رغم الطفرة الكبيرة التى شهدتها منظومة الطرق فى مصر من خلال رفع كفائتها ونقل مصر طبقًا للمعدلات العالمية من المنطقة الخطرة "Red Zone" إلى المنطقة الآمنة "Green Zone"، إلا أن نزيف الأسفلت لا زال مستمر، فالحوادث تتكرر وتتشابه الأسباب وتسيل دماء الضحايا على أرض مصر فمن البحيرة يُصاب عشرات وفى المنيا يفقد الأشخاص حياتهم ولم يسلم الدائري من الأذى وفى أسوان فقد ضحايا حياتهم.
وأوضح خبراء هندسة الطرق،بأننا لم نتجاوز المعدلات العالمية وهناك تراجع يصل لقرابة 44% فى حوادث الطرق، وأضافوا: تكرار الحوادث فى الفترة الأخيرة لا يعنى ارتفاع معدلاتها ويتحمل العنصر البشرى 75% من الأسباب وطالبوا، بتشديد إجراءات الترخيص خاصة لسائقى النقل والأتوبيسات العامة.
التقارير الرسمية تشير إلى زيادة كفاءة الطرق المرصوفة ووصلت إلى 101500 كيلو متر، من جملة الطرق المرصوفة والترابية على مستوى الجمهورية المقدرة بـ 149900 كيلو متر، ومن المفترض أن تقل عدد حوادث الطرق جراء تلك الزيادة، وخلال عام 2020 كان عدد وفيات حوادث الطرق 6164 حالة، مقابل 6722 حالة عام 2019، أي بانخفاض مقدر بـ 8.3% فقط. وكان عدد الإصابات 56789 حالة عام 2020 مقابل 79904 عام 2019، أي بتراجع يقدر بـ % 28.9.
وقبل ساعات لقى شخصان مصرعهما فى حادث تصادم بين سيارة جامبو و«موتوسيكل» على طريق الحرية فى نطاق مركز أبو المطامير على طريق "القاهرة - الاسكندرية "، فُأصيب 8 أشخاص بينهم 3 أطفال فى حادث آخر لانقلاب سيارة ملاكي بنطاق مركز وادي النطرون فى البحيرة، كما أصيب 12 شخصًا، في حادث تصادم بين سيارة ملاكي وأخرى ميكروباص في نطاق مركز أبوالمطامير في محافظة البحيرة، وفى أخر الشهر الماضى، أصيب 6 أشخاص في حادث انقلاب سيارة على طريق أسيوط – الوادي الجديد، حيث شهد حادث انقلاب سيارة ملاكى، أسفر عن إصابة 6 أشخاص تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج.
من جانبه يعلق الدكتور عماد نبيل، الخبير الدولي بمجال الطرق، رغم تكرار الحوادث فى الفترة الأخيرة إلا أن الأرقام والتقارير الحديثة تكشف تراجع معدل الحوادث فى مصر لأن متوسط عدد الحوادث يتم حسابه عن طريق حساب عدد القتلي والجرحي والحوادث على مدار السنة وحتى الآن لم نتجاوز المعدلات العالمية بسبب رفع كفاءة منظومة الطرق فى مصر.
ويضيف نبيل لـ"البوابة نيوز": الحوادث لن تنتهي فى العالم كله ولكن هناك معدل عالمي يتم الاسترشاد به وهو 3 لكل 10 آلاف نسمة، كما منظومة الطرق الحديثة ورفع الكفاءة ساهم فى نقل مصر من المنطقة الحمراء "الخطرة" Red Zone إلى المنطقة "الخضراء" Green Zone الأكثر أمنا.
ويشرح "نبيل": بحسب آخر الإحصائيات يتحمل العامل البشري قرابة 75% من الأخطاء و10% نتيحة السيارات المتهالكة والقديمة والاطارات غير المطابقة للمواصفات عدم الصيانة، و15% العوامل الأخري التى كانت تتمثل فى الطرق التى تم تلافيها بالكامل رفع كفائتها حيث أنخفصت نسبة الحوادث إلى 44% طبقًا لتصريحات وبيانات مجلس الوزراء الأخيرة.
ولم يسلم الطريق الدائري من الأذى حيث شهد حادث الدائرى مأساوى على دائرى المريوطية حيث دهست سيارة نقل «تريللا بمقطورة» لـ 14 سيارة ملاكى وأخرى نصف نقل، ما أسفر عن مصرع 7 مواطنين وجرح آخرين، وألقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة القبض على سائق الشاحنة المتسبب في حادث الدائرى، حيث تقرر إخضاعه لتحليل تعاطى المخدرات، كما شهد طريق الأوسطي تصادم سيارتين ملاكى بمنطقة الشروق، وأسفر عن إصابة ٤ أشخاص، وتم نقلهم إلى المستشفى للعلاج.
وفى السياق ذاته، يقول الدكتور مجدى صلاح، أستاذ الطرق والنقل، وزير النقل سابقًا: رغم التطوير الكبير الذى يحدث فى منظومة النقل وشبكات الطرق إلا أن تكرار الحوادث فى الفترة الأخيرة ناتج بسبب العنصر البشري وسوء تصرف من سائقى عربات النقل الثقيل نتيجة الاجهاد وتعاطي المخدرات ورعونة السائق وعدم التزامه بقواعد السير.
ويضيف صلاح لـ"البوابة نيوز": تهالك السيارات وتدهور حالتها وقلة الصيانة لمجموعة الفرامل أو الإضاءة قد تكون سبب من أسباب الحوادث ولابد من التشديد على إجراءات الترخيص وخاصة لسائقى الدرجة الأولي وعربات النقل والأتوبيسات العامة لأن حوادثها تكون فى غاية الخطورة.
وفي أواخر يوليو تصدرت محافظة المنيا المشهد فى حوادث الطرق بحادثين مروعين، أولهما عند مدخل ملوى تحديدًا بالصحراوي الشرقي عند الكيلو 93 عن طريق اصدام اتوبيس نقل جماعي بسيارة نقل نجم عنه فقدان 23 حالة حياتهم متأثرين بجراحهم وإصابة 30 شخص أخر، ولم يسلم الطريق الصحراوي الغربي من الأذى حيث شهد حادث نجم عنه فقدان 15 شخصًا لحياته.
وفى الجنوب، ارتفع عدد ضحايا حادث طريق أسوان الزراعي، إلى 9 وفيات بعد تصادم «ميكروباص» ونقل «تريلا» على طريق مصر أسوان الزراعي بمركز دراو بأسوان.
