقيادة زعيم القاعدة أسامة بن لادن أربع طائرات تجارية في منتصف الرحلة أثناء سفرهم من شمال شرق الولايات المتحدة إلى كاليفورنيا.
وكان الهدف هو تحطيم الطائرات في مبانٍ أمريكية بارزة ، وإلحاق عدد كبير من القتلى والأضرار.
ونجح الخاطفون في تحطيم أول طائرتين في البرجين التوأمين لمركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك وطائرة ثالثة في البنتاغون في أرلينغتون، فيرجينيا. تحطمت الطائرة الرابعة في ولاية بنسلفانيا بعد أن رد الركاب بصد الهجوم، مما أوقف هجومًا آخر.
في ١٤ سبتمبر ٢٠٠٩ ، أصدر بن لادن رسالة إلى الشعب الأمريكي قال فيها إن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل دفعه لشن الهجمات.
وجاء تصريحه بعد وقت قصير من الذكرى الثامنة للهجمات التي أودت بحياة قرابة ثلاثة آلاف شخص.
كما ذكر أن الحروب في العراق وأفغانستان كانت مدفوعة باللوبي المؤيد لإسرائيل في البيت الأبيض ومصالح الشركات، وليس المسلحين.
تحذيرات أمنية
وبعد تصربحات بومبيو، حذرت السلطات الأمنية في الولايات المتحدة، مع اقتراب ذكرى هجمات ١١ سبتمبر٢٠٠١، من أن منظمات إرهابية أجنبية قد تستغل الأحداث الأخيرة مثل انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان وقتل زعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري، في الاحتفالات والرسائل المحيطة بذكرى الهجمات.
ووفقا لنشرة استخباراتية حصلت عليها شبكة سي ان ان، وكانت بشكل مشترك من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة الأمن الداخلي والمركز الوطني لمكافحة الإرهاب، فإن تنظيم "القاعدة" وأنصاره يسعون عادة إلى إحياء ذكرى هجمات ١١ سبتمبر، وقد أظهروا محتوى يحتفل بالهجوم باعتبارها "ناجحة"، ويمدح المهاجمين وقيادة التنظيم، وتشجيع أتباعه على شن هجمات مماثلة.
وذكرت النشرة أنه لا توجد مؤامرة معروفة أو تهديد وشيك لمهاجمة الولايات المتحدة، لكن السلطات تبحث عن أشخاص قد يستلهمون الرسائل المحيطة بذكرى الهجمات.
وقالت النشرة الاستخباراتية إن "الأحداث الأخيرة، بما في ذلك الضربة التي وقعت في ٣٠ يوليو ، والتي أسفرت عن مقتل زعيم القاعدة أيمن الظواهري والذكرى السنوية الأولى لانسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان.
وقد تظهر بشكل بارز في النشرات الإعلامية للمنظمات الإرهابية الأجنبية بشأن أحداث ١١ سبتمبر هذا العام، في محاولة لزيادة مشاركة المتطرفين العنيفين محليا ودعمهم عبر الإنترنت. وعلى الرغم من عدم وجود تهديدات مستوحاة من أحداث ١١ سبتمبر للولايات المتحدة، لا تزال الجماعات الإرهابية الأجنبية تحدد الوطن الأمريكي كهدف استراتيجي. وأضافت "في العديد من غرف الدردشة السرية عبر الإنترنت، نرى دعوات مستمرة لشن هجمات"، وتابعت أن "جميع وكالات الأمن القومي ركزت غالبية اهتمامها على الجماعات الإرهابية والتهديدات المحلية من أجل الحفاظ على الأمن"، وأوضحت أن "هذا التركيز انصب على الاستقطاب السياسي في أمريكا".