تحتفل الكنيسة القبطية الارثوذكسية، برأس السنة القبطية، اليوم السبت 10 سبتمبر، الموافق 5 من شهر نسيء، وهو آخر أيام السنة المصرية القديمة، وتقيم الكنائس القبطية في هذه الليلة الصلوات الروحية احتفالاً ببداية العام القبطي الجديد (1739) غدًا، ويلقب أول أيام السنة القبطية بعيد النيروز أو عيد الشهداء.
ويعتاد الأقباط علي بعض الطقوس الخاصة في ذلك العيد، منها تناول بعض الفواكه مثل البلح الأحمر والجوافة، وكل من هذه الفاكهة يحمل رموز دينية ودلالات روحية وهو ما سنذكره، حيث يرمز البلح في لونه الأحمر إلى دم الشهداء، وأما حلاوة البلح تشبهها الكنيسة بحلاوة الإيمان المستقيم، أما صلابة نواة البلح، فتُذكر بقوة الشهداء الروحية وصلابتهم وتمسكهم بإيمانهم إلى النفس الأخير.
أما عن الجوافة فتتميز ببياض قلبها ويرمز ذلك لقلب الشهداء الأبيض النقي، والبذور الكثيرة داخلها، ففي ذلك إشارة لكثرة عدد الشهداء لدى الكنيسة القبطية.
قصة انطلاق التقويم القبطي
يحمل عيد النيروز مكانة كبيرة لدي قلوب أقباط مصر، ويُعد التقويم القبطي المستخدم بين الأقباط امتداد للتقويم المصري القديم، الذي يُعد أقدم تقويم في تاريخ البشرية، والتقويم القبطي مكون من 13 شهر نفس الشهور القديمة بلا اي اختلاف ولا في العدد او الاسماء يبدأ بشهر توت وينتهي بشهر نسيء.
وفي القرن الرابع الميلادي اطلقت الكنيسة القبطية الارثوذكسية الممثلة في البابا بطرس الاول، التقويم القبطي وجعلت سنة 284م اول سنة بالتقويم القبطي؛ تكريماً لشهداء الكنيسة القبطية الذين استشهدوا علي يد الامبراطور الروماني دقلديانوس الذي حكم من 284م إلي عام 305م؛ فقامت بالبدء بهذا العام لكونه يتزامن مع اول سنة له في حكم الامبراطورية الرومانية.
واطلقت الكنيسة علي هذه الحقبة بعصر الشهداء؛ بسبب الاتضهاد العنيف الذي شن علي المسيحيين في الفترة من (302م : 305م) علي يد دقلديانوس، ومنذ ذلك الوقت وتحتفل وتحيي الكنيسة القبطية ذكري شهداءها من كل عام تحت اسم “عيد النيروز”، واما عن اصل ومعني كلمة “نيروز” ، فترجع للكلمة القبطية (ني - يارؤو) اي “الأنهار”، وهو موعد اكتمال فيضان النيل، وتتزامن بداية السنة القبطية مع بداية السنة الزراعية في مصر إذ كان يتبع الفلاح المصري منذ القدم التقويم القبطي في الزراعة.