بعد مضي قرن وعشرين عاما على تحالف بريطانيا مع اليابان تأهبا لتوسع الإمبراطورية الروسية في أوراسيا، يبدو أن التاريخ يعيد نفسه، لكن تحالفهما هذه المرة لتحجيم نفوذ المارد الصيني.
وفي مقال نشرته مجلة "ذا ديبلومات" المتخصصة في الشأن الآسيوي، كشفت المجلة عن طلب مقدم من وزارة الدفاع اليابانية لتخصيص 2.1 مليون دولار أمريكي في إطار ميزانية العام المالي 2023، بهدف التطوير المشترك لصواريخ جو-جو حديثة (JNAAM) مع المملكة المتحدة.
وأشارت المجلة إلى أن رئيسة الحكومة البريطانية الجديدة ليز تراس، ستسعى، على الأرجح، للارتقاء بمستوى الشراكة الثنائية بين بلادها واليابان ليصبحا في وضع "يشبه الحلفاء" وذلك بعد توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين اليابان والمملكة المتحدة (EPA) عام 2020.
وبحسب "ذا ديبلومات"، يمكن للشراكة بين الجانبين أن تعزز صادرات اليابان الدفاعية مستقبلا حيث تخطط الحكومة اليابانية للسماح بتصدير الطائرات المقاتلة والصواريخ والأسلحة الأخرى إلى 12 دولة، منها الهند واستراليا، وكذلك بعض الدول في أوروبا وجنوب شرق آسيا.
وصرح مسؤول بوكالة الاستحواذ والتكنولوجيا واللوجستيات (ATLA) التابعة لوزارة الدفاع اليابانية بأن برنامج تطوير الصواريخ جو-جو الحديثة المشترك (JNAAM) يُعد أول مشروع دفاعي ياباني مشترك مع دولة أجنبية بخلاف الولايات المتحدة الأمريكية، حيث بدأ طور الأبحاث المشتركة المرتبطة بالبرنامج في 2014، قبل الانتقال إلى مرحلة تصميم النموذج الأولي خلال عام 2018.
وأضاف المسؤول العسكري الياباني أنه من المتوقع الانتهاء من مرحلة الإنتاج التجريبي خلال العام المالي الحالي، حيث يخطط البلدان لدمج الصواريخ الجديدة في أساطيلهما من طائرات لوكهيد مارتين "إف-35" متعددة المهام، مع اعتماد الصواريخ الجديدة على تقنيات تشبه التقنيات المتبعة في صواريخ ميتور (Meteor) التي تعمل خارج مدى الرؤية البصرية.
وتقع عدة أقاليم بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ "الإندو-باسيفيك" تحت النفوذ البريطاني، ومن بينها جزيرة دييجو جراسيا بالمحيط الهندي وجزر بيتكيرن بجنوب المحيط الهادئ، حيث يعيش ما يزيد عن 1.7 مليون مواطن بريطاني بهذه الأقاليم.
وكانت حاملة الطائرات البريطانية " كوين إليزابيث" قد وصلت إلى ميناء يوكوسوكا في اليابان، في أول رحلة لها بالمياه الإقليمية اليابانية، استعدادا لبدء مناورات عسكرية مع عدة دول بقيادة اليابان، والتي استهدفت إبراز مدى ما وصل إليه مستوى التعاون الدفاعي بين البلدين.