أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن وفاة الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا تمثل نهاية حقبة مهمة من تاريخ المملكة المتحدة وبداية حقبة جديدة.
وأشارت الصحيفة في مقال افتتاحي إلى أن الملكة الراحلة كانت بمثابة حجر الزاوية لاستقرار البلاد، في الوقت الذي كانت بريطانيا فيه تمر بمراحل تغيير جذرية على المستوى المحلي والدولي.
وأضافت أن خبر وفاة الملكة إليزابيث لم يكن مفاجأة، حيث وافتها المنية عن عمر 96 عامًا لكي تصبح أطول ملوك وملكات بريطانيا توليًا للعرش، والذي استمر ما يربو على 70 عامًا، موضحة أن الملكة الراحلة أصبحت أقل ظهورًا في المناسبات العامة بعد وفاة زوجها الأمير فيليب العام الماضي، كما أنها بدأت تعاني من بعض المشاكل الصحية.
وعلى الرغم من ذلك، قالت الصحيفة إن وفاة ملكة بريطانيا تمثل بداية صفحة جديدة ليس فقط في حياة العائلة الملكية ولكن في حياة بريطانيا بأسرها، حيث شهدت فترة حكمها التي زادت على 70 عامًا العديد من التطورات في تاريخ بريطانيا الحديث.
وأضافت الصحيفة أنه عند ولادة الملكة إليزابيث، كانت بريطانيا إمبراطورية ضخمة يصل عدد رعاياها إلى 600 مليون نسمة، إلا أن بريطانيا عند وفاة الملكة تعتبر مجرد دولة أوروبية متوسطة الحجم تعاني من مستقبل غير واضح المعالم.
وأشارت إلى أن فترة تولي الملكة الراحلة امتدت لسنوات طويلة في تاريخ بريطانيا الحديث، حيث كان أول رئيس وزراء لها هو السياسي الأشهر وينستون تشرشل، بينما كانت تعتلي عرش بريطانيا بالفعل قبل ولادة رئيسة وزرائها الحالية ليز تراس بحوالي 23 عامًا.
وترى الصحيفة أن الملكة إليزابيث ترحل عن عالمنا هذا تاركة خلفها فراغًا ليس من السهل ملأه، موضحة أن الملك تشارلز الثالث سيتولى عرش البلاد وهو في الثالثة والسبعين من عمره ليكون بذلك أول خريج جامعة وأول مُطلق من أفراد العائلة الملكية يجلس على عرش بريطانيا في العصر الحديث.
وأضافت أن الصفات الشخصية للملك تشارلز معروفة للجميع، مشيرةً أنه تولى عرش البلاد في مرحلة عمرية متقدمة يتسم فيها بالحكمة والروية وذلك أفضل مما لو كان تولى عرش البلاد قبل ذلك وهو أصغر سنًا، ولاسيما أن بريطانيا تمر حاليًا بمرحلة تعاني فيها من الضعف على العديد من المستويات.
وتختتم الصحيفة مقالها بالقول إنه يجب الاعتراف أن الملكة الراحلة تفانت في أداء مهمتها الملكية على أكمل وجه، وهو ما منحها حب الشعب البريطاني واحترامه حتى أخر لحظة في حياتها.