تكررت في الآونة الأخيرة جرائم فردية ارتكبها شباب في مقتبل العمر، كان أبرزها حوادث قتل ارتكبها طلاب بحق زميلاتهن بعد فشل محاولات الارتباط بهن، لكن البعض ألقى باللائمة على وسائل التواصل الاجتماعي التي تنشر مثل هذه الجرائم بشكل مكثف وتساهم في انتشارها بشكل غير مباشر.
ونقلت "سكاي نيوز" عن استشاري نفسي قوله أن الانتشار الكثيف لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي جعل القاصي والداني يعرف الأخبار، والناس تتناقل الأحداث السيئة بسرعة، سواء كمادة فيلمية أو مرئية أو خبر سي، وعندما يرون جريمة معينة، وبسبب ضعف الثقافة والوعي يقلدونها إذا ما مروا بنفس الظروف، حتى لو تمت محاسبة مرتكبها بالعقاب.
وتابع ، "يركز الإعلام في بعض الأحيان على من يتكلمون في التوافه، ويسلط الضوء عليهم، أو على من يرتكبون أخطاء ما، مثل جريمة قتل شاب لفتاة بسبب علاقة فاشلة، ثم تُنشر هذه الأخبار على وسائل التواصل الاجتماعي بصورة مكثفة، فنجد من هم غير ناضجين نفسيا يتلقفون الخبر، ويترسخ في الخلفية الذهنية لديهم، وعندما يتعرضون لنفس الظروف يقلدون نفس الفعل، كما أن دفاع البعض عن مرتكبي الجرائم يولد شعورا بعدم تعرضهم للحساب عند ارتكابهم نفس الجرم".
وشدد الطبيب النفسي، على أن الحفاظ على ثقافة وهوية المجتمع مسألة أمن قومي، معتبرا أنه ما لم يقم المسؤولين بدورهم في هذا الشأن ستتفتت الدولة، مطالبا بأن تعمل وزارات الثقافة والإعلام والتربية والتعليم والشباب والرياضة، إضافة إلى الأزهر والكنائس في عملية تناغمية متكاملة تهدف لبث المحبة وتقبل الآخر وزيادة الوعي وتقارب الأسر مع أولادهم وكيفية التواصل مع الأجيال الناشئة، مبينا أن أنصاف الحلول والأيدي المرتعشة لن ترجع ثقافة البلاد ووعيها.