قال الدكتور عبدالمنعم السيد، مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، إنه نظرا للأزمات الاقتصادية العالمية التي يمر بها العالم بسبب أزمة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية , انخفضت حركة رؤوس الأموال في العالم "حركة الاستثمارات" علي مستوي العالم بنسبه 33٪ طبقا لتقرير البنك الدولي ، وبالتالي أصبح علي الدول التي ترغب في الحصول علي استثمارات أجنبية مباشره "Fdi" أن تمتلك فرص استثمارية جيدة , وهو ما يتطلب ضخ حزم تحفيزية متميزة لجذب المستثمرين الجدد مثل" عمل خطط تسويقية جيدة و مدروسة للفرص الاستثمارية، وسهولة اجراءات التأسيس والتراخيص، مع اعتماد آليه جيده لفض المنازعات".
وأضاف السيد ، في تصريحات لـ"البوابة نيوز" أنه طبقا لتقرير الاستثمار العالمي الصادر من منظمة الأمم المتحدة عن الاستثمارات الأجنبية، فإن مصر شهدت انخفاض في حجم الاستثمار الاجنبي المباشر من 9.5 مليار دولار سنة 2019، الى 5 مليار دولار في 2021، وهو ما يعنى انخفاض الاستثمار الاجنبي الي النصف تقريبا.
وتابع: فى المقابل وفى نفس الفترة زاد الاستثمار الاجنبي المباشر فى الامارات من 10 الى 21 مليار دولار (تضاعف), و فى السعودية زاد من 4 الى 19 مليار دولار (تضاعف 5 مرات) أي أن " الإمارات والسعودية" اصبحتا جاذبتان للاستثمار الاجنبي عكس الفكرة القديمة انهم مستثمرين بالخارج فقط .
و أرجع السيد ، سبب تضاعف الاستثمار الاجنبي بصورة ضخمة جدا فى الامارات الي انه بمجرد اندلاع الحرب" الروسية الاوكرانية" نزح 4000 مليونير روسي للامارات.
وأردف: السؤال الاهم الآن( لماذا انخفض حجم الاستثمارات في مصر وزاد في الامارات والسعودية رغم اننا جميعا في منطقه واحده ؟. والاجابة أن الامارات قدمت تسهيلات غير محدودة للمستثمرين مثل "الفيزا الذهبية
، وحق الاجانب فى تملك كامل المشاريع ، بالإضافة الى اعفاءات ضريبية وجمركية كبيرة، وانهاء كافة الاجراءات اليكترونيا "، كما ان الامارات وحدت بوابات كل الجهات الحكومية فى برنامج واحد UAE API مع تقديم الخدمات الاستباقية بمعني" قبل ميعاد تجديد رخصة المصنع بثلاث اشهر يتم ارسال رسالة على موبيل المستثمر، وكل ما عليه هو أن يضغط على "موافق" ويدفع الرسوم ويرفع الورق المطلوب فتتجدد الرخصة فورا " ، باختصار تم تسهيل الاستثمار و بتكلفة منخفضة جدا، لم تتخطي تكلفة إنشاء برنامج "تطبيق" على الموبيل ، لذلك استطاعت الامارات ان تضاعف الاستثمار الاجنبي فى 4 سنين فقط.
واستطرد: أما بالنسبة للسعودية التي نجحت في مضاعفة الاستثمار الاجنبي 5 مرات فى 4 سنوات فقط ، وذلك عن طريق تسهيل اجراءات الاستثمار من " التأسيس والتراخيص ومنح الاعفاءات والحوافز للمستثمرين " و هي نفس اجراءات الامارات ، إلا ان السعودية اضافت اجراء اخر مهم وهو ان تكون التعاقدات الحكومية مع الشركات الاجنبية التي لها مقر إقليمي في السعودية فقامت اغلب الشركات العالمية بنقل مقراتها الاقليمية الي السعودية.
لذلك اصبح علينا وضع خطة تسويقيه لجذب الاستثمارات الاجنبية المباشره ومنح الحوافز من اعفاءات وتسهيلات للمستثمرين ، خاصة في ظل انخفاض الاستثمارات غير المباشرة بمعظم الاسواق الناشئة و منها مصر بسبب اتجاه البنك الفيدرالي الاميركي لزيادة اسعار الفائدة علي الدولار لتصبح في حدود 2.5 ٪ بهدف مواجهة التضخم الامريكي الذي تجاوز 9.6 ٪.