ألقى الدكتور محمد فكري نائب رئيس جامعة الازهر كلمة خلال حفل تخرج الدفعة ال٥٠ من كلية طب بنات الأزهر قال خلالها الحضور الكريم... سعيد جدًّا بلقائكم اليوم، وإنَّني لممنون لوجودي بينكم لنتشارك معًا تلك المناسبة الغالية على قلوبنا جميعًا، وما أشبه الليلة بالبارحة؛ فبالأمس القريب كنا نحتفل باليوبيل الفضي لكلية الصيدلة بنات في احتفالية خريجات الدفعة الخامسة والعشرين، وها نحن اليوم نُحيي احتفال كلية الطب بنات باليوبيل الذهبي وتخريج الدفعة الخمسين لرواد الجيش الأبيض؛ أعظم من وقف بالعصر الحديث وجابه الشدائد والصعاب من أجل إعلاء راية الإنسانية قبل أي شيء، مطبقًا كل ما أوتي من معرفة وعلم لتقديم يد العون لكل محتاج.
واضاف : تتكرر علينا تلك المناسبات ونحن في كل مرة نهنئ أبنائنا وأسرهم بهذا النجاح وتلك اللحظات السعيدة التي ينتظرها الجميع وكأنها هي الحصاد بعد غرس السنين، ولكني أود أن أنصح بناتي نصيحة الأب والمربي قبل أي شيء، أقول لبناتي حديثات التخرج: حددي هدفك الآن قبل أن يجرفك تيار ما بعد التخرج؛ فقد تتزاحم الأفكار وتكثر الأمنيات وتتناثر أمام عينيكِ تلك التجارب السابقة لغيرك ممن ساروا في نفس الطريق؛ لذا عليكي أن تحاولي الوصول إلى هدفك وحلمك والرؤية المستقبلية التي وضعتيها لنفسك، ركزي على الهدف الأسمى لهذه الرسالة الإنسانية، إضافة إلى رسالتك الخاصة في الحياة كطبيبة ودورك الذي ستضيفيه للمجتمع، فالشهادة مثل جواز السفر تساعدك في تحقيق بعض الأشياء لكنها غير كافية وليست الغاية النهائية، كوني طبيبة استثنائية، وأضيفي بصمتك للحياة، واصبري على هدفك وحلمك، واسلكي كل طريق جديد لتصلي إلى كل جديد.
وتابع : بناتي العزيزات: إن ما ذكرتُه لَكُنَّ الآن هو منبع الاستثمار الحقيقي، استثمري في عقلك، وفي وقتك، وفي طاقاتك، وكوني محددة الأهداف ولو على المستوى البعيد، كوني صاحبة رؤية إبداعية جديدة، اجعلي تفكيرك دائمًا خارج الصندوق، حينها تستدركين أنكِ صنعتي شيئًا جديدًا.
واستطرد الحضور الكريم: ينبغي أيضًا أن نُذكِّر دائمًا بأهمية هذا القطاع الطبي؛ فهو قطاع حيوي له أثره البالغ والملموس في حياة الناس، ونظرًا لأهمية هذه الرؤية وجودة ملامستنا لها كأساتذة بجامعة الأزهر استطاعت الجامعة أن تثبت وتعزز مكانتها وتتحدى الصعاب وتشارك في البناء والتشييد وتتفاعل مع القطاعات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وتسجل حضورها في هذا المضمار على المستوى المحلي والوطني والدولي بوجودها الفعال في جميع الأزمات الماضية والراهنة، ومشاركتها الفعالة بالقوافل الطبية لخدمة المجتمع وتنمية البيئة؛ لذا كان عليكن بناتي العزيزات أن تدركن تمامًا هذا الدور المحوري الذي تَقمنَّ به من خلال تلك المؤسسة العريقة، والتي أثبتت وبجدارة أن علوم الدنيا فيها لا تقل أبدًا عن علوم الدين وقد تميزنا والحمد لله في جميع المجالات.
واختتم قائلا : بناتي الغاليات: أهنئكن مرةً أخرى على هذا الانتصار الكبير، وهذا السعي الدؤوب للحصول على هذه الشهادة الغالية، واعلموا أن نفحات هذا الحفل ستبقى صورته عالقة في أذهاننا وأذهانكم طيلة مشواركم المهني، وأحب أن أوجه الشكر لكل أساتذتي وزملائي وكل القائمين على هذا المحفل، وشكرًا لحضراتكم جميعًا على حسن الاستماع، سائلًا المولى -عز وجل- أن يوفق كليتكم العامرة وأن تكون دائمًا في المقدمة، وأن يحفظ جامعتنا، وإمامنا الأكبر فضيلة أ.د/ أحمد الطيب، وأن يمن على مصرنا الحبيبة بالأمن والأمان، وأن يحفظها من كل سوء.