دائما ما تكون الاضطرابات النفسية لها تأثير كبير على الحالتين المزاجية والسلوكية لدى الإنسان المصاب بها، فعلى الرغم من وعيه بعلاقته بالآخرين ولكنه يعيش علاقة اضطراب وتخبط مع نفسه ومشاعره ومزاجه فيشعر دائما بالقلق والحزن والانطوائية والوسواس الذي يرسم لها الضلالات والأفكار المغلوطة وعدوان موجه للخلاص من حياته وحياة المحيطين به ظنا منه بأن ذلك لحمايتهم.
قبل 3 شهور من الآن تركت الفتاة "مريم أحمد السويدان" صاحبة الـ16 ربيعا من عمرها، مسقط رأسها بمحافظة بورسعيد عقب مشاجرة مع والدها والتي انتهت بطردها، متجهة إلى صديقتها "مريم وليد السمان" التي تكبرها بعام وتقيم رفقة والدتها بشارع متفرع من شارع الثلاثيني الجديد بمنطقة الطالبية غرب محافظة الجيزة للإقامة معها حتى انتهاء الخلاف مع والدها، ولكنها لم تعلم بأنها ذهبت إلى نهايتها، فصديقتها تعاني من أزمات نفسية واضطرابات بسبب إهمال والدتها لها وكانت ترغب في قتل والدتها ولكنها في النهاية وجدت ضالتها وقتلت صديقتها التي لجأت لها فرارا من بطش والدها.
فعقب حضور الفتاة لدى صديقتها كانت الأمور تسير على طبيعتها حتى قامت والدة المتهمة بالسفر إلى إحدى المحافظات لزيارة عائلية تاركة ابنتها وصديقتها دون قلق، الضغط النفسي والقلق زاد على الفتاة في غياب والدتها فوجدت صديقتها أمامها فقامت بإحضار إيشارب وخنق صديقتها حتى الموت ثم وضعت ميكياجا على وجه جثتها وجذبت الجثة إلى الحمام وكانت تريد تحميمها ولكنها فشلت بمفردها فخطر بذهنها تقطيع الجثة وأحضرت مخرطة وسكين وأصابت قدم جثة صديقتها اليسرى ولكن الفزع تملكها ولم تكمل، تركت الجثة علي حالها وذهبت للنوم وفي الصباح ذهبت إلى ديوان قسم شرطة الطالبية وأبلغت بانتحار صديقتها للهروب بجريمتها ولكن نجح رجال المباحث في تكذيب روايتها وضبط المتهمة.
تفاصيل تلك الواقعة المأساوية كما دونتها سجلات ضباط مباحث قسم شرطة الطالبية بمديرية أمن الجيزة كانت بتلقي المقدم محمد نجيب رئيس وحدة المباحث بلاغًا من "مريم وليد السمان" 17 سنة، طالبة بالصف الثالث الثانوي الصناعي، تفيد فيه بانتحار صديقتها التي تقيم معها منذ 3 أشهر عقب طرد والدها لها، داخل الشقة محل سكنها ووالدتها التي ذهبت لزيارة عائلية بأحد المحافظات بالطابق الخامس بأحد الشوارع المتفرعة من شارع الثلاثيني الجديد الكائنة بدائرة القسم.
وبالانتقال والفحص تبين العثور على جثة "مريم أحمد السويدان" 16 ينة، أصل إقامتها محافظة بورسعيد وتقيم رفقة صديقتها خلال الأشهر الماضية، لها جرح قطي بقدمها اليسرى وآثار سحجات بالرقبة والوجه ووجود شبهة جنائية في الواقعة، وبتضيق الخناق على المتهمه أقرت بقتل صديقتها حيث أفادت بأنها خنقا صديقتها بإيشارب حتي الموت ثم وضعت ميكياجا على وجه جثتها وجذبت الجثة من الصالة إلى الحمام وكانت تريد تحميمها ولكنها فشلت بمفردها فخطر بذهنها تقطيع الجثة وأحضرت مخرطة وسكينا وأصابت قدم جثة صديقتها اليسرى ولكن الفزع تملكها ولم تكمل وأضافت المتهمة أنها سجلت مقطع فيديو للمجني عليها أثناء مفارقتها للحياة، وأوضحت المتهمة بأنها أقدمت على إنهاء صديقتها لقيام المجني عليها باستخدام المكياج الخاص بها كما أنها كانت تنام إلى جوارها وهو ما كانت تكرهه المتهمة، فيما أشارت تحريات المباحث الأولية إلى أن المتهمة تعاني من اهتزاز نفسي، وبتفتيش الشقة ملك المتهم ووالدتها عثر على أجندة بخط يد المتهمة بها خواطر أنها ترغب في قتل والدتها لعدم اهتمامها بها وأنها تمر بأزمة نفسية ولا يشعر بها أحد.
وبالعرض على اللواء عبدالعزيز سليم مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة والذي أحال الواقعة إلى النيابة العامة لمباشرة التحقيقات، وبمواجهة المتهمة أمام النيابة العامة بجنوب الجيزة بما أسفرت عنه التحريات والضبط أقرت بارتكاب الواقعة فاتخذت النيابة حزمة قرارات هي انتداب طبيب شرعي لتشريح جثة المجني عليها "مريم أحمد السويدان" وصرحت بالدفن عقب بيان الصفة التشريحة وتسليم الجثة إلى ذويها، كما تحفظت النيابة على مقطع الفيديو الذي صورته المتهمة للمجني عليها وقت ارتكاب جريمتها وكذا التحفظ على الأجندة المدون بها رغبة المتهمة قتل والدتها، واصطحب فريق من النيابة العامة المتهمة إلى الشقة مسرح الجريمة لإجراء معاينة تصويرية وتمثيل جريمتها، كما أمرت النيابة حبس المتهمة 4 أيام احتياطيا على ذمة التحقيقات ووضعها تحت الملاحظة الطبية لبيان سلامة قواها العقلية من عدمه كما طلبت النيابة تحريات المباحث التكميلية حول الواقعة ولا تزال التحقيقات مستمرة.