نشرت صحيفة ديلى تليجراف البريطانية تقريرا أعدته ناتاليا فاسيليفا، مراسلة شئون روسيا، بعنوان فلاديمير بوتين يصر على أن روسيا "لم تخسر شيئًا" جراء الحرب فى أوكرانيا.
وأُعلن أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، سيلتقى نظيره الصيني، شى جين بينغ، للمرة الأولى منذ الحرب الروسية على أوكرانيا، وهدد فى نفس الوقت بإلغاء الاتفاق الرئيسى لتصدير الحبوب الأوكرانية.
وحذر بوتين، الذى تعرضت بلاده لعقوبات اقتصادية غير مسبوقة، الغرب يوم الأربعاء الماضى خلال المنتدى الاقتصادى فى مدينة فلاديفوستوك فى أقصى شرق البلاد، من أنه سيفشل فى عزل روسيا، مضيفا أن روسيا "لم تخسر شيئًا" من جراء شن حربها على أوكرانيا.
وسيجتمع الزعيمان على هامش اجتماع منظمة التجارة الإقليمية فى سمرقند بأوزبكستان، على الرغم من أن الرئيس شى كان حريصا على عدم دعم الحرب بشكل صريح، وتظهر زيارة بوتين قلق موسكو المتزايد من البحث عن حلفاء وسط عزلة دولية، بحسب الكاتب.
وأشار الرئيس الروسى إلى مشاريع النقل الطموحة فى البلاد التى تستهدف توسيع الصادرات إلى الدول النامية بما فى ذلك الهند وإيران والشرق الأوسط.
وحذر بوتين أيضا من أن روسيا قد تسحب ضماناتها الأمنية للسفن التى تحمل حبوبا أوكرانية وتسافر عبر البحر الأسود.
وقال: "لقد تم خداعنا ببساطة"، مشيرا إلى أن الغالبية العظمى من السفن انتهى بها المطاف فى الاتحاد الأوروبي، وليس فى أفقر دول العالم التى كانت ستواجه الجوع بدون إمدادات من أوكرانيا، مضيفا أنه سيثير مخاوفه مع الرئيس التركى الذى ساعد فى التوسط فى الصفقة التاريخية.
وقال فاسيلى نيبينزيا مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة يوم الثلاثاء الماضى إنه يود تمديد الاتفاق لكنه قال إن القيود المفروضة على الصادرات الزراعية الروسية لم ترفع بالكامل كما وعد.
وفى حديثه عن حرب أوكرانيا التى حوّلت روسيا إلى دولة منبوذة، بحسب الصحيفة، قال بوتين: "لم نخسر شيئا ولن نخسر شيئا. من حيث المكاسب، يمكننى أن أذكر تعزيز سيادتنا".
وقال بوتين فى اجتماع مكتمل للمنتدى الاقتصادى الشرقي، إن العقوبات التى تفرضها الدول الغربية تشكل تهديدا للعالم بأسره، ونقلت وكالة أنباء تاس الروسية عن بوتين قوله: "لقد حل مكان الجائحة تحديات عالمية جديدة تشكل تهديدا للعالم بأسره. وأنا أشير إلى جنون العقوبات الغربية ومحاولاتها العدوانية لفرض نموذج للسلوك على دول أخرى وحرمانها من السيادة وإخضاعها لإرادتهم".
وتابع: "لا شيء غير عادى فى هذا، فهذه سياسة ينتهجها الغرب بشكل جماعى منذ عقود"، مضيفا أن "الغالبية العظمى من دول آسيا والمحيط الهادئ تجد أن المنطق المدمر للعقوبات أمرًا غير مقبول"، وأشار الزعيم الروسى إلى نمو منطقة آسيا والمحيط الهادئ الذى قال إنه "كان أعلى باستمرار من معدلات النمو العالمية لفترة طويلة".
وأضاف فى تعليق على قرار وزراء الطاقة فى دول الاتحاد الأوروبى بشأن تحديد سقف محتمل لأسعار غاز بلاده "سنلتزم تمامًا بالتزاماتنا التعاقدية ولكن إذا حاول شخص ما فرض شيء علينا ... أود أن أقول لهم: أولئك الذين يحاولون فرض شيء علينا - فهم ليسوا فى وضع يسمح لهم بإملاء إرادتهم علينا".