تسعى مصر في الفترة المقبلة لتقليل فاتورة الاستيراد من القمح في ظل ارتفاع سعر الدولار حيث قال السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، إن الوزارة زرعت الموسم الماضي مساحة 3.6 مليون فدان بمحصول القمح، موضحًا أنها تستهدف الوصول هذا الموسم إلى 4 ملايين فدان أو أكثر.
وأضاف القصير، في تصريحات تلفزيونية أن الوزارة أعلنت مبكرًا عن السعر الاسترشادي لتوريد القمح، حتى يحدد الفلاح المساحة التي يزرعها.
وأشار إلى أن الوزارة تقدم التقاوي والإرشاد والميكنة الزراعية، وأساليب جديدة للمكافحة وخلافه؛ لتشجيع الفلاحين على زراعة القمح، مشددًا على أهمية محصول القمح في ظل الأزمات المحيطة، كعنصر رئيسي في صناعة الخبز.
وناشد وزير الزراعة، الفلاحين اللجوء إلى أساليب الري الحديثة لزيادة الإنتاجية، مشيرًا إلى أن الوزارة أطلقت برنامجًا قوميًا لتمويل الري الحديث، على 10 سنوات بالتقسيط وبدون فائدة.
وأعلن أن الوزارة تعمل في الوقت الراهن على الحصر لخريطة التربة على مستوى الجمهورية، متابعًا: «نحدد عناصر التربة ونوعية السماد المطلوب، لنتأكد أن التربة والمحصول في حاجة لها، ولدينا العديد من المحاور التي نعمل عليها لدعم الفلاح من كل المحاور».
وذكر أن الوزارة تعمل على فتح أسواق تصديرية جديدة، لتصدير الفائض عن الاستخدام المحلي، بدلًا من تعرضها للهدر، مؤكدًا أن «الصادرات المصرية الزراعية لها اسم كبير في العالم، وتحتاج تحقيق قفزات بها».
واجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس الأحد، مع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والسيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الاجتماع تناول «متابعة منظومة الإنتاج الزراعي والأمن الغذائي على مستوى الجمهورية».
وفي هذا السياق يقول الدكتور خليل المالكي الخبير الزراعي، أن أزمة كورونا والحرب التي دارت بين روسيا وأوكرانيا مؤخرًا أثبتت أن لدينا مشكلة حقيقة وكبيرة في محصول القمح، لذلك فأن الدولة تبحث هذا الملف جيدًا خلال الفترة الماضية ليجاد حلول له.
وأضاف المالكي في تصريحات خاصة "لـ البوابة"، أن اعلان الدولة متمثلة في وزارة الزراعة مبكرًا عن السعر الاسترشادي لتوريد القمح، خطوة مهمة لتشجيع الفلاحين لزيادة المساحات المنزرعة من القمح خلال الموسم المقبل، خاصة وأن السنوات الماضية شهدت عزوف كبير للفلاحين عن زراعة محصول القمح بسبب التكلفة الكبيرة التي يتكلفها المحصول.
وفي نفس السياق يقول حسن عبد الرحمن ابو صدام نقيب الفلاحين، أن مصر تستورد كميات كبيرة للغاية من محاصيل القمح والذرة والأرز والقطن والصويا وعباد الشمس لذلك لابد وأن يكون هناك حلول سريعة لسد الفجوة وزيادة الإنتاج المحلي وتقليل فاتورة الاستيراد في ظل ارتفاع سعر الدولار.
وطالب أبو صدام في تصريحاته "لـ البوابة"، دعم الفلاح المصرية وتشجيعه علي زراعة المحاصيل الاستراتيجية من الحبوب الزراعية في ظل الكميات الكبيرة التي نستخدمها، موضحًا أن زيادة المساحات المنزرعة لتلك المحاصيل وتحقيق الاكتفاء الذاتي الحل الأمثل للخروج من الأزمة.