أكد عدد من الخبراء السياسيين والمختصين في الشؤون الدولية بالجامعات الجزائرية، على أن الجزائر تدرك مكانة مصر في معادلة العمل العربي المشترك، استنادًا إلى دورها ونضالها وكفاحها من أجل قضايا الأمة الإسلامية والعربية ككل، وأن حضورها يدفع لإنجاح القمة، مشيرين إلى أن تخصيص الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الدعوة الرئاسية الأولى لحضور القمة للرئيس عبد الفتاح السيسي يعد أكبر دليل على قوة ومتانة العلاقة بين البلدين.
وقال عميد كلية العلوم السياسية بجامعة الجزائر سليمان أعراج - في تصريحات لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بالجزائر - إن التعاون المصري- الجزائري يستمد قوته من الرصيد الحضاري للبلدين وقوة مؤسساتهما، مشيرًا إلى أن رسالة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لأخيه الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي سلمها له وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، تؤكد حرص الجزائر وتأكيدها على مكانة مصر الشقيقة في معادلة العمل العربي المشترك.
وأوضح عميد العلوم السياسية أن تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسي حضوره شخصيًا للقمة العربية بالجزائر يحمل دلالة تؤكد على مكانة الجزائر بالنسبة لمصر، وحرص البلدين على تكثيف التعاون المشترك على الصعيدين الثنائي والجماعي في إطار جامعة الدول العربية.
وأضاف أن النظرة الحكيمة والرؤية الاستشرافية للواقع، وقراءة التحولات الإقليمية والدولية بالموضوعية الكافية، تجعل من قضية جمع الشمل العربي، التي ترفعها الجزائر، من خلال هذه القمة، أولوية ونهجًا سليمًا من شأنه حماية المصلحة العربية المشتركة، وهو ما يؤكده انخراط الدول العربية ضمن هذا المسعى، وعلى رأسها "الشقيقة مصر".
من جانبه، أوضح الدكتور عبدالقادر سوفي المتخصص في الدراسات الاستراتيجية والأمنية وسياسات الدفاع، والمحلل السياسي، وأستاذ العلوم السياسية بجامعة البليدة ٢ الجزائرية، أن مصر ليست بحاجة للتعريف بنضالها وكفاحها من أجل قضايا الأمة الإسلامية والعربية ككل؛ وعانت من ويلات الاعتداءات الأجنبية بسبب دفاعها عن قضايا الأمة العربية من بينها على سبيل المثال العدوان الثلاثي عام ١٩٦٧.
وأضاف المحلل السياسي الجزائري - في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط - أن استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي لوزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة يؤكد أولًا قبل كل شىء على عمق العلاقة المتينة بين الدولتين، ومدى انغماسهما في تحقيق السلم والأمن الدوليين، ومدى تفاهمهما من أجل قضايا الأمة، وتسويتها بالطرق السليمة، لاسيما القضية الفلسطينية العالقة، والتي يسعى العالم العربي، وفي مقدمته مصر والجزائر، إلى إيجاد الحل اللازم لتمكين الشعب الفلسطيني من تحقيق مصيره.
وأكد الدكتور عبد القادر سوفي المتخصص في الدراسات الاستراتيجية والأمنية وسياسات الدفاع أن وجود مصر في القمة العربية، بالجزائر في الأول والثاني من نوفمبر، يدفع إلى إنجاح هذه القمة؛ نظرًا لكون مصر دولة ذات ثقل، ويمكنها، بمعية الجزائر، مساعدة الفلسطيني والأخوة العرب في جمع الشمل والدفاع عن فضايا الأمة.
فيما أوضح أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر الدكتور إدريس عطية أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون خص الدعوة الرئاسية الأولى من أجل حضور القمة لمصر من خلال دعوة شقيقه الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهذا أكبر دليل على قوة ومتانة العلاقة بين البلدين، وعلى أهمية البلدين في المنطقة العربية.
وأضاف الدكتور إدريس عطية - في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط - أن تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسي مشاركته شخصيًا لمساندة جهود الجزائر لإنجاح القمة وجمع الشمل العربي وتحقيق نتائج ترتقي لطموحات الشعب العربي، يعد ردًا على أعداء الأمة العربية الذين أرادوا إفشال القمة، ومحاولة زرع الفرقة بين الدول العربية الأقطاب، وتأكيدًا على أن العلاقات بين مصر والجزائر هي أقوى بكثير من الإشاعات التي يطلقها أصحاب الأجندة الصهيونية لتشتيت الدول العربية، ومنع قيام القمة العربية في الجزائر.
واستطرد قائلًا إن الكيان الصهيوني، والدول الحليفة له لا يروق لها جمع الشمل العربي ولا الفلسطيني، خاصة وأن مجلس وزراء الخارجية العرب أكد على برنامج العمل العربي الذي سينطلق من القضية الفلسطينية كونها حجر الأساس الذي يجمع هذا الشمل العربي.