كشفت دراسة جديدة لرصد التوقعات المناخية العالمية الحديثة قبل قمة المناخ للأمم المتحدة فى نوفمبر المقبل«cop٢٧» أن درجات الحرارة فى الشرق الأوسط وشرق البحر الأبيض المتوسط ترتفع بمعدل ضعف سرعة بقية العالم تقريبًا، مع عواقب بعيدة المدى على صحة ورفاهية ما يقرب من ٤٠٠ مليون شخص يعيشون فى المنطقة.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن هذه الدراسة التى تم نشرها لأول مرة فى يونيو فى مراجعة الجيوفيزياء وتم تحديثها مؤخرًا لتشمل توقعات مناخية عالمية جديدة قبل قمة المناخ للأمم المتحدة فى نوفمبر، توقعت ارتفاع درجة حرارة المناخ فى دول مثل مصر واليونان والمملكة العربية السعودية بنحو ٩ درجات فهرنهايت (٥ درجات مئوية) بحلول نهاية القرن، وستؤدى هذه الزيادة إلى موجات حرارة أطول، وجفاف أكثر حدة، وعواصف رملية متكررة من شواطئ لبنان إلى صحارى إيران.
كما ستؤثر هذه التغييرات وفقًا للدراسة، على الغطاء النباتى وموارد المياه العذبة، مما يزيد من خطر نشوب صراع مسلح.
أسباب ارتفاع درجات الحرارة
وأرجع مؤلفو الدراسة، بمن فيهم باحثون من مركز أبحاث المناخ والغلاف الجوى التابع لمعهد قبرص ومعهد ماكس بلانك للكيمياء فى ألمانيا، أسباب ارتفاع درجات الحرارة فى المنطقة إلى زيادة الانبعاثات الدفيئة،
وقالوا: "إن المناظر الطبيعية فى المنطقة القاحلة وانخفاض مستويات المياه تجعلها أكثر عرضة لتغير المناخ".
وذكر جورجيوس زيتيس، أحد مؤلفى التقرير، أن الشرق الأوسط أصبح "الباعث المهيمن" لغازات الاحتباس الحرارى على مستوى العالم، متجاوزًا كل من الاتحاد الأوروبى والهند.
ونقلت "واشنطن بوست" عن زيتيس قوله فى مقابلة عبر الهاتف: "فى الاتحاد الأوروبي، نشهد اتجاهًا هبوطيًا للانبعاثات، لكن هذا ليس هو الحال بالنسبة للشرق الأوسط". وقال إن معظم دول المنطقة ملتزمة باتفاقية باريس للمناخ لعام ٢٠١٥، والتى تهدف إلى الحد من ظاهرة الاحتباس الحرارى فى هذا القرن إلى ٢.٧ درجة فهرنهايت (١.٥ درجة مئوية).
«إزالة الكربون» الحل الرادع
وتشدد الدراسة على الحاجة الملحة إلى "إزالة الكربون" من قطاعى الطاقة والنقل فى الشرق الأوسط مع زيادة استخدام الطاقة المتجددة على نطاق واسع، حتى مع اعتماد اقتصادات العديد من البلدان فى المنطقة، مثل قطر والمملكة العربية السعودية، اعتمادًا كبيرًا على "الأحفوريات" "استغلال الوقود".
ووجد الباحثون أن الصيف فى المنطقة أصبح أكثر جفافاً وأن هطول الأمطار وهطول الأمطار الشديد قد حدث فى موجات أقل تواتراً ولكن أقوى، ورأوا أن موجات الحر ستحد من الأنشطة الخارجية وتؤثر على المحاصيل المتوسطية الرئيسية مثل الزيتون والقمح والشعير، كما أن الطلب على المياه العذبة سيزداد مع نمو السكان وهناك ضغط على الموارد.
الفرار من المناطق الريفية
ووفقًا للباحث زيتيس، فإنه من المحتمل أن تشهد المنطقة زيادة فى الهجرة من المناطق الريفية إلى المناطق الحضرية، سواء داخليًا أو عبر الحدود، كما هو الحال فى جنوب العراق، حيث ارتفعت درجات الحرارة بمقدار ٣.٢ درجة فهرنهايت (١.٨ درجة مئوية) على مدى العقود الثلاثة الماضية، باعت العائلات متعلقاتها وانتقلت إلى مراكز حضرية مثل البصرة، أكبر مدينة فى المنطقة.
ويقول زيتيس: "إن الانتقال لن يكون سهلاً وأن "الجفاف متعدد السنوات" والتنافس على الموارد سيؤديان إلى نشوب صراعات، لافتا الى انه "حيثما يكون هناك عدم استقرار اجتماعي، يمكن أن يكون هذا نتيجة لتغير المناخ".