رحل الخديو إسماعيل عن مصر علي اليخت الملكي "محروسة" في 30 يونيو 1897، وذلك بعد عزله عن الحكم وتولية إبنه الخديو توفيق.
يقول الكاتب "إلياس الأيوبي" في كتابه "تاريخ مصر في عهد الخديوى إسماعيل" واصفا مشهد توديع "توفيق" وهو الحاكم الجديد لمصر مودعا أباه "إسماعيل" قبل سفره إلى منفاه في نابولي بإيطاليا، فيقول واصفا المشهد: "فلما بلغ الخديوى إسماعيل المحطة، ودنت ساعة السفر، عانق ابنه "توفيقًا" عناقًا أخيرًا، وقال له، وهو مجهش للبكاء:
"كنت أود يا أعز البنين، لو استطعت أن أزيل بعض المصاعب التي أخاف أن توجب لك ارتباكا، على أنى واثق بحزمك وعزمك، فتوص بإخوتك وسائر الآل برا، واتبع رأى ذوى شوراك، وكن يا بنى أسعد حالًا من أبيك".
ويستكمل الكتاب وصف المشهد: "حيث التفت "إسماعيل" إلى جمهور الحاضرين، وقال: "إنى، وأنا تارك مصر، أعهد بالخديو ابنى إلى ولائكم وإخلاصكم".
فتقدم "محمد توفيق" حينذاك، وقبل يد والده، واستودعه، واستودع إخوته المسافرين معه.
كان المنظر مؤثرًا للغاية، ولم يستطع إلا القليل من الحضور منع بكائهم، ثم قام القطار، وإذا بمجموعة زغاريد ماجت في الآفاق مودعة له بتهكم، فاستوقفت البحث والاستفهام، فعلم بأنها صادرة عن نساء المفتش إسماعيل صديق، وأنهن أردن بها الشماتة بالخديوى المخلوع، والانتقام منه، ولكن المسالمين حملوها على أنها إنما كانت ابتهاجًا بتبوء الخديوى الجديد عرش أجداده.
البوابة لايت
كيف ودع الخديوي توفيق أباه إسماعيل بعد عزله عن الحكم؟
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق