أكد عدد من خبراء التعليم العالي بألمانيا، أن التعاون العلمي هو فرصة ممتازة لمد الجسور بين الدول وبناء دبلوماسية بناء الثقة بين البلدان في ظل المتغيرات المعاصرة التي أنتجت أفقا جديدا في المشاركة والترويج وأدوات التطبيق، وأنشأت جسورا عالمية جمعت بين العلماء والباحثين وصانعي السياسات ومتخذي القرار، لتبادل الخبرات لمواجهة التحديات العالمية الحالية والمستقبلية المتمثلة في البيئة والتكيّف مع تغيّر المناخ، وتعزيز الغذاء المستدام وفي تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وأوضح خبراء التعليم المشاركون في الحلقة النقاشية أن التعاون العلمي أيضا أصبح يساهم في تعزيز علاقات الدول بعضها ببعض لتكوين استراتيجية عالمية تتطور على مدار الساعة لإيجاد حلول إيجابية للازمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والوبائية.
وشدد الخبراء خلال حلقة نقاشية استضافها فرع الجامعة الألمانية بالقاهرة في برلين على هامش احتفالات الجامعة بمرور ٢٠عاما على إنشائها ومرور ١٠ سنوات على تأسيس فرعها في العاصمة الألمانية برلين، علي ضرورة التوسع فى إنشاء الجامعات العابرة للحدود ،وذلك في ظل تشابك وترابط المصير العالمي وضرورة الانفتاح عالميا في مجالات التعليم والبحث العلمي بعد أن أصبح العالم قرية صغيرة و أصبحت الجوانب المعلوماتية والنقاشية أدوات فاعلة لا غنى عنها في المجالات التكنولوجية والصناعية والمجتمعية .
واستعرضت الحلقة النقاشية مفهوم الدبلوماسية العلمية الحالية القائمة على عولمة أتساق الفكر العلمي والبحثي لرواد القرن الواحد والعشرين.
وأكد الدكتور أشرف منصور رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية بالقاهرة فى بداية الحلقة النقاشية إن الجامعات العابرة للحدود أصبح دورها مهما ليس في مجالات البحث العلمي والتعليم فقط ولكن امتد دورها إلى الاقتصاد والثقافة وتحولت إلى دبلوماسية قائمة بذاتها مؤكدا أن العالم بات يحتاج حاليا إلى المئات من تلك الجامعات العابرة للحدود للتقريب بين الدول وإيجاد حلول للمشكلات العالمية.
واستعرض منصور تجربته مع إنشاء أول جامعة عابرة للحدود خارج ألمانيا قائلا : حلم إنشاء أول جامعة ألمانية عابرة للحدود في مصر بدأ عندما كنت مبتعثا من جامعة القاهرة للدراسة في جامعات ألمانيا حيث وجدت المستقبل في إنشاء مثل تلك الجامعات ونجحنا فى افتتاح الجامعة الألمانية بالقاهرة لتستحوذ خلال فترة قصيرة على اكثر من ٤٠% من إجمالى نسبة التعليم العابر للحدود في دولة متقدمة فى التعليم والبحث العلمي مثل ألمانيا.
وأضاف من جانبه الدكتور ينس براندنبورح وزير الدولة الألماني ممثلا عن الوزارة الفيدرالية للتعليم العالي نحتاج دائما لجسور في ظل ما يحدث في العالم - ويحتاج لمثل هذه المشروعات من التعليم العابر للحدود التي تقرب البشر من بعضها لبعض مؤكدا أن إنشاء جامعات عابرة للحدود هو شئ يحتمل تحدي كبير ويحتاج شجاعة وصبر وقدرة على المرونة والثقة، والاساس في الأمر أن تكون هذه الصفات موجودة على الناحيتين وأن تكون المؤسسات العلمية هى من تقوم بدفع المشروع للأمام، مشيرا إلى أن الجامعات العابرة للحدود تشجع الجامعات للخروج للدراسة في البلدان الأخري وتشجع الطلاب المصريين للقدوم إلي ألمانيا والتعرف على الثقافة هنا والعكس يتم من جانب الطلاب الألمان.
وأردف هناك قيم نريد مشاركتها مع شركائنا مثل التعاون مع الاقتصاد والبحث العمي والحرية الأكاديمية لبحث علمي قوي وجيد.
وضرب الدكتور ينس مثالا على نجاح تجربة الجامعات العابرة للحدود قائلا خريجي الجامعة الألمانية بالقاهرة متواجدين هنا في الشركات والمصانع الألمانية حيث سهلت لهم طبيعة تلك الجامعة التعرف على مناخ العمل الألماني أثناء دراستهم في الجامعة متابعا أن التحديات في زمننا هذا من تغير مناخ وطاقة وماء لا يمكن ان تحل دون وجود حلول جامعية ولا يمكن الاستغناء عن التعاون بين الجامعات حول العالم والجامعات ثنائية القومية لها دورا هاما في ذلك.
من جهته، قال السفيرفرانك هارتمان سفير ألمانيا في مصر، إنه يود أن يكون التعاون بين ألمانيا ومصر على نفس المستوى من أجل بناء الجسور، مستدركا: علينا أن ننظر ناحية مصر أكثر بخصوص الفرص الاقتصادية ومن الناحية الاجتماعية.
وأوضح فرانك أن اهتمام المصريين بالألمان أكبر من اهتمام ألمانيا بمصر وهو ما يستدعي، توجيه النظر إلى مصر لاستغلال الفرص المتاحة هناك بشكل أفضل.
وتابع ما نراه فى مصر وتحديدا فى الجامعة الألمانية بالقاهرة يعزز قيم كالجودة والانفتاح والاحترام، مؤكدا أن الجامعة الألمانية تضع أهداف لمواجهة التحديات الجديدة وهذا ما يجعلنا داعمين دائمين لها.
ومن جانبه قال رئيس جامعة شتوتجارت، فولفرام ريسيل، إنه يتمنى توسيع التعاون وتعميق البحث العلمي وتجديد المناهج الدراسية والمضي في طرق جديدة نحو موضوعات البحث العلمي التي تدعم المجتمعات باعتبارها واجب على الجميع.
وأضاف كاى زيكس، أمين عام الهيئة الألمانية للتبادل العلمى، إن العالم يمر حاليا بأوضاع صعبة ومواجهات سياسية شاقة، ويعتبر التبادل العلمي هو الحل الأنسب للتقريب بين الشعوب.
وتابع زيكس نحن ندعم الجامعات العابرة للحدود لأن هدفنا الدعم الطلابي بين مصر والمانيا ليعبروا الحدود لتمكين العمل السلمي والتعاون وتحقيق الصداقات بين العلماء والتعاون بينهم الذي يفتح مجالا للحوار.
وأضاف أمين عام الهيئة الألمانية للتبادل العلمى، قائلًا:“ نحن نعيش في عالم لديه صراعاته وتحدياته لكن التبادل العلمي أهم، ويجب أن يستمر لتقريب المسافات والحضارات“، موضحة أن الجامعات ثنائية القومية مثل الجامعة الألمانية في مصر تتمتع بأهمية مختلفة وتؤهل الشباب لسوق العمل العالمي، وهو هدف مصر والمانيا، وأن الهيئة الألمانية تدعم الجامعات العابرة للحدود، كما تدعم الطلاب المصريين والألمان لعبور الحدود وتمكين العمل السلمي والتعاون في البحث العلمي وتحقيق الصداقات والتعاون بين العلماء، الأمر الذي يفتح مجالا للحوار، وهو ما تدعمه الهيئة الألمانية للتبادل العلمي.
ونوه أمين عام الهيئة الألمانية للتبادل العلمي أن هذا التعاون الأكاديمي لم يكن ليتحقق سوى بوجود علاقات ثنائية بين مصر والمانيا، وهو يتزامن مع مرور 70 عاما على العلاقات المصرية الألمانية
وأشار إلى أن إنشاء جامعة ثنائية القومية يدعم اظهار البحث العلمي الألماني والتعليم الألماني في المنطقة العربية وشمال أفريقيا، باعتباره تعاون استراتيجي مشيرا إلى أن هذه الرؤية أدت إلى أن يتحقق التعاون الوثيق بين الجامعات في ألمانيا ومصر، وأن هدفنا هو تعزيز التبادل الإنساني والفكري بين مصر وألمانيا.
اما الدكتور ميشائيل فيبر رئيس جامعة أولم فأكد أن الدور المجتمعي للجامعات بات مهما ولذلك فإن تجربة الجامعات العابرة للحدود خير نموذج لخدمة قضايا المجتمع العالمي مشيرا إلى أن ذلك كان من العوامل التي جعلت جامعة أولم من أهم المشاركين في تأسيس الجامعة الألمانية بمصر ،متمنيا استمرار التعاون وتوسيع نطاقه مع تلك الجامعة ليشمل القطاع الطبي قريبا.
فى ذات السياق قال اوفيه بروكهاوزن محافظ راينكندورف برلين، أن فكرة الجامعات العابرة للحدود تساعد جدا على تقريب الثقافات من بعضها وقد قدم النموذج المصري نجاحا فى هذا الشأن.
واضاف يجب علينا وعلى الجميع أن يعرف جيدا ان التعليم هو مفتاح النجاح والتعدد الثقافي قوة، وأن بناء جسور الود بين الشعوب تبنيها مثل تلك المشروعات.
وقد شارك في الحلقة النقاشية كل من من دكتور إنو أَوفديرهايده، أمين عام مؤسسة الكسندر فون هومبولدت وكليمنس بوكمان، مدير بهيئة أكوين للاعتماد والجودة ، ودكتور بيتر جرايسلر، نائب وزارة التعليم العالي والبحث العلمى الفيدرالية ورئيس قطاع "الجامعات"و السفيرفرانك هارتمان ، سفير جمهورية المانيا الاتحادية بالقاهرة ،و دكتور أشرف منصور، المؤسس الأول ورئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية بالقاهرة ودكتور فولفرام ريسيل ، رئيس جامعة شتوتجارت، ودكتور كاى زيكس، أمين عام الهيئة الألمانية للتبادل العلمى.
ودكتور هارالد فون كالم، مدير إدارة العلاقات الدولية بمؤسسة البحث العلمى الالمانية وميشائيل فيبر، رئيس جامعة أولم ،وذلك فى حضور لفيف كبير من الأكاديمين المصريين والألمان يتقدمهم الدكتور محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمي والدكتور محمد حلمى الغر امين مجلسي الجامعات الخاصة والأهلية ، إضافة إلى لفيف من النواب البرلمانيين في مصر وألمانيا.