قال الممثل السامي للاتحاد للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، إن الرسالة الرئيسية للاجتماع الثامن لمجلس الشراكة بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي، اليوم الإثنين، بمدينة بروكسل إلى العالم هي أن الاتحاد الأوروبي سيواصل دعم أوكرانيا مهما كانت الابتزازات والتهديدات التي تشكلها روسيا على التكتل.
وأضاف بوريل - خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الأوكراني، دنيس أناتوليفيج شميكال، والمفوض الأوروبي للجوار والتوسع، أوليفر فاريلي، أذيع مباشرة - "سنقدم دعمنا لأوكرانيا سياسيًا وماليًا وعسكريًا مهما كلف الأمر ذلك وبقدر ما يحتاجه"، موضحًا أن الهدف الأول من الدعم المقدم من التكتل هو مساعدة أوكرانيا على إنهاء الحرب، وذلك ما يرغب فيه الجميع أن يتحقق في أقرب وقت ممكن على نحو يحترم سيادة أوكرانيا.
وأشار إلى أن الأهداف بعيدة المدى التي يرغبون في تحقيقها هي دعم أوكرانيا لتنعم بالسلام، ما يعني بناء أوكرانيا حديثة ديمقراطية مستقلة مزدهرة، لافتًا إلى أن اجتماع اليوم مع شميكال تناول صمود أوكرانيا وشعبها ومؤسساتها على الرغم من الغزو الروسي، وأكد أيضًا أهمية العلاقة التي تجمع بين الطرفين التي تتقدم أسرع من أي وقت مضى.
وتابع: "خلال اجتماعنا أعربنا بأشد العبارات الممكنة عن إدانتنا للغزو الروسي الذي يجب أن يتوقف مع شرط الانسحاب من كامل أراضي أوكرانيا بحسب الحدود المعترف بها دوليًا".
ولفت بوريل إلى أن هناك ما وصفه بـ "مقامرة نووية" يجب أن تتوقف لانتهاكها القانون الدولي والمبادئ الأساسية للسلامة النووي، منوهًا بأنه تم التأكيد على الدعم المشترك لجهود الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتم التشديد على الحاجة إلى إقامة منطقة منفصلة لمحطة الطاقة النووية في أوكرانيا وبقائها جزء متكامل للنظام النووي الأوكراني مع نزع السلاح.
وقال بوريل إن "كييف" لا تزال في حاجة إلى التصديق على نظام روما الأساسي حتي تتمكن من الاستفادة بصورة كاملة من حقها فيما يتعلق بالمحكمة الجنائية الدولية.
من جانبه، قال رئيس الوزراء الأوكراني، دنيس أناتوليفيج شميكال - خلال المؤتمر - إنه ناقش خلال اجتماع اليوم الإجراءات والتحركات المتعلقة بعملية التفاوض للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، موجهًا الشكر إلى الشركاء الأوروبين والدعم الإنساني والعسكري لبلاده.
وأضاف شميكال أن أوكرانيا في حاجة إلى المزيد من الأسلحة والدفاع الصاروخي وطائرات وأجهزة مسلحة وغيرها، معربًا عن امتنانه للمساعدات التي تم منحها لقوات بلاده وعن شكره فيما يتعلق بالحزمة الأخيرة من العقوبات التي فرضت على روسيا، داعيًا شركاء بلاده إلى إجراء عدد من الأمور من بينها فرض حظر كامل لناقلات مواد الطاقة الروسية.
كما أعرب عن شكره لبروكسل على المساعدات المالية الموجهة لأوكرانيا التي وصفها بـ"العظيمة" التي بلغت 9 مليارات يورو، معلنًا حصول بلاده على مليار يورو، وأنه يأمل في تسلم الدفعة الثالثة في أقرب وقت ممكن.
وأشار إلى أنه تم مناقشة الخطوات المشتركة فيما يخص مزيد من الدمج الأوكراني في السوق الداخلية، لافتًا إلى أن بلاده بالفعل اتخذت اجراءات داخلية وأنه تم توقيع اتفاقية تعاون فيما يخص الجمارك، معربًا أيضًا عن امتنانه بشأن المساعدات التي تم منحها لبلاده في مجال التحول الرقمي.
من جانبه، قال المفوض الأوروبي للجوار والتوسع، أوليفر فاريلي: "نوصي أوكرانيا بالتركيز على تنفيذ السبع خطوات المؤكدة من المجلس الأوروبي من أجل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، من بينها تعزيز سيادة القانون ومكافحة الفساد وغسيل الأموال وضمان حقوق الأشخاص المنتمين إلى الأقلية الوطنية"، مؤكدًا أن هذه تعد عناصر مهمة في هذا السياق.
وأكد فاريلي أنه بإمكان أوكرانيا الاعتماد على دعم المجلس ومساعدته لها للتحرك قدما نحو مسارها إلى أوروبا، مشيرًا إلى أن جدول الأعمال الثنائي بين الطرفين شهد تقدما ملحوظًا منذ اجتماع مجلس الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا الماضي على الرغم من الغزو الروسي.
وأضاف أنه تم مناقشة أيضًا خلال الجتماع مشاركة أوكرانيا المستمرة في تنفيذ إلتزامها المتعلق بقطاع خدمات الاتصالات والذي في حال استوف الشروط بالكامل فبالإمكان أن يؤدي إلى معالجة السوق الداخلية في هذا القطاع.
وأكد أنه في حالة تم وضع كل هذه الخطوات معًا بشكل تدريجي، فبكل تأكيد سيصبح الاقتصاد في مجتمعاتنا قريبة من بعضها البعض.
وتابع: "ناقشنا دعمنا المستمر لأوكرانيا الذي بلغ حتى الآن 9 ونصف مليار يورو منذ أن بدأت الحرب، كما حصلت أوكرانيا على مساعدات عاجلة ونحن نعمل جاهدين للمضي قدما في أسرع وقت ممكن لتقديم المساعدات المالية المتبقية التي أقرها المجلس الأوروبي".
كما أعرب عن سعادته للتمكن من التوقيع مع الحكومة الأوكرانية على برنامج دعم الميزانية بنصف مليار يورو، لمساعدة شعب أوكرانيا في شتى المجالات، منوهًا بأنه تم مناقشة الأفاق طويلة المدى المتعلقة بشكل أساسي بالتعافي وإعادة البناء بعد الحرب وأنهم ملتزمون بذلك تجاه أوكرانيا، مشددًا على أن مستقبل أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي.