الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

حول أحاديث الحوار الوطني

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بعد أن عقد مجلس أمناء الحوار الوطنى، اجتماعه الخامس، بمقر الأكاديمية الوطنية للتدريب بمدينة السادس من أكتوبر للتوافق على أسماء المقررين والمقررين المساعدين للمحاور الثلاث، السياسية والاقتصادية والمجتمعية، واللجان الفرعية الخمسة عشر المنبثقة عنها، ولإعداد الملفات والموضوعات المزمع مناقشتها في هذه اللجان، تفاءل الناس خيرا بجدوي وأهمية الحوار الوطني.
ومما لا شك فيه أن الحوار هو بؤرة الحديث والكتابة في هذا العصر، وفي مقدمة اهتمام القيادة السياسية عندما دعا اليه الرئيس السيسي في حفل إفطار الأسرة المصرية في آواخر رمضان الماضي، وبدأت الجلسات التحضيرية للحوار واختيار مقررين اللجان المختلفة لضمان نجاحه في تحقيق أهدافه التي ينتظرها الجميع.
و نريد أن نؤكد علي بعض المظاهر السيئة التي شهدتها فترات حكم سابقة، والتي نتمني أن لا نراها في هذا الحوار الوطني لاهمية الفترة التي تمر بها البلاد، والتي كان من مظاهرها انعدام روح الحوار من حياتنا على المستويات المختلفة سواء منها الداخلية أم الخارجية، وعلى المستويات الفردية والجماعية.. ويؤكد هذا حقائق الواقع والنتائج التي نشاهدها، ولعلي اكتفي للتدليل على ذلك بالإشارة إلى كثرة القضايا التي تصل إلى المحاكم في جميع مستوياتها – هذا على المستوى الفردي- أما على المستوى الأسري، فحدّث ولا حرج فنِسَب الطلاق والنزاع والشقاق تزداد يومًا بعد يوم، بالاضافة الي القضايا الاقتصادية والاجتماعية المختلفة والسياسية، فضلا عن الازمات العالمية والدولية التي تؤثر علينا بشكل ما. وغير ذلك مع كل هذا نجد أن الذين يحملون لواء الحرب والذين يقتلون روح الحوار.. هم الذين ينادون به وهم دعاته..! يضافإالي هذا  اتساع دائرة الحوار من جهة وحاجة البشرية إليه من جهة أخرى، فالحوار – كما أشرنا- نمط حياة، وفلسفة تعامل، وطريقة تفاهم.
وعندما ننظر الي أصل كلمة حوار نجد أن مادة "حور" تدل على معنى الرجوع إلى الشيء أو عن الشيء، بينما المحاورة هي الرجوع والمراودة في الكلام، أو مراجعة المنطق في المخاطبة، والمراجعة في الكلام تكون عادة بين طرفين، وقد وردت المادة في القرآن الكريم: "قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ." الاية 37 سورة الكهف، وفي قوله تعالي:"وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا ". سورة المجادلة الاية 1.
ومن الألفاظ التي تتصل بلفظ الحوار: لفظ الجدل: مأخوذ من الجدال وهو "المفاوضة على سبيل المنازعة والمغالبة... فكأن المتجادلين يفتل كل واحد الآخر عن رأيه، ومن هنا نستطيع التمييز بين الجدل والحوار. ففي الحوار تقوم المراجعة فيه على اللين واللطف، أما الجدال فالمراجعة في الكلام يصحبها خصومة ونزاع !
قد يرد في الذهن تساؤل عن الطريقة التي ينجح بها الحوار، والآلية التي ينبغي أن تتبع والجـو الذي ينبغي أن يصاحب الحوار حتى يكون حوارا هادفا، يصل إلى نتائجه، وينبغي الابتعاد عن اتباع الظن والأهواء الشخصية والتقليد، والتعصب للرأي، ويجب أولا  التجرد من الهوى وحظوظ النفس والإنصات الجيد إلى الخصم وحججه، والانطلاق من النقاط المتفق عليها في المحاورة، قصد التوصل إلى النتائج المرجوة من الحوار، مع ضرورة  تجنب إطلاق الأحكام الجاهزة، فانعدام روح الحوار هو الذي أدى إلى خيار القتل في حوار ابني آدم عليه السلام. ومن اجل ان ينجح الحوار الوطني المزمع اقامته خلال الايام المقبلة لابد من محاولة استثمار كل نقطة من نقاط الحوار للخروج منها إلى التي تلي، عبر محاوره المحتلفة وحسن اختيار المقررين لكل محور من المحاور المناقشة وبالتالي الخروج من الحوار ببعض الفوائد المطلوبة والاهداف المبتغاه، وقد سعدت كثيرا باختيار د.علي الدين هلال عميد كلية الاقتصاد والسياسة الاسبق ووزير الشباب السابق كمقرر لمحور السياسة لما له من خبرات في هذا المجال ودراسات وابحاث وعقلية مستنيرة مشهود لها بالكفاءة  وعن اهم الموضوعات المطروحة للنقاش، مباشرة الحقوق السياسية والتمثيل النيابى والأحزاب السياسي، والمحليات، حقوق الإنسان والحريات العامة وهي موضوعات هامة للغاية. وكما تم اختيار د.احمد جلال كمقرر للمحور الاقتصادي، ود.خالد عبد العزيز كمقرر للمحور المجتمعي.
وينبغي ترك ساحة الحوار إذا انتقل إلى ساحة الجدال والمراء وأدرك أنه لا يؤدي إلا إلى خصومة. العمل على إيجاد المناخ الإيجابي والجو الهادئ المناسب لإجراء الحوار. عدم إسقاط الخصم أو النيل من شخصه أو من معتقداته.، واعتقد ان هذه بعض الارشادات التي ينبغي اتباعها في الحوار الوطني المرتقب حتي نخرج بنتائج مثمرة تفيد وطننا الغالي مصر وشعبنا العظيم المنتظر منا الكثير والكثير.