الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

الأخبار

مرصد الأزهر: عدوى العنف بين شباب الجامعات ظاهرة خطيرة تحتاج معالجة حقيقية

مرصد الازهر
مرصد الازهر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أصدر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، تقريرًا بعنوان: «عدوى العنف.. فيروس يهدد أمن المجتمعات»، ناقش فيه قِدم ظاهرة العنف وأنها ملازمة للإنسان منذ بدء الخليقة، ولكن ما يَتَّسم به عصرنا الحالي هو انتشار العنف وسرعة انتقاله بين أفراد المجتمع، وبشاعة الجرائم التي تُرتكب، وما يَنتج عن جرائم العنف من انعكاسات نفسية واجتماعية، واستفزاز مشاعر ووجدان الفرد والمجتمع.

وصرحت الدكتورة رهام عبد الله، مديرة مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، بأن التقرير يأتي لمعالجة ظاهرة خطيرة لطالما بدأت تتغول في المجتمعات وتشكل تهديدًا حقيقيًّا للأسرة والمجتمع، وتحتاج إلى معالجة حقيقة من مختلف الزوايا التي تؤثر في الظاهرة أو تتأثر بها، وخصوصًا بعد انتشارها بين شباب الجامعات الذين يعول عليهم في الارتقاء بمستوى الوعي وليس القتل، مؤكدة أن مرصد الأزهر يقوم بجهود فعالة في هذا الشأن من خلال تنظيم ندوات وورش عمل مع شباب الجامعات سواء داخل الجامعات أو خلال استقبال الشباب بالمرصد، مطالبة بضرورة تكاتف الجهات المعنية للوصول إلى نتائج مستدامة وحقيقة لمعالجة الظاهرة.

وأكدت وحدة البحوث والدراسات بمرصد الأزهر التي أعدت التقرير أن الساحة العالمية شهدت ظهور ظاهرة «عدوى العنف»، وهو ما يبرهن أهمية تناول هذه الظاهرة وكيفية حدوث عدوى العنف وأسبابها، حيث إن عدوى العنف تنتقل وتنتشر بين الأطفال بل والبالغين بشكل ملفت للانتباه، وأسباب ذلك فيما يتعلق بالأسرة أو المدرسة أو استخدام الإنترنت أو الظروف البيئية المحيطة.

واستشهد المرصد في هذا الصدد بدراسة أمريكية حديثة نقلتها وكالات الأنباء والصحف العالمية، حيث حذرت الدراسة من انتقال العنف كالعدوى بين الأفراد وخاصة من خلال شبكات التواصل الاجتماعي وانتشارها كالعدوى من شخص لآخر، وأن الأشخاص يميلون غالبًا إلى تقليد ممارسات العنف التي تصدر عن الآخرين، كما أشار المرصد إلى حوادث القتل التي حدثت للطالبات: نيرة أشرف، الطالبة بجامعة المنصورة، ومن بعدها الطالبة الأردنية إيمان إرشيد، ثم سلمى بهجت، الطالبة بكلية الإعلام والتي ماتت طعنا من زميلها في الزقازيق، وبالتدقيق في قرب المدة الزمنية بين حوادث القتل الثلاث، وسيناريو القتل الحادث فيها، والفئة العمرية التي تعرضت للقتل يتضح مدى انتشار العدوى بين المجتمعات، وكأن القاتلَيْن الثاني والثالث يقتديان بما فعله القاتل الأول.

وأصدرت وحدة البحوث والدراسات في تقريرها توصيات جاءت كالآتي:

أولًا: على الصعيد الأسري، ضرورة اتباع الأسرة أساليب التربية الإيجابية والبعد عن العنف والعقاب الموجه للأبناء، وضرورة الإشراف والمتابعة الأسرية لأي محتوى يقدم للطفل سواء كان مقروءًا أو مسموعًا أو مرئيًّا.

ثانيًا: على الصعيد التربوي، أهمية اتباع منهج تربوي -تتبنَّاه مؤسسات التعليم- يقوم على تنمية حس الإبداع، وتعزيز ثقافة التسامح، وتنمية الفضائل الأخلاقية وتعزيزها، وانتهاج سياسة واضحة للحد من العنف والتنمُّر المدرسي، وتفعيل دور رعاية الشباب والإرشاد الأكاديمي في الجامعات، وعدم اقتصار الرحلات والمعسكرات والأنشطة الطلابية على الجانب الترفيهي فقط، بل لا بد من إدراج الجانب التوعوي أيضًا، حيث تكون هذه الرحلات والمعسكرات ترفيهية توعوية، وهذا ما قام به مرصد الأزهر لمكافحة التطرف في الآونة الأخيرة، حيث قام بتنظيم معسكر ترفيهي توعوي للطلاب الوافدين من جنسيات مختلفة شملت (28) دولة.

ثالثًا: على الصعيد الإعلامي، ضرورة تشديد الرقابة على المحتويات الإعلامية والدرامية المقدمة للجمهور؛ حيث تخلو من أية مظاهر تحث على العنف بصوره وأشكاله كافة. رابعًا: على الصعيد القانوني، سنُّ قوانين تجرِّم تداول المقاطع المتعلقة بجرائم العنف والقتل؛ حيث يؤدي تداول هذه المقاطع إلى انتشار عدوى العنف وانتقالها، والترويج لمثل هذه الجرائم بشكل كبير بين فئات المجتمع لا سيَّما المراهقين والشباب، حيث إن تكرار مشاهدة مثل هذه الجرائم يعزِّز ثقافة العنف.

وشدد مرصد الأزهر، على أن موجات العنف التي تعصف بكثير من المجتمعات العربية والعالمية هي أكبر تهديد للسلام العالمي؛ إذ لا فرق بين حرب نظامية تودي بحياة الآلاف وبين جرائمَ فردية تنتشر في المجتمعات انتشار النار في الهشيم، ولعلَّ من الأهمية أن تضطلع المجتمعات بمواجهة فيروس العنف والانحرافات السلوكية، بنفس الضراوة والاهتمام الذي يسود مواجهة المجتمعات للفيروسات المرضية والأوبئة.

في ختام التقرير، أوضح المرصد أن الأزهر الشريف أطلق دعوات عدة للاهتمام بالشباب والتصدي لكل محاولات الإغواء ونشر الأفكار المنحرفة والسلوكيات غير السوية، كما حرص المرصد على التأكيد على ضرورة سد جميع الثغرات التي من خلالها تتسلل الأفكار الهدَّامة إلى عقول شبابنا، ونادى المرصد جميع الأطراف المعنية بحماية المجتمعات من الفكر المتطرف، والسلوكيات غير السوية، للقيام بدورها في سبيل حماية المجتمعات من هذه الأوبئة، التي استشرت في عالمنا المعاصر كالسرطان القاتل، وعلى رأسها ظاهرة العنف.