عقد مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي برئاسة الدكتور جمال ياقوت، اليوم الأحد، ندوة بعنوان "سطوة التكنولوجيا على فنون الأداء في المسرح المعاصر" بالمجلس الأعلى للثقافة، ضمن فعاليات الدورة التاسعة العشرين للمهرجان.
أدار المناقشة الدكتورعبدالكريم عبود عودة من العراق، وتحدثت خلالها الباحثة نوران مهدي عبدالعزيز من مصر عن "حضور السايبورج في فنون الأداء المعاصرة- نماذج مختارة"، كما تحدث وسام عبدالعظيم من العراق عن "جماليات الأداء ما بعد الإنساني في العرض المسرحي" ، وبدأ عبود الندوة قائلا أشعر بأن هؤلاء الشباب هم أجنحتي التي أحلق بها عالياً في سماء المسرح.
وتناولت الباحثة نوران المهدي، في ورقتها البحثية، بالحديث عن محاولة الإجابة عن إشكالية الدور المؤدي للسايبورج في فنون الأداء المعاصر، الذي يعد أحد أبرز التيمات في مرحلة ما بعد الانسانية، والتي هي عبارة عن جسد يمزج بين العضوي والآلي.
وأوضحت من خلال بعض النماذج التي استعرضتها للبروفيسور كيڤين واريك والمواطن الإسباني نيل هاربيسون لمفهوم السايبروج، وكيف تطور هذا المفهوم من خلال العروض الأدائية، حيث اعتمد البحث على عرض "ايبزو" للمخرج الإسباني مارسيل انتونيز روكا وعرض "في انتظار الزلزال" الذي قدمته المؤدية الإسبانية مون ريباس، وكانت نتيجة البحث هو التأكيد على أهمية تمازج الجسد الانساني وإبراز أهمية هذه الأجساد المضافة الآلية في العروض الأدائية واعتبارها جزء أصيل من حضور المؤدي البشري وذلك في العروض التي تتخذ من تيمة السايبورج إطاراً فنياً لخطابها نحو الجمهور.
وقال الدكتور وسام عبدالعظيم، إنه مع دخول الألفية الثالثة والتطورات التكنولوجية المتسارعة والاكتشافات الحديثة كتكنولوجيا النانو والنانو الحيوية والثورة الصناعية الرابعة وهندسة الالكترونيات الحيوية والطب والمدن الذكية والروبوتات والواقع الافتراضي الفائق، أسهم كل ذلك في احداث تأثيرات جوهرية في الفكر والثقافة والاقتصاد والصناعة وغيرها، ما أثر بدوره على الفنون بصوره عامة والمسرح بصوره خاصة.
وأضاف عبدالعظيم، أن الممثل لم يكن بعيداً من كل هذا التطور، حيث أصبح من الضروري على الممثل والمخرج التقني أن يواكبوا هذه التطورات التكنولوجية، ويبحثوا عن السمات الهجينة بين التقنيات الجسدية الطبيعية من جهة والتقنيات التكنولوجية الرقمية من جهة أخرى، فإن أهمية البحث تأتي من كونه يتناول تنظيرات علمية مستحدثة حول فن الأداء ومدى التأثير الذي احدثته التكنولوجيا والعلوم عليه.
وفِي مداخلة للدكتور جمال ياقوت، رئيس المهرجان أكد، أنه يجب على المسرحيين والذين يعملون في اي مشروع فني معرفة التفريق بين المابينج والسينوغرافيا، مثلما حدث في تعريف دراماتولوجيا النص ودراما النص الشامل، وهذا ما نراه الآن في تعريف السايبورغ واستخدامها في المسرح، فلا معنى في صناعة المسرح بشكل كبير بأن يصور العرض المسرحي كاملاً ليشاهده الجمهورعلى أحد شاشات بعدها، فمن يريد ذلك فعليه الاتجاه للسينما فهي الأقوى في هذه الصناعة.
وأضاف ياقوت، أن الأوقع السؤال كيف يتم الربط ما بين الممثل البشري والوسيط؟ فعندما نجد الطريقة الأمثل لاستخدام الوسائط التكنولوجية في المسرح حينها سنعلم المعنى الحقيقي للسايبورج.
وفي ختام الندوة أهدى المهرجان شهادات تقدير للباحثين المشاركين في الندوة.
يذكر أن فعاليات الدورة 29 لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي تستمر حتى 8 سبتمبر الجاري.