يوافق، اليوم الخميس، ٨ سبتمبر من كل عام، اليوم العالمي لمحو الأمية، بعد إعلان اليونسكو عام 1966 تخصيص هذا اليوم لمحو الأمية، بهدف تذكير المجتمع الدولي بأهميته للأفراد والمجتمعات، وتأكيد الحاجة إلى تكثيف الجهود المبذولة نحو الوصول إلى مجتمعات أكثر إلمامًا بمهارات القراءة والكتابة.
ويحتفل العالم باليوم العالمي لمحو الأمية هذا العام تحت شعار «محو الأمية من أجل تعافٍ محوره الإنسان: تضييق الفجوة الرقمية»، حيث أكدت بيانات منظمة اليونسكو أن 17% من سكان العالم (15 سنة فأكثر) مازالوا لايعرفون القراءة والكتابة، حوالي 781 مليون أمي في العالم في جنوب وغرب أسيا وأفريقيا جنوب الصحراء، كما تشير البيانات بأن نسبة الأمية بين الذكور 36%، والإناث 64% على مستوى العالم.
الأمية في مصر
كما أصدر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بيانًا بهذه المناسبة، يكشف من خلاله نسبة الأمية في مصر، موضحًا أن مصر تقع في المرتبة السابعة على مستوى الدول العربية و23 افريقيًا و32 عالميًا في معدلات الأمية.
و25.8% نسبة الأمية في مصر، حيث بلغ عدد الأفراد الأميين (10 سنوات فأكثر) 18.4 مليون أمي وفقًا لبيانات تعداد السكان لعام 2017، بنسبة إنخفاض قدرها 3.9% مقابل 29.7% تعداد 2006، وبلغت نسبة الأمية ( 10 سنوات فأكثر) 17.9% عام 2021، وفقًا لبيانات مسح القوى العاملة لعام 2021.
63.4% نسبة الأمية من كبار السن
وأكثر الأميين هم من كبار السن، إذ سجّلت الفئة العمرية (60 سنة فأكثر) أعلى نسبة بين الأميين بنسبة 63.4%، وأنخفضت نسبة الأمية بين الأفراد (الأقل من 45 سنة ) لتصل إلى 17.2%، كما إنخفضت نسبة الأمية بين الشباب الذين يتراوح أعمارهم بين (15- 35 سنة) إلى 16.1% من بين الأميين، في حين سجّلت الفئات العمرية الصغيرة (أقل من 20 سنة) 6.6% كأدنى نسبة للأميين في تعداد 2017.
وبلغ معدل الأمية للذكور 21.2%، مقابل 30.8% للإناث في عام 2017، بنسبة إنخفاض قدرها 1.2% للذكور، 6.5% للاناث مقارنة بتعداد 2006.
محافظات الصعيد الأعلى في نسبة الأمية
تعد محافظات الصعيد الأعلى معدلات الأمية في مصر، وتصدرت محافظة المنيا كأعلى محافظات مصر من حيث الأمية والتي بلغت 37.2% بينما كانت أقل المعدلات في محافظات الحدود، وتعد محافظة البحر الأحمر أقل المحافظات في نسبة الأمية بنسبة بلغت 12% في تعداد 2017.
جهود الدولة للقضاء على الأمية
وتبذل الدولة جهود كبيرة للقضاء على الأمية، حيث قامت الدولة بوضع خطة استراتيجية لإعلان (مصر خالية من الأمية بحلول عام 2030)، وكثفت جهودها في المناطق التي بها نسبة كثافة سكانية عالية، ضمن مبادرة حياة كريمة، وتم العمل على دمج فصول محو الأمية، وفازت مصر بجائزة اليونسكو عام 2021 حيث إنها من أفضل سته دول وهم: (كوت ديفوار - الهند - غواتيمالا - المكسيك -جنوب أفريقيا- مصر) طبقت أفضل برامج لمحو الأمية.
كما قامت الهيئة العامة لتعليم الكبار خلال جائحة كورونا بإنشاء منصة الكترونية لتعليم الكبار عن بُعد، باستخدام بعض التطبيقات التكنولوجية المختلفة وإتاحتها للدارسين، بالإضافة إلى تنظيم فصول محو الأمية عبر الإنترنت للمناطق الريفية بمحافظات الجمهورية.
الأمية سبب الزيادة السكانية
بدوره، يقول الدكتور عمرو حسن، مقرر المجلس القومي للسكان السابق، أستاذ مساعد النساء والتوليد والعقم بالقصر العيني، إن الأمية هي أهم المعارك في أزمة الزيادة السكانية في مصر، حيث أنها تمثل أكبر تحدي يؤثر على جودة التعليم، والأمية تعد أكبر تحدي للزيادة السكانية، التي تؤدي إلى زيادة الكثافة الطلابية في المدارس، بما يعوق التحصيل العلمي الجيد، مما ينتج عنها العديد من المشكلات المرتبطة بضعف مخرجات العملية التعليمية.
ويتابع حسن، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن التسرب من التعليم يؤدي إلى عمالة الأطفال والزواج المبكر، ثم بعدها الإنجاب في سن مبكر وزيادة معدلات الإنجاب ومن ثم تحقيق الزيادة السكانية، وقد تظهر مشكلات أخرى مثل زيادة معدلات الطلاق وأطفال الشوارع، بما يؤثر على قوة الدولة الاقتصادي والتهام ثمار التنمية، مطالبًا بضرورة تغيير البيئة الثقافية وزيادة الوعي بين مختلف فئات المجتمع، وتوعية الأسر بضرورة تعليم الفتيات ومنع التسرب من التعليم بغرض الزواج المبكر أو العمل، فهناك ٥ محافظات مصرية، تتجاوز الأمية بين البنات والسيدات 40%: «المنيا 45.8%، أسيوط 42.4%، البحيرة 41.6%، سوهاج 41.1%، والفيوم 41%.
مشكلات ناجمة عن الأمية
كما توضح الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن نسبة الأمية داخل المجتمع تصل لـ30%، حيث أنها ترتفع في الأرياف بشكل كبير، الأمر الذي يتطلب حل سريع لمواجهة الأمية والقضاء عليها، بما سيساهم في حل مشكلات عدة منها الزواج المبكر للقاصرات، وكذلك الزيادة السكانية وزيادة معدلات الطلاق والتفكك الأسري والإنجاب، فضلًا عن أهمية توعية الأسر على مستوى الجمهورية بخطورة الأمية، حيث تبذل الدولة جهود عدة في هذا الملف الهام.