أعلنت وزارة الصحة والسكان، أنه في إطار المتابعة المستمرة للوضع الوبائي فقد ثبتت إيجابية مواطن مصري للإصابة بفيروس جدري القرود، حيث تم اكتشاف إصابته من خلال إجراءات الترصد الوبائي التي تقوم بها الوزارة وتم عزله في إحدى المستشفيات المخصصة للعزل.
وأوضحت الوزارة أن المريض يبلغ من العمر 42 عاما وهو من الحاصلين على الإقامة بأحد الدول الأوروبية والمترددين عليها، مؤكدة أن المريض حالته العامة مستقرة، وتم اتخاذ جميع الإجراءات الصحية والوقائية مع مخالطيه وفقا لبروتوكولات العلاج والمتابعة التي أقرتها منظمة الصحة العالمية.
و«جدري القرود» هو مرض فيروسي حيواني المصدر، وهو فيروس بحمض نووي مزدوج مغلف ينتمي إلى جنس الفيروسية الجدرية التابعة لفصيلة فيروسات الجدري، يظهر بشكل رئيسي في مناطق الغابات الاستوائية المطيرة في وسط وغرب إفريقيا وينتقل أحيانًا إلى مناطق أخرى ويمكن أن ينتقل من الحيوانات إلى البشر، يمكن أن ينتشر أيضًا بين الناس من خلال الاتصال الوثيق بشخص مصاب.
عادة ما تتراوح فترة حضانة جدري القرود “الفاصل الزمني من حدوث الإصابة وحتى ظهور الأعراض” من 6 أيام إلى 13 يومًا ولكن قد تستغرق من 5 أيام إلى 21 يومًا.
وتشمل أعراض جدري القرود عادةً الحمى والطفح الجلدي أو آفات، وطفح جلدي، وصداع شديد، وآلام في العضلات، وآلام في الظهر، وفقدان الطاقة، وتضخم في الغدد الليمفاوية.
وتستمر أعراض المرض من 2 إلى 4 أسابيع. وقد يسبب حالات وخيمة. وفي الآونة الأخيرة تراوحت نسبة الوفيات من مجموع الإصابات بين 3 و6 في المائة تقريبا.
أوضح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمى لوزارة الصحة والسكان، أن قرار منظمة الصحة العالمية بشأن جدرى القرود برفع حالة طوارئ الصحية العالمية ، سيمنحها القدرة على التوصية بكيفية استجابة الدول، ويمكنها أيضًا من حشد التنسيق العالمي من أجل استجابة أكثر توحيدًا. وقد يتضمن جزء من هذا الجهد ضمان توزيع أكثر عدالةً للقاحات والعلاجات.
وأكد حسام عبدالغفار، تركز تفشي المرض بشكل كبير حتى الآن بين الرجال المثليين ومزدوجي الميول الجنسية وغيرهم من الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال، لكن هذا لا يمنع من احتمال انتشاره بين الأشخاص المصابين بضعف في الجهاز المناعي.
وطمئن عبدالغفار المصريين، مؤكدا أن احتمال انتشار المرض في دول الشرق الأوسط لايزال غير مرتفع، وأن الحالة التى تم رصدها فى مصر تم التعامل معها وفقا للقواعد الصحية العالمية .
وكشف خبراء الصحة إنه لا يوجد لقاح محدد للوقاية من جدري القرود، ولكن أثبتت الدراسات أن لقاح الجدري فعال ضد الفيروس، وأن هناك لقاحين تم الترخيص باستخدامهما للوقاية من جدري القرود.
ولفت متحدث الصحة، إلى أن مصر تتبع هذه الآليات منذ الإعلان عن انتشار مرض جدري القرود، والتي تتلخص في رفع نسب الوعي ورفع الترصد وتوفير الكواشف المعملية، وتدريب العاملين في الوزارة، وتوفير العلاج اللازم.
وأكد أن الأوضاع الصحية في مصر مستقرة بشكل كبير، حيث تم تجهيز مستشفيات الحميات التي يتوافر فيها قدرة معملية لتشخيص أي حالة مشتبهة والتأكد من ايجابيتها، مشيرًا إلى أن شدة أعراض جدري القرود أقل بكثير من شدة أعراض فيروس كورونا حتى هذه اللحظة.
وكشف متحدث وزارة الصحة والسكان، أنه تم مناظرة ما يقرب من 3 مليون مسافرا بمنافذ دخول الدولة المصرية الجوية والبحرية والبرية، وذلك خلال الفترة من شهر يناير وحتى أغسطس 2022، وفق تطبيق خطة الحجر الصحي بمنافذ دخول البلاد والإجراءات الصحية الوقائية المقررة على الحجاج، وذلك بالتزامن مع عودة الحجاج المصريين إلى أرض الوطن، حيث تم إجراء اختبارات الـ(انتيجين) للكشف المبكر عن فيروس كورونا، فضلاً عن إجراء مسحات للحجاج القادمين عبر المنافذ البحرية والجوية.
وأكد أن المناظرة الصحية لجميع القادمين من دول العالم من خلال ( الكاميرات الحرارية، البوابات الحرارية، أجهزة قياس درجة الحرارة عن بعد)، فضلاً عن المناظرة البصرية للركاب بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على الرحلات الأساسية أو الخاصة أو رحلات البضائع، مشيراً إلى الالتزام بكافة الإجراءات الخاصة بتطهير منافذ الدخول بالمطهرات البيئية المناسبة بصفة دورية تحت إشراف الحجر الصحي، وذلك في إطار تنفيذ قرار اللجنة العليا لإدارة أزمة الأوبئة والجوائح الصحية بتطبيق كافة الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية لرصد أي حالات إصابة بالأمراض المُعدية.
كما أكد "عبد الغفار" الالتزام بتطبيق جميع الإجراءات الوقائية المقررة، في ضوء المتابعة المستمرة للحالة الوبائية للمرض والمنشورات الدورية ذات الصلة، لافتاً إلى استمرار رفع درجة الاستعداد القصوى بجميع أقسام الحجر الصحي بالمطارات الجوية والموانئ البحرية والمعابر البرية، وتشديد كافة الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية الخاصة بمرض جدري القرود بمنافذ دخول البلاد.
وأكد لمتابعة الدورية للحالة الوبائية الخاصة بالأمراض المعدية في جميع دول العالم عن طريق النشرات الوبائية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، لتقدير الاحتياطات بشأنها، مشيراً إلى التحديث الدوري لدليل صحة المسافرين الخاص بالموقف الوبائي العالمي والتوصيات الخاصة بهم والخاصة بمتطلبات التطعيم.