"توفيت الملكة بسلام في بالمورال"، هكذا أعلن قصر باكنجهام وفاة الملكة إليزابيث الثانية، أطول ملوك بريطانيا بقاء في الحكم، والتى توفيت عن 96 عاما، ليعلن نهاية حقبة هامة فى تاريخ بريطانيا، وكتابة فصل جديد من فصول التاريخ بعد 70 عامًا كانت إليزابيث الثانية على رأس العائلة الملكية البريطانية.
وإليزابيث لم يكن من المتوقع أن تكون ملكة، فالملكة التى لعب القدر دورًا كبيرًا فى توليها العرش عرفت بابتسامتها الهادئة، حيث لم يكن من المتوقع أن تكون الأميرة إليزابيث ملكة، والتي ولدت في المرتبة الثالثة بترتيب ولاية العرش، إلا أن الطفلة الأولى لدوق يورك، أصبح الطريق لها مفتوحا لكرسي العرش بعد تنازل عمها إدوارد الثامن عن العرش لوالدها الملك جورج السادس.
وكانت الابتسامة الهادئة، جزءا من شخصيتها فلا تجد صورة أو مقطع فيديو لها إلا ويصاحبها ابتسامة هادئة تعبر بمن يشاهدها إلى حالة من الحب والجمال الإنساني.
وظهر هذا جليًا خلال ظهورها الأخير أمام وسائل الإعلام، حيث ظهرت بابتسامة رقيقة كأنها تحية الوداع لشعبها وهي تقف بملابسها الكلاسيكية البسيطة دون زينة أو جواهر أمام نار مدخنة قصرها في اسكتلندا، لاستقبال كلا من رئيسي وزراء بريطانيا السابق بوريس جونسون وخليفته الجديدة ليز تراس لتكليفها بتشكيل الحكومة الجديدة.
وأطلت الملكة على محبيها فى صورتها الأخيرة مستندة على عصاها بعد أن أرهقها المرض، تقف وسط حجرتها، والتي أثارت الكثير من المشاعر الحزينة بين أفراد شعبها، حيث ظهر عليها المرض بشكل واضح، وتجمع محبيها بالآلاف خارج القصر الملكي بمجرد إعلان خبر وفاتها.
رغم حبها للسفر.. لماذا لم تزر الملكة إسرائيل؟
"الملكة الأكثر سفرا".. هكذا لقبت الملكة البريطانية الراحلة إليزابيث الثانية، والتي زارت أكثر من ١٠٠ دولة خلال ٢٧١ رحلة خارجية، غطت خلالها أكثر من ٦٠٪ من دول العالم.
ورغم تلك الزيارات المتعددة، فإن الملكة اليزابيث الثانية لم تزر إسرائيل، ويرجع ذلك بحسب تصريحات سابقة لها، أنها لا ترغب في زيارة أمة غير مستقرة ولا تعتبر حكيمة، ومع ذلك فقد حرص عايزرا وايزمان، الذي كان رئيسًا لإسرائيل عام ١٩٩٧ إلى زيارة بريطانيا بشكل رسمي، لكن لم يتم الرد عليه بالمثل أبدًا".
وبحسب صحيفة "التليجراف" البريطانية يرجع عدم سفر الملكة إلى إسرائيل بسبب التوترات المتصاعدة والتي لا تنتهي في المنطقة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
وتوفيت الملكة إليزابيث الثانية أمس الخميس، عن عم ناهز الـ ٩٦ عاما، بحسب قصر باكنجهام.
الحب فى حياة صاحبة الجلالة..تزوجت الأمير فيليب رغم اعتراضات العائلة
اعترفت إليزابيث بأنها قد وقعت في الأمير فيليب مونتباتن دوق إدنبرة، رغم أن كان عمرها آنذاك ثلاثة عشر عاما فقط، ومن بعدها بدءا في تبادل الخطابات، وتم الإعلان رسميا عن خطوبتهما في يوم ٩ يوليو ١٩٤٧، وكان هناك الكثير من الاعتراضات على خطوبتهما. وكانا قد التقيا للمرة الأولى عندما حضرا حفل زفاف ابنة عم فيليب، الأميرة مارينا اليونانية، إلى عم إليزابيث، دوق كنت، عام ١٩٣٤.
وقبل الزواج، تخلى فيليب عن ألقابه الملكية التي قد حصل عليها من اليونان والدنمارك، وتحول من الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية إلى الكنيسة الأنجليكانية، وصار الملازم فيليب مونتباتن آخذًا كنية عائلة والدته البريطانية، وقبل الزفاف صار دوق إدنبرة ومُنح لقب صاحب السمو الملكي. تزوج فيليب، والأميرة إليزابيث في دير وستمنستر في يوم ٢٠ نوفمبر عام ١٩٤٧، وتلقيا بعد زفافهما حوالي ٢٥٠٠ هدية من جميع أنحاء العالم.
أنجبت إليزابيث أول موالِيدها، الأمير تشارلز، في ١٤ نوفمبر ١٩٤٨م، وقبل ذلك بشهر، كان الملك قد بعث لها بخطابات يمنحها فيها إجازة لأطفالها باستخدام ألقابه الملكية ليعيشوا كأمراء وأميرات، ولولا ذلك ما كان حصل أبناؤها على مثل هذه الألقاب، نظرا لأن والدهما ليس أميرا ملكيا.
وظلت الحياة هادئة بين الملكة إليزابيث ودوق أدنبرة الأمير فيليب، حتى وفاته فى أبريل من العام الماضى، لتلحق به بحبيب عمرها بعد حوالى عام ونصف العام فقط.
قماش فستان زفافها من سوريا
قد لا يعرف الكثير أن فستان زفاف الملكة البريطانية اليزابيث والذي لا زال يذهل العالم حتى اليوم كان أصله من دمشق.
ففي العام ١٩٤٧ حينما تزوجت اليزابيث الثانية ملكة بريطانيا من فيليب دوق أدنبرة، وطلبت الملكة أن ترتدي فستان زفافها من قماش سوريا حيث اشتهرت وقتها العاصمة السورية دمشق بأقمشتها الفخمة والعالية الجودة، حينها أرسل القصر الانجليزي طلبا خاصا إلى سفارة سوريا في لندن في عهد شكري القوتلي للحصول على ثوب من البروكار الدمشقي.
وأمر القوتلي حينها بإحضار البروكار من معمل المزنر في باب شرقي وعليه رسم لـ"عصفوري حب"، يقبلان بعضهما وهو ما يعرف اليوم بنقشة الملكة، أرضيته بيضاء واجنحة العصافير من الذهب عيار ١٢ قيراطا.
وبعد وصول القماش إلى بريطانيا قام المصمم نورمان هارتنيل بتحويل القماش إلى فستان الزفاف المحفوظة حاليا في المتحف الملكي في قصر باكينغهام، بطول بلغ ١٥ قدماً، جاء بياقة على شكل قلب وخصر منخفض بدون أحزمة، وتنورة بطول الأرض، مع تطريزات رائعة من الورود، وقيل إن هارتنيل استوحاها من رسومات الرسام بوتيتشيلي في لوحة بريمافيرا الشهيرة، والتي تعبر عن استقبال الربيع، وكأن إطلالة الملكة في حفل الزفاف تبث البهجة والأمل. وتم تزيين الثوب بالكريستال و١٠ آلاف حبة لؤلؤة مستوردة من الولايات المتحدة الأمريكية، وقد قال هارتنيل، الذي كان مصمم البلاط منذ عام ١٩٣٨، عن فستان الملكة إليزابيث «أجمل فستان صنعته حتى الآن»، بحسب مجلة تايم.
الملكة إليزابيث الثانية والخيول.. عشق حتى الممات
عشقت الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا الخيول وركوبها والاهتمام بها، بل ودخول المسابقات من أجلها، ولم ينته هذا العشق سوى برحيلها الخميس عن عمر تجاوز ٩٦ عاما، حيث شكل ركوب الخيل أحد هواياتها المفضلة وحتى وصلت التسعين من عمرها، ومنعها أطبائها. وظلت رياضة ركوب الخيل الشغل الشاغل والأهم في حياة ملكة بريطانيا، حيث قالت ذات مرة إن هذه الرياضة تتيح لها أن تكون "مجرد إنسان آخر"، وارتبطت العائلة الملكية في بريطانيا بركوب الخيول، وفي هذا الأمر لا تختلف الملكة إليزابيث عمن سبقوها، ورغم توقف الملكة عن ركوب الخيول امتثالا لأوامر الأطباء، لكن ذلك لم يمنعها من مواصلة رعاية خيولها المفضلة، حيث تعد الملكة من أكبر ملاك الخيول الأصيلة في بريطانيا.
ونشرت صحيفة "دايلي ميل" البريطانية، عن حب الملكة إليزابيث الثانية للخيول قديم للغاية، حيث بدأ شغفها بالأحصنة منذ بلوغها سن الرابعة من عمرها، ومن ذلك الحين وهي تكرس وقتها للعناية بها، خاصة بعدما أنشأت مزرعة للخيول قبل نحو نصف قرن.
وتمكن أحد أحصنة مزرعتها من الفوز بالكأس الذهبية في سباق خيول Royal Ascot كأول حصان ملكي يتوج بالسباق، ورغم أنه يعرف عن الملكة إليزابيث أنها مقتصدة ولا تحب الإسراف، لكن تلك القاعدة لا تنطبق على ما تنفقه ملكة بريطانيا على الخيول، حيث بلغت نفقات الخيول الخاصة بالملكة نحو ١٠.٨ مليون جنيه إسترليني لأخر ٣٠ سنة.
وامتلكت الملكة حوالي ٣٠ حصانا شاركت معظمها في سباقات خيول محلية، وقدرت نفقات هذه الخيول بنحو ٦٠٠ ألف جنيه إسترليني سنويا، وفقا لصحيفة "ديلي إكسبرس" البريطانية. وصرح مدرب الخيول المملوكة للملكة هنري سيسيل، إن الملكة إليزابيث "تعشق الخيول لأنها تعتبرها وسيلة للاسترخاء"، فيما قالت الصحيفة إن الملكة تشعر أيضا بالراحة عندما تكون قرب خيولها لأن "الخيول ليست بشرا ويمكن للملكة أن تتفاعل معها بطريقة عادية." وأشارت "ديلي إكسبرس" إلى أن السبب الآخر لحب الملكة للخيول، وهو أنها تعلمت الفروسية وهي صغيرة وورثت من والدها الملك جورج السادس عندما توفي عام ١٩٥٢ ألوان السباق الخاصة به وسترة أرجوانية وأكمام سباق قرمزية وقبعة سوداء مزينة بالذهب إلى جانب مشروع السباق الخاص بالملك.
