الخميس 19 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

الموت يغيب الملكة إليزابيث الثانية بعد 70 عامًا على عرش بريطانيا

اليزابيث الثانية
اليزابيث الثانية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

جاء إعلان قصر باكينجام أمس وفاة ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية عن عمر ناهز 96 عاما بعد 70 عاما في الحكم؛ ليشكل صدمة للشعب البريطاني ودول الكومنويلث، حيث نجحت الملكة الراحلة في الحفاظ على استقرار الملكية في بلادها رغم المتغيرات الدولية والإقليمية المتلاحقة والأزمات التى اجتاحت الأسرة المالكة خلال الأعوام الماضية.

ونجحت إليزابيث الثانية - التي ولدت في 21 أبريل عام 1926 والتحقت بقوات الاحتياط البرية مع اقتراب نهاية الحرب العالمية الثانية حيث اكتسبت خبرة في مجال قيادة وإصلاح الشاحنات - في تقديم نموذج فريد للقيادة الملهمة والتى حظيت تقدير كبير من جانب الشعب البريطانى وجميع زعماء العالم.

وفى السادس من فبراير عام 1952، توفى جورج السادس ملك المملكة المتحدة فى فبراير 1952، وكانت ابنته إليزابيث البالغة من العمر 25 عاما فى زيارة خارجية فى ذلك الوقت حيث تلقت نبأ الوفاة بعد وصولها إلى كينيا، إلا أنه لم يتم تتويج إليزابيث كملكة للمملكة المتحدة إلا بعد عام ونصف تقريبا من وفاة والدها فى يونيو 1953 فى كنيسة ويستمنستر بلندن والتى تعد بمثابة كنيسة الملوك. 

وفي نوفمبر 1947، تزوجت اليزابيث من الأمير فيليب الذى كان يكبرها بخمس سنوات، وقد ولد ابنهما الأكبر تشارلز فى العام التالى لزواجهما، ثم ابنها الأصغر أندرو عام 1960 وإداوارد عام 1964، والأميرة آن.

وقد نعت رئاسة الجمهورية المصرية بمزيد من الأسى والحزن نبأ وفاة "إليزابيث الثانية" ملكة بريطانيا، مشيرة إلى أن الملكة "إليزابيث الثانية" كانت مثالًا رفيعًا يحتذى في تفانيها في خدمة شعبها وبلادها على مدار أكثر من سبعة عقود، ساهمت خلالها في تقديم نموذج فريد للقيادة الملهمة، وللقيم الأخلاقية النبيلة ولتحمل مسئوليات شرف تمثيل شعبها ووطنها باقتدار وحكمة، وللعمل الصادق من أجل مد جسور السلام والتعاون بين الشعوب والحوار بين الأديان والثقافات تعظيما للقيم الإنسانية المشتركة بين الحضارات، حتى أصبحت رمزًا محل تقدير العالم بأسره".

ووصفت رئيسة وزراء بريطانيا الجديدة ليز تراس الملكة إليزابيث بأنها كانت "روح بريطانيا العظمى ومصدر إلهام شخصى لها وللعديد من البريطانيين"، مشددة على أنها الملكة الراحلة ظلت مصممة على أداء واجبها قبل يومين من وفاتها، واصفة رحيل الملكة التى تركت إرثا كبيرا لشعبها بأنه خسارة كبيرة.

 وأشارت رئيسة الوزراء البريطانية، إلى أن وفاة الملكة اليزابيث يعتبر بمثابة الصدمة لبريطانيا والعالم.

من جانبه نعى ولى عهد بريطانيا الأمير تشارلز الملكة إليزابيث الثانية قائلا: إن وفاة والدتي الحبيبة، جلالة الملكة، لحظة حزن شديد لي ولجميع أفراد عائلتي، لافتا إلى أن خسارتها سيشعر بها مواطنى جميع أنحاء البلاد، والكومنولث، ومن قبل عدد لا يحصى من الناس في جميع أنحاء العالم، ومؤكدا :"نحزن بشدة على وفاة سيدة عزيزة وأم محبوبة للغاية".

من جانبه نعى رئيس وزراء بريطانيا السابق بوريس جونسون الملكة الراحلة قائلا إن وفاة الملكة إليزابيث سيترك فراغا، وهذا هو أتعس يوم فى بلادنا، مشيرا إلى أننا أدركنا الآن فقط كم كانت تعنى لنا ومقدار ما فعلته لنا وكم أحبتنا.

وفى السياق ذاته، نعى رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الملكة إليزابيث الثانية عبر تويتر قائلا: "علمنا بقلوب مثقلة بالحزن بوفاة الملكة إليزابيث الثانية. لقد كانت دائمة الحضور في حياتنا وخدمتها للكنديين ستبقى للأبد جزءا مهما من تاريخ بلدنا".

ونعى الرئيس الأمريكي، جو بايدن، والسيدة الأولى، جيل بايدن، الملكة إليزابيث الثانية، ببيان صدر عن البيت الأبيض وجاء فيه: "اليوم أفكار وصلوات الشعب الأمريكي مع شعب المملكة المتحدة والكومونولث ونشاركهم حزنهم. نبعث بخالص التعازي للعائلة الملكية، الذين لا يحدون على ملكتهم فحسب، بل على أمهم العزيزة وجدتهم وجدة آبائهم. سيُنسج إرثها بالخط الكبير في صفحات التاريخ البريطاني وفي قصة عالمنا".

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تعقيبا على وفاة الملكة: "أنا حزين بشدة على وفاة الملكة إليزابيث الثانية، والتي كانت محبوبة من قبل العالم أجمع بسبب قيادتها وتفانيها. لقد كانت صديقة مقربة للأمم المتحدة".

وسوف يتولى الأمير تشارلز باعتباره أكبر أبناء الملكة الراحلة منصب ملك بريطانيا بينما سيشغل أكبر أبنائه دوق كامبريدج الأمير وليام منصب ولى عهد بريطانيا.

ولد الأمير تشارلز فى 14 نوفمبر 1948 في قصر باكنجهام بالعاصمة البريطانية لندن، ووالده هو الأمير الراحل فيليب دوق إدنبرة،ودرس في كلية "ترينيتي" بجامعة كامبريدج وتخرج منها عام 1970، وتخرج من كلية سلاح الجو الملكي في كرانويل عام 1971، وتزوج من الأميرة ديانا سبنسر في 29 يوليو من عام 1981، ثم تزوج من من الأميرة كاميلا باركر في 9 إبريل عام 2005 ولا تزال زوجته حتى الآن.

وأنجب من الأميرة ديانا الأميرين وليام الذى ولد في 21 يونيو 1982 وهاري الذى ولد فى 15 سبتمبر عام 1984.

ويرى محللون بريطانيون أن وفاة الملكة اليزابيث جاءت عقب سبعة عقود من حكم بريطانيا حفلت بعواصف سياسية واقتصادية واجتماعية عديدة إلا أنها نجحت فى الحفاظ على تماسك النظام الملكى فى بريطانيا. ونجحت الملكة الراحلة فى حشد الامة البريطانية خلال جائحة فيروس كورونا وشعرت بمدى حب شعبها لها عقب عودتها الى الحياة العامة بعد وفاة زوجها الأمير فيليب. واشتهرت الملكة اليزابيث الثانية باهتمامها الكبير بدول رابطة الكومنويلث حيث احتفظت بعلاقات قوية مع زعماء تلك الدول. وعلى صعيد العائلة المالكة نجحت الملكة اليزابيث فى الحفاظ على تماسك العائلة المالكة رغم سلسلة الفضائح والعواصف التى اجتاحتها ومن بينها انفصال ابنها الثانى دوق يورك عن زوجته سارة، وطلاق ابنتها آن من زوجها مارك فيليبس، وانفصال الأمير تشارلز عن زوجته الراحلة الأميرة ديانا التى لقت مصرعها مع صديقها دودى فى حادث سيارة بباريس، ووفاة الملكة الأم و الأميرة مارجريت والتى واكبت الاحتفال باليوبويل الذهبى للملكة إليزابيث فى الحكم، بالإضافة إلى رجيل حفيدها الأمير هارى مع زوجته ميجان فوكس الى الولايات المتحدة والاستقرار بها عقب خلافاته مع الأسرة المالكة، وحادث السير الذي تسبب به زوجها الراحل،والصداقة التي ربطت نجلها الأمير أندرو برجل الأعمال الأمريكى جيفري ابستين الذي انتحر في سجنه بعد إدانته باغتصاب العديد من القاصرات.

وتمتعت الملكة اليزابيث بصحة جيدة حتى بلوغها منتصف التسعينات من عمرها حيث قلصت من ظهورها فى المناسبات العامة نتيجة معاناتها من صعوبات فى الحركة واعراض مرضية تطلبت خضوعها للراحة، كما أنها أصيبت بفيروس كورونا فى فبراير الماضى. كما شوهدت الملكة تتكىء على عصا للمرة الأولى خلال قداس في قلعة ويستمنستر في 12 أكتوبر الماضى.

وكشفت استطلاعات الرأي التى جرت في بريطانيا عامى 2006 و2007 عن دعم قوي للملكة إليزابيث، وفي عام 2012، عام اليوبيل الماسي لها، بلغت نسبة التأييد الشعبى لها فى بريطانيا 90 فى المائة.