مثلي مثل الكثيرين تابعت التصريحات المثيرة للجدل التي أطلقتها إحدى ناشطات حقوق المرأة حول عدم إلزام المرأة في المجتمع المصري ببعض واجباتها الشرعية تجاه زوجها وكذلك تجاه أبنائها كالرضاعة ورعايتهم والعمل على شؤون منزلها.
واشمئزيت كثيرا لما سمعته من هذه الناشطة التي سواء قصدت أو لم تقصد، فهي تضع السم في العسل دون أن تدري ذلك، فكيف أن المرأة التي هى نصف المجتمع والعنصر الهام فيه بجانب الرجل غير ملزمة بواجباتها تجاه زوجها وأبنائها؟!
فهل سمعت تلك الناشطة وغيرها ممن ينادين بحقوق المرأة عن نصوص القرأن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة التي تلزم المرأة بطاعة زوجها والعمل على راحته ورعاية أبنائها!
وكيف سيكون الحال إذا خرج أحد نشطاء السوشيال ردا على تلك الدعوات المثيرة بعدم إلزام الرجل بأي شئ تجاه زوجته وأبنائه! هل ستقبل تلك الحقوقية وغيرها بتلك الدعوات المضادة؟!
عندما يخبرنا رسولنا الكريم "صلى الله عليه وسلم" في حديثه الشريف "كلكم راع وكل راع مسؤول عن رعيته"، إذا فنحن أمام مسؤولية لكل منا تجاه الآخر دون شك، فالرجل مسؤول عن زوجته وأبنائه مسؤولية كاملة وسيحاسب عليهم يوم القيامة أمام المولى عز وجل.
وكذلك فالمرأة مسؤولة مسؤولية كاملة عن زوجها وابناءها، فهي ملزمة بحقوق زوجها إلزاما كاملا ورعاية أبنائها دون النظر لتلك المهاترات غير المجدية على الإطلاق.
اميتو الباطل بالسكوت عنه ولا تصفق له، فمثل هؤلاء الأشخاص ممن يطلقون تلك التصريحات لا يرغبون سوى في زعزعة استقرار ثوابت المجتمع المصري التي نشأنا عليها منذ القدم.
فمنذ القدم كان الرجل راجلا يعمل ويشقى لجلب المال لزوجته وأبنائه، وكانت المرأة هى ربة منزلها مسؤولة عن تهيئة المناخ المناسب لمعيشة زوجها وأبنائها، تعمل على راحتهم وتوفر لهم كافة سبل الحياة الأسرية السعيدة.
وحتى مع دعوات حرية المرأة قديما لم تكن تنادي سوى بإنصاف المرأة في المجتمع المصري من حيث التعليم وتوفير فرص العمل مع الحفاظ على دورها كزوجة في بيتها، ولم نشاهد أو نسمع مثل تلك الدعوات الساقطة التي ستنال من قيم وعادات ذلك المجتمع.
لذا فإننا بلا استثناء مسؤولون أمام الله بإسكات مثل هذه الدعوات، ونشر القيم والنصائح السليمة لإقامة وتأسيس الأسرة المصرية على أساس قويم يكون نواة لمجتمع صحي.