مرة أخرى “صورة” تفتح ملف استضافة إيران لعناصر تنظيم القاعدة، فقد ظهر في الصورة ثلاث شخصيات من كبار قادة "القاعدة"، بما فيهم سيف العدل، الذي يعتقد كثيرون أنه قد يكون خليفة لأيمن الظواهري، أنهم كانوا موجودين في العاصمة الإيرانية طهران.
ورغم النفي المتكرر من جانب إيران وقيادات القاعدة بعدم وجود تنسيق أو تعاون بينهما، إلا أن رفقاء لأيمن الظواهري، أكدوا أن التنسيق بين الجانبين كان ومازال مستمرا منذ صعود الخميني لسدة الحكم في طهران، وبروز تنظيم القاعدة، وبوساطة طرف ثالث وهم قيادات جماعة الإخوان.
بداية التنسيق الفعلي بين القاعدة وإيران بوساطة الإخوان كانت في منتصف الثمانينيات، حيث يقول إنه تم رصد لقاء بين قيادات الإخوان وأسامة بن لادن في أفغانستان في العام 1986 بحضور محمد خليل الحكايمة وأحمد حسين عجيزة من قيادات القاعدة للاتفاق على التنسيق وتبادل المصالح.
ولقاء آخر جمع أسامة بن لادن ومرشد جماعة الإخوان في ذلك الوقت محمد حامد أبو النصر ونائبه مصطفى مشهور اللذين تفقدا معسكرات المجاهدين الأفغان وأعلنا دعمهما لبن لادن ورفاقه، ووقتها جرى إطلاعهما على ما يعتزمه بن لادن من تأسيس ما يسمى بتنظيم القاعدة ليكون بمثابة قوات انتشار سريع مكونة من عناصر مسلحة ومدربة لمساندة المسلمين في مناطق الأزمات والصراعات مثل الصومال على غرار ما حدث في أفغانستان.
وكشف أيمن فايد مستشار زعيم القاعدة أسامة بن لادن في تصريحات سابقا ، أن التعاون بين القاعدة وإيران كان من خلال الظواهري وقيادات الإخوان في مصر وأفغانستان، وكانت إيران اخترقت المجاهدين في أفغانستان بمنطقة الهزارة من خلال شخص أفغاني شيعي اسمه أصف محسني تموله إيران، وأسس حزب الوحدة وهو كيان سياسي وعسكري في أفغانستان، ومن خلال الظواهري والمقربين له كانت أسرار التنظيم تنقل إلى طهران.
وكشف الدكتور جمال المنشاوي، وهو طبيب مصري عمل في علاج المجاهدين الأفغان في أفغانستان وباكستان، وكان صديقا ورفيقا للظواهري وسيد إمام قياديي القاعدة، أن الظواهري طلب من إيران 100 مليون دولار مقابل تنفيذ عمليات في مصر، ورفضت طهران ذلك لعدم ثقتها في إمكانيات الظواهري ورفاقه في التنفيذ ليقظة أجهزة الأمن المصرية، فضلا عن ضخامة المبلغ المطلوب.
وأشار "المنشاوي" إلى أن إيران استضافت في العام 2003 قيادات من القاعدة بينهم الظواهري ومعه سيف العدل وأبو حفص الموريتاني والمصري محمد شوقي الإسلامبولي وأبو محمد المصري.
أبرز المرشحين لخلافة الظواهري
ويعد محمد صلاح زيدان، الملقب بـ"سيف العدل"، والبالغ من العمر 62 عاماً، فيما صنفه مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي واحداً من أكثر الإرهابيين المطلوبين في العالم، بمكافأة تبلغ قيمتها 10 ملايين دولار.
وكان زيدان انتقل إلى أفغانستان عام 1989 حيث انضم إلى "القاعدة"، ثم لعب دورا محوريا في تطوير لقدرات العسكرية للتنظيم، في ضوء خبراته السابقة، كما شارك في تأسيس كثير من الأفرع الإقليمية للتنظيم، خصوصاً في منطقة القرن الأفريقية.
يذكر أن الرئيس الأمريكي جو بايدن كان أعلن في 1 أغسطس الماضي، أن الولايات المتحدة قتلت زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في كابل.
من جانبه؛ قال مصطفي أمين، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن العلاقة بين ايران والقاعدة ذات جذور تاريخية منذ صعود الخميني لسدة الحكم في طهران، وأيضا العلاقة بين جماعة الإخوان في مصروإيران كنت نقطة وصل بين عناصر القاعدة في مصر، منها الظواهري الذي سافر في أوائل التسعينيات، في ذلك الوقت وأبرم مع إيران اتفاقية تضمنت تدريب أعضاء من القاعدة مع عملاء استخبارات إيرانيين في إيران ووادي البقاع في لبنان.
وأضاف "أمين" في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن ايران قدمت لعملاء القاعدة الدعم اللوجستي والسفر في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، بعد انتقال القاعدة من السودان إلى أفغانستان، ورتبت إيران عبور أعضاء القاعدة من وإلى أفغانستان وكان بعضهم أعضاء مجموعة أحداث 11 سيتمبر، والأكثر من ذلك فتحت إيران حدودها أمام المقاتلين "الجهاديين" العرب الراغبين في السفر إلى أفغانستان.
وأشار الباحث في شئون الحركات الإسلامية، الي هناك صفقة خفيفة تظهر يوما بعد يوم من خلال وجود عناصر القاعدة في ايران، حيث إن ايران والقاعدة اتفقا علي وجود عدو مشترك وهو الولايات المتحدة الأمريكية والغرب.
بينما قال أسامة الهتيمي، الباحث في الشأن الإيراني، إن العلاقة بين إيران وتنظيم القاعدة لا تحتاج الي دليل، حيث إن العلاقة أكدتها العديد من اجهزة الاستخبارات الدولية، ويعتبر خطاب وزير الخارجية الأمريكية السابق مايك بومبيو، والذي أشار فيه أن إيران باتت مكانًا آمناً لقيادات تنظيم القاعدة، ويعتبر الاختلاف الوحيد بين إيران والقاعدة الاختلاف المذهبي إلا أن ذلك لم يمنع من التنسق بين القاعدة وإيران.
وأشار "الهتيمي" في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، الي أن ثلاثة محاور هي التي دفعت إيران إلى وجود هذه العلاقة مع القاعدة، المحور الأول هو توافق الطرفين علي العدو المشترك وهو الولايات المتحدة الأمريكية ورغبة كل منهما في الحد من النفوذ الأمريكي في المنطقة حتي يتم تنفيذ مشروعهما الإرهابى.
وأضاف: والمحور الثاني يتعلق بإجبار إيران علي منح قادة تنظيم القاعدة للحركة والحرية في الداخل الإيراني نتيجة الضغوط التي نفذها التنظيم في إيران باختطاف وأسر بعض الدبلوماسيين في بعض الدول مثل باكستان واليمن، ربما ذلك ما جعل إيران تطلق سراح ثلاث من قيادات القاعدة من بينهم سيف العدل.
وتابع "الهتيمي" أن المحور الثالث يتعلق برغبة إيران بعدم التعرض للهجمات من التنظيم خاصة عقب الاتفاق بين طالبان والولايات المتحدة، وبالتالي التعاون المعروف بين القاعدة وطالبان، وبذلك ربما يتمدد تنظيم القاعدة في أفغانستان ويوجه ضربات لإيران.
وأشار إلى أن ذلك يعني أن العلاقة بين القاعدة وإيران علاقة وظفية من ناحية إيران في استغلال تنظيم القاعدة لتهديد النفوذ الأمريكي، وعلاقة وظفية من ناحية القاعدة وذلك ما صرح به أسامة بن لان في عام 2007 أن ايران تمثل مصدر تمويل.