شهدت المستشفيات الجامعية في محافظة المنيا، خلال السنوات القليلة الماضية، نقلة نوعية غير مسبوقة من تطوير وتحسين الخدمات الطبية، والقضاء على قوائم الانتظار للمرضي، بما يثبت اهتمام الدولة المصرية وقيادتها السياسية من خلال رؤيتها المتكاملة للنهوض بالصعيد، والارتقاء بالخدمات الأساسية الاجتماعية والصحية لتوفير حياة كريمة، وكذلك تقديم كامل الدعم والتمويل اللازم لإنشاء صروح طبية جديدة تخدم أبناء الصعيد، وتخفيف الآلام عن كاهل المرضى.
وشهد مستشفى القلب والصدر الجامعي في مدينة المنيا الجديدة، أعمال التطوير ورفع كفاءة، ما جعله علامة مميزة فى قلب عروس الصعيد، استكمالًا لما تشهده المستشفيات الجامعية من تطوير مستمر، بعد افتتاح العديد من الوحدات والصروح الطبية في تخصصات متنوعة؛ تستهدف تقديم خدمات لائقة لأهالي إقليم الصعيد، والقضاء على قوائم انتظار المرضى من خلال وحدات الاستقبال والعناية المركزة، والعمليات، والاقتصادي، ووحدة توليد الأكسجين وخزان الأكسجين الملحق به بسعة ١٠ آلاف لتر مكعب، هذا إلى جانب وحدة الأشعة المقطعية متعددة المقاطع والوحيدة من نوعها في محافظة المنيا لتشخيص أمراض الشرايين التاجية القلبية، وكذلك تطوير ورفع كفاءة غرف إقامة المرضى.
وأكد الدكتور أحمد فتحى ماضى، مدير مستشفى القلب والصدر الجامعى، أن المستشفيات الجامعية تشهد تحولا نوعيا غير مسبوق في تطوير منظومتها الصحية، وتخطو خطوات مدروسة في سبيل توفير أفضل الخدمات الصحية للمواطنين بتوجيهات ودعم من القيادة السياسية، ما انعكس باستجابة فورية من الجامعة لتوفير كل اللوازم والمستلزمات الطبية وأحدث الأجهزة العلاجية التي تدعم جميع مستويات الرعاية الصحية.
وثمن «فتحي»، جهود كل القطاعات في المستشفيات الجامعية والكوادر الطبية العاملة التي ساهمت في إنجاز تطوير هذه المنظومة، وزيادة قدرتها بأحدث الأجهزة ودخولها حيز الخدمة.
وأضاف، أن مستشفى القلب والصدر شهد تطويرا وتجديدا شاملا في قسم الاستقبال والعناية المركزة لتصل طاقته الاستيعابية إلى ٣٠ سريرا مزودة بأجهزة التنفس الصناعي والإيكو؛ ليصبح أكبر قدرة على تلبية احتياجات المواطنين، إضافة إلى رفع كفاءة قسم جراحة القلب والصدر والقسطرة، ورفع كفاءة عمليات جراحات القلب بما يتناسب مع الأكواد المصرية للمستشفيات، وزيادة غرف العمليات بالمستشفى لتصل إلى ٣ غرف مجهزة.
وتابع: «شهد المستشفى أعمال إحلال وتجديد شاملة في غرف القسم الاقتصادي، وتكييفها بالكامل، بالإضافة الى قسم الأشعة الذي يضم جهاز أشعة مقطعية متعدد المقاطع ١٢٨ مع وحدة وورك ستيشن على أحدث مستوى وكذلك جهاز أشعة تليفزيونية وجهاز أشعة متنقل وأيضًا رفع كفاءة غرف عمليات جراحات القلب والصدر لتصبح أربعة غرف».
وأشار إلى أن استقبال مستشفى القلب والصدر من ١٨ سرير استقبال و١٢ سرير رعاية استقبال وكذلك غرفة إنعاش مكيفة ومجهزة بشكل ممتاز ومولد الأكسجين وكذلك تانك أكسجين ١٠ آلاف لتر، مؤكدًا على جاهزية المستشفى لاستقبال الحالات الطارئة لمرضى الجلطة الحديثة أو الجلطات القلبية الحادة طوال أيام الأسبوع، خاصة فى ظل تواجد أحدث الأجهزة والمعدات الطبية عالية الجودة.
وأضاف «فتحى»، أننا نعمل جاهدين من أجل الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين فى ظل امتلاكها الكوادر الطبية المتخصصة والتمريض المدرب للعمل على مدار الـ٢٤ ساعة.
وقد نجحت المستشفى مؤخرًا فى عمل جراحات القلب المفتوح والقسطرة القلبية وإنقاذ مرضى الجلطات القلبية على مدار ٢٤ ساعة، ومضاعفة أجهزة التنفس الصناعى وتزويدها بأحدث أجهزة الأشعة المقطعية، بالإضافة إلى «دعامة الحياة»، والتى تعتبر منبرًا فريدًا فى علاج حالات الطوارئ لتقليل من معدل الوفيات للمرضى الذين يعانون من الجلطات ومتلازمات الشريان التاجي الحاد «ACS»، حيث تعتبر جلطة القلب أو جلطة الشريان التاجي من أهم المسببات الوفاء على مستوى مصر والعالم حوالي ٥٠٪ من الوفيات في مصر ترجع إلى أمراض القلب والأوعية الدموية، وتأتي جلطة الشريان التاجي الحادة على رأس تلك القائمة.
وساهم مستشفى القلب والصدر فى سرعة إنقاذ مرضى الجلطات، حيث تعتبر الساعات الأولى من الجلطة هي أخطر الساعات، وتبين أن ٢٥٪ من المرضى المصابين بجلطة القلب يتوفون خلال أول ٤٨ ساعة وأن ٥٠٪ من تلك الوفيات تحدث في الـ٢٤ ساعة الأولى من الجلطة لو لم يتلقوا العلاج المناسب، وهو ما يستلزم ضرورة تواجد مريض الجلطة في المستشفى تحت المراقبة الدقيقة منذ الساعة الأولى للإصابة وتسعى مبادرة دعامة الحياة لكي تصل نسبة من يعالجون بالقسطرة العلاجية ودعامة الحياة إلى النسبة العالمية وهي ٩٥٪ من مرضى جلطة القلب الحادة خلال الساعات الأولى من ظهور الأعراض وهو ما يؤدي إلى انخفاض ملحوظ في نسبة الوفيات والمضاعفات ومنها ضعف وهبوط عضلة القلب.
ويعتبر العلاج الأمثل لحالات جلطة الشريان التاجي هي فتح الشريان وإعادة تروية عضلة القلب في أسرع وقت ممكن طبقًا لجميع التوصيات العلاجية العالمية، كما ثبت أن التأخير في فتح الشريان المسدود بالجلطة يتسبب في تلف جزء كبير من عضلة القلب التي لا يمكن إصلاحه بعد ذلك ما يؤثر على المريض.
وتعد الطريقة المثلى لفتح الشريان هي طريقة التدخل بالقسطرة القلبية وتسليك الشريان وتركيب دعامة في أسرع وقت.
كما افتتح الدكتور مصطفى عبدالنبي، رئيس جامعة المنيا، وحدة الأشعة المقطعية في قسم الأشعة التشخيصية في مستشفى الكبد والجهاز الهضمي الجامعي التى تحتوي على أعلى أجهزة الأشعة المقطعية متعددة المقاطع في المنيا وفى صعيد مصر، ويمتاز بالقدرة العالية على التصوير الطبي المتقدم، المدعوم بتقنية الذكاء الاصطناعي.
محافظات
خطة تطوير شاملة لمنظومة المستشفيات الجامعية في «عروس الصعيد»
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق