الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

كامل المرعاش: الجيش الليبي يستطيع اقتلاع الإرهاب رغم ما يحاك ضده من مؤامرات

الإرهابي المهدي دنقو
الإرهابي المهدي دنقو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أعلن الجيش الوطني الليبي، مؤخرا، عن نجاح استهداف الإرهابي الداعشي المهدي دنقو، العقل المدبر لعدة عمليات إرهابية من بينها مذبحة الأقباط المصريين في مدينة سيرت الساحلية عام 2015.
وتشهد الأوضاع السياسية الليبية اضطرابات كبيرة، فمن المحتمل أن تتجدد الاشتباكات والقتال بين عدد من الميليشيات داخل العاصمة طرابلس التي تتحصن بها حكومة عبدالحميد الدبيبة المنتهية ولايته، وتربص حكومة فتحي باشأغا المدعومة من قبل البرلمان الليبي، التي تترقب تسلم أعمالها وإدارة وزرائها من داخل العاصمة الليبية.
وقال الكاتب الليبي الدكتور كامل المرعاش، إن مواجهة عصابات داعش الإرهابي مهمة خطيرة يقوم بها الجيش الليبي رغم ما يلاقيه من حظر أسلحة ومؤامرة من الحكومات الفاسدة، وهذه العملية التي استهدفت القيادي الداعشي لن تكون الأخيرة، وجيشنا الباسل قادر على قطع شأفة الإرهاب رغم حظر السلاح عليه ومحاصرته وقطع الميزانيات عنه من قبل حكومة الفساد والعمالة في طرابلس.
وأضاف «المرعاش» في تصريحات خاصة لـ«البوابة»، أن دماء أقباط مصر العظيمة لم تذهب هباء، وأن الجيش الوطني الليبي سيتمكن من القضاء على كل من خطط ومول ونفذ هذه الجريمة النكراء مهما طال أو قصر الزمن.

كامل المرعاش

شرح "المرعاش" أن مسألة الإرهاب وانتشار التنظيمات الارهابية في الأراضي الليبية كانت نتيجة مباشرة لهجمات الحلف الأطلسي والتي بلغت أكثر من 22 ألف غارة عام 2011 والتي استهدف فيها بشكل أساسي تدمير البنية التحتية العسكرية لليبيا، وليس فقط إسقاط نظام القذافي. ليبيا كانت تمتلك ترسانة عسكرية قوية ولديها أجهزة أمن فائقة القدرة والمهنية، وقد استطاعت اجتثاث التنظيمات الإرهابية ومنعتها من التواجد في ليبيا رغم مساحتها الشاسعة وصحاريها المترامية الأطراف. ولم تجرؤ هذه التنظيمات من تنفيذ أي عمل ارهابي مطلقًا على الأرض الليبية، رغم أن هذه التنظيمات كانت تعتبر القذافي من ألد أعدائها.
وأوضح "المرعاش" أن الغرب ترك ليبيا فريسة لهذه التنظيمات التي انتشرت كالسرطان في جسد الدولة الليبية بتواطؤ مباشر من تنظيم الإخوان المسلمين الذي كان يمثل الغطاء السياسي لهذه الحركات الإرهابية المتطرفة. وكانت مدن درنة وأجدابيا وصبراته وسرت أصبحت ترزح تحت الرايات السوداء لهذه التنظيمات التي كانت تطبق شريعة التوحش والقتل في هذه المدن.
وقال "المرعاش" إن سكان مدينة بنغازي يعيشون أيامهم على وقع بطش وتوحش وغلو، وهذه التنظيمات التي أصبحت تسيطر على كل شيء تقريبًا في المدينة. وهنا تحرك أعيانها وقياداتها الاجتماعية والقبلية وتجمعوا في بيت اللواء خليفة حفتر الذي كان مستهدفا بالتصفية في قوائم هذه التنظيمات التي تمكنت من اغتيال أكثر من 360 ضابطا من الجيش والأمن الداخلي والناشطين المدنيين المناوئين لفكر التطرف والغلو، وطالبوه بحماية المدينة من بطش هذه التنظيمات الارهابية، فقال لهم "ألبي نداءكم عندما تعطوني أولادكم وتحتضون جيشكم، لدحر هذا الإرهاب البغيض" فكان وعدهم حقا، فقد تدافع الآلاف من شباب القبائل والتحقوا بضباط الجيش الأحرار الذين جمعهم اللواء الشجاع خليفة حفتر وبدأ في بناء جيش وطني يقارع الإرهاب. وبعد 3 سنوات من حرب شرسة لا هوادة فيها دحر هذه التنظيمات الإرهابية والتي كانت تحصل على الدعم المالي من حكومات طرابلس الخانعة تحت سيطرة تنظيم الاخوان وتركيا والولايات المتحدة وبريطانيا، رعاة الإرهاب وداعش، بعد تدجيج هذه التنظيمات وإطلاقها لملء الفراغ الذي نتج عن الإطاحة بمؤسسات الدولة الليبية.
وحول استهداف القيادات الإرهابية، لفت "المرعاش" إلى أن عملية القضاء على الإرهابي المهدي الدنقو هي واحدة من عدة عمليات نوعية للجيش العربي الليبي في جنوب غرب ليبيا، رغم صعوبة المنطقة ووجود حدود مفتوحة لدول الساحل والصحراء حيث تهرب هذه التنظيمات وتختفي هناك، قبل أن تعود لشن هجماتها الارهابية. وقد نفذ الجيش الوطني أكثر من 20 عملية نوعية أدت الى القضاء على عشرات من قادة داعش والقاعدة وأنصار الشريعة.
وتعقيبا على تردى الأوضاع في بلاده، قال: أعتقد أن ليبيا وقعت في هوة سحيقة من الفوضى والانقسامات منذ أن أسقط الغرب نظام القذافي، وأجهزوا على مؤسسة الجيش، وأفسحوا المجال للميليشيات الدينية والقبلية أن تسقط كل مؤسسات الدولة وتسيطر بشكل أساسي على العاصمة طرابلس حتى تستطيع أن تفرض إرادتها على أي حكومة يتم وضعها فيما بعد.
مضيفا أن الغرب نجح في تفكيك أوصال الدولة الليبية وربط علاقات مباشرة مع زعماء الحرب ليكون له أدوات محلية يستطيع من خلالها السيطرة وتحديد مستقبل البلاد بما يخدم مصالحه.
وأكد المرعاش أن السيناريو اللعين  اتضح بعد عام 2014 وأصبح مكشوفا للجميع، وظهر بشكل فاضح النفود الإيطالي وربطه علاقات مباشرة ودفعه للأموال لقادة بعض الميليشيات المسيطرة على الهجرة غير شرعية، ورأينا كيف تطور الأمر وتغولت هذه الميليشيات بدفعات ملايين اليوروات وتحولت إلى تجارة بالبشر تبدأ من أدغال أفريقيا وتنتهي بشواطئ ليبيا.
وشرح الكاتب الليبي أن دولا إقليمية بعيدة دأبت على تكوين ولاءات محلية مقابل المال والنفود، وتأجج ذلك باحتلال تركي عسكري مباشر لأكثر من 5 قواعد عسكرية في شمال غرب ليبيا وأكثر من 20 ألف مرتزق سوري جندتهم وأرسلتهم تركيا من تنظيمات إرهابية لدعم حكومة السراج التي كانت على وشك السقوط بعد محاصرتها من قبل الجيش الوطني الليبي الذي أعيد بنائه في زمن قياسي بفضل ثلة من ضباطه الشجعان وعلى رأسهم المشير خليفة حفتر.
ويعتقد "المرعاش" أن المشهد الحالي وبعد أكثر من 20 مبادرة لحل الأزمة الليبية، بقيت مستعصية عن الحل، لسبب منطقي أن بعض الدول التي ساهمت في إسقاط النظام والدولة في ليبيا لم تتوافق مصالحها بعد ليسمح ذلك بعودة استقرار ووحدة ليبيا. بل على العكس تماما تحول بعض مبعوثي الأمم المتحدة السابقين إلى عرابي الفوضى وفي أحسن الأحوال الى شهود زور على ما يجري في ليبيا من قتل ودمار طال حياة أكثر من 60 ألف ليبي فقدوا حياتهم منذ 2011، ثمنًا لعربدة الغرب وتحويله لليبيا إلى دولة فاشلة بامتياز ليسهل عليه الهيمنة عليها لعقود من الزمن.
وأوضح "المرعاش" أن الأجسام الليبية  تحولت بكل أسف إلى أدوات تعمل ضمن منظومة النفوذ الاقليمي والدولي، وبعضها وجد نفسه مضطرا للتعامل مع هذا الوضع المأسوي للاختيار بين أسوأ الحلول. 
ولفت إلى أن البرلمان والمجلس الأعلى للدولة، العنوان الأبرز لتطاحن الإرادات الأجنبية وسيطرتها على مستقبل البلاد. ولو تعمقنا في الشرح فإن المجلس الأعلى للدولة جسم محسوب على ليبيا ولكن أعضاؤه وأغلبهم من تنظيم الإخوان لا يعترفون بالدولة الوطنية وينظرون إلى ليبيا على أنها بيت مال المسلمين، وأمير إيمانهم أردوغان.
وواصل: مستقبل ليبيا فهو في عداد المجهول ومدي استعداد تركيا وبريطانيا والولايات المتحدة للتخلي عن دعم الفوضى ونظام الميليشيات الذي تحدر وتطور إلى خليط عجيب غريب من ميليشيات دينية متطرفة وأخري قبلية وثالثة عصابات دولية شبيهة بالمافيا، وهنا الوحيد الاستفادة القصوى من حالة الفوضى والإفلات من العقاب والتربح من أكبر حكومة فاسدة في تاريخ ليبيا، حيث رئيس الحكومة فيها سليل آل الدبيبة عائلة النهب والسلب والراعي الرسمي للفساد في ليبيا .
مختتما حديثه بأن مستقبل مظلم لأجيال ستعيش وحشيته في المستقبل القريب، لا صحة ولا تعليم ولا كهرباء، وتم خلال 10 سنوات تدمير ما تم بناؤه خلال 60 عامًا. والفضل يرجع لهذا الغرب البغيض الذي أتي لنا بشعارات كاذبة ومزيفة للحرية والديموقراطية، فيها وبها فقدنا وطنًا سميناه ليبيا.