منذ أن كانت طفلة في السابعة من عمرها وتحديدا عام 1982، أظهرت «ليز تراس»، مدى حبها وإعجابها برئيسة وزراء بريطانيا آنذاك، مارجريت تاتشر، حيث قررت وقتها الاشتراك في مسرحية مدرسية ولعب دور “ثاتشر”.
ولعل تلك اللحظة كانت البداية لطريق طويل شقته هذه الطفلة بعزيمة ونشاط ساعداها في بناء علاقات مع روابط الناخبين على مدى 40 عاما، ما سهل فوزها في المعركة الانتخابية الأخيرة بمقعد رئيس وزراء المملكة المتحدة، لتصبح بذلك ثالث امرأة تتولى هذا المنصب.
لم تتوقف “تراس” عند لعب دور “تاتشر” في المسرحية، بل تطورت بعد ذلك واعتبرتها بطلتها وبدأت تقليدها في أشياء كثيرة مثل طريقة لبسها وطريقة كلامها.. إلخ.
وفي مناظرة قيادة حزب المحافظين ارتدت السيدة تراس، التي طالما استشهدت بتاتشر كمصدر إلهام ، بلوزة بيضاء بفيونكة كبيرة مربوطة من الأمام وسترة سوداء، الأمر الذي لاحظه رواد مواقع التواصل الاجتماعي وتمت مقارنة المظهر بما ارتدته تاتشر في بث انتخابي عام 1979 - والصورتان المتجاورتان تشبهان بالتأكيد تحدي الاختلاف.
لم تكن هذه هي المرة الأخيرة التي تتم فيها مقارنة عضوة البرلمان السابقة من جنوب نورفولك بأول رئيسة وزراء في المملكة المتحدة، حيث بدت العديد من ملابس المرأتين متشابهة بشكل غريب على مر السنين.
وتشمل هذه بعض الصور المحددة للغاية لكلا السياسيين وهم يتظاهرون مع حيوان مزرعة صغير ، ويجلسون على دراجة نارية ويركبون دبابة عسكرية.
حتى الطريقة التي تتحدث بها المرأتان تمت مقارنتها ، حيث قال خبراء اللغة إن السيدة تراس تقلد طريقة تحدث تاتشر العميقة والطويلة والبطيئة.
من هي ليز تراس؟
ولدت تراس عام 1975، والتحقت بكلية ميرتون أكسفورد؛ حيث كانت رئيسة حزب الديمقراطيين الليبراليين بجامعة أكسفورد. وتخرجت في جامعة أكسفورد عام 1996، ثم انضمت إلى حزب المحافظين.
عملت في المبيعات وكخبير اقتصادي، وشغلت منصب نائب مدير مركز الأبحاث الإصلاح قبل أن تصبح عضواً في البرلمان في الانتخابات العامة لعام 2010.
بصفتها نائبة دعت تراس إلى الإصلاح في عدد من مجالات السياسة بما في ذلك رعاية الأطفال وتعليم الرياضيات والاقتصاد. أسست مجموعة المشاريع الحرة لأعضاء البرلمان المحافظين، وألّفت عدداً من الأوراق والكتب أو شاركت في تأليفها.
شغلت تراس منصب وكيل الوزارة البرلماني لرعاية الأطفال والتعليم في الفترة من 2012 إلى 2014، قبل تعيينها في مجلس الوزراء من قبل رئيس الوزراء ديفيد كاميرون كوزير دولة لشؤون البيئة والغذاء والشؤون الريفية في التعديل الوزاري لعام 2014.
و على الرغم من أنها كانت من المؤيدين البارزين لحملة «بريطانيا أقوى في أوروبا» الفاشلة لبقاء المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي في استفتاء عام 2016 فقد جاءت لدعم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بعد النتيجة.
بعد استقالة كاميرون في يوليو 2016 تم تعيينها وزيرة دولة للعدل والمستشار اللورد من قبل تيريزا ماي لتصبح أول سيدة مستشارة في تاريخ المكتب الذي يمتد لألف عام.
وبعد الانتخابات العامة عام 2017 تم تعيين تراس السكرتير الأول للخزانة. بعد استقالة ماي في عام 2019 دعمت تراس محاولة بوريس جونسون الناجحة ليصبح زعيم حزب المحافظين. بعد أن تم تعيين جونسون رئيساً للوزراء عيّن تراس وزيرة دولة للتجارة الدولية ورئيساً لمجلس التجارة، قبل أن يعينها وزيرة للخارجية في عام 2021 لتحل محل دومينيك راب.
وهي أول وزيرة خارجية من حزب المحافظين وثاني وزيرة خارجية بريطانية. تم تعيين تراس في منصب كبير مفاوضي حكومة المملكة المتحدة مع الاتحاد الأوروبي ورئيس المملكة المتحدة لمجلس الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة في 19 ديسمبر2021 خلفاً للورد فروست.
