أكد رئيس اتحاد الناشرين الأردنيين، مدير معرض عمان الدولي للكتاب، جبر أبو فارس، أن المشاركة المصرية في الدورة الـ 21 للمعرض هذا العام تعد من أكبر المشاركات العربية من حيث دور النشر وتنوعها، مشيرا إلى أن هناك أكثر من 110 دور نشر مصرية مشاركة في المعرض في دورته الحالية الـ "21".
وقال أبو فارس - في حوار مع مدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان - إن المشاركة المصرية هذا العام ارتفعت عن الدورات السابقة، وتنوعت من مختلف المؤسسات المصرية الخاصة بالكتابة والنشر.
وأضاف أن هناك حرصا من الأردن على المشاركة المصرية وتوسيع هذه المشاركة، لما تتمتع به الثقافة المصرية من إبداع وحرص من المواطن الأردني على متابعة وشراء الكتب المصرية، مشيرا إلى أن هناك أيضا حرصا من المؤسسات المصرية ودور النشر على المشاركة في معرض عمان الدولي للكتاب في دوراته السابقة كافة والدورة الحالية.
وأشار إلى أن هناك بعض دور النشر المصرية كانت تريد المشاركة في الدورة الحالية، ولكن نظرا للمساحة المتاحة للمعرض حاليا تم الاعتذار لها، متعهدا بمحاولة الوفاء بهذه الطلبات خلال الدورة المقبلة عقب توسيع مساحة المعرض.
ونوه مدير معرض عمان الدولي للكتاب بأنه خلال اختيار دور النشر المصرية للمشاركة تم مراعاة التنوع والإبداع الذي تتميز به مصر حتى تكون هذه المشاركة معبرة عن التاريخ المصري الثقافي العريق.
وقال إنه تم تقسيم المعرض إلى مجموعة من الأقسام تتماشى مع طبيعة دور النشر المشاركة، حيث تم وضع قسم للكتب التي تهتم بالتراث وأخرى تهتم بالشعر، موضحا أن كافة مجالات الكتابة موجودة في هذه الدورة، ومن دور نشر متنوعة على مستوى العالم العربي، حيث حرصت إدارة المعرض خلال هذه الدورة على التنوع بين دور النشر المختلفة وكذلك تنوع المواد وحداثتها، موضحا أن هناك دور نشر وضعت مواد علمية وأدبية جديدة تم إضافتها في المعرض من أجل إطلاع المواطن الأردني والعربي عليها.
وأوضح أبو فارس أن معرض عمان للكتاب هذا العام يشارك فيه 400 دار نشر محلية وعربية ودولية من 22 دولة، لافتا إلى أنه يصاحب هذه المشاركة برنامج ثقافي متنوع أعدته اللجنة الثقافية يشتمل على ندوات ثقافية، وأمسيات شعرية وقصصية، وأنشطة ترفيهية، وقراءات قصصية للأطفال واليافعين.
ولفت إلى أنه سيتم استضافة، وعلى مدار أيام المعرض، مبدعين أردنيين وعرب، مشيرا إلى أن المعرض يحتفي بالأديب والكاتب الدكتور وليد سيف الذي تم اختياره كشخصية المعرض الثقافية لما قدمه من أعمال أدبية ودرامية متميزة.
وحول تغيير مكان إقامة المعرض هذا العام وإقامته في أحد "المولات" وسط العاصمة الأردنية عمان، قال أبو فارس إن إدارة المعرض أجرت محاولة تغيير خلال هذه الدورة للمعرض من خلال إقامته في "مول" تجاري بوسط العاصمة، من أجل إضافة تقليد جديد لزوار المعرض، معربا عن أمله في أن تنجح هذه التجربة، وإن كانت المؤشرات تقول ذلك من خلال زيادة عدد الزوار منذ افتتاح المعرض رسميا.
ونوه بأن هذه الدورة تعد الأولى بعد أن أصبح فيروس كورونا أمرا عاديا يتم التعامل معه باعتباره فيروس نتعايش معه كغيره من الفيروسات، مشيرا إلى أن هناك حالة من الرغبة في الشارع الثقافي الأردني في المشاركة في المعرض والمساهمة في نجاحه.
وعن أهم التحديات التي تواجه دور النشر العربية حاليا، قال مدير معرض عمان الدولي للكتاب، إن القرصنة تعد من أبرز التحديات التي تواجه الكتاب والمبدعين العرب حاليا وربما في العالم أجمع، محذرا من استمرار هذه الظاهرة وتداعياتها على صناعة الثقافة والنشر.
وشدد على ضرورة التحرك العربي لوضع آليات مشتركة لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة، والتي تتسبب في انهيار هذه الصناعة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها العالم حاليا، مؤكدا أن هذه الظاهرة يعاني منها كافة الكتاب العرب وعليه يجب التحرك الفوري.
وبشأن وجود الكتاب الإلكتروني ومن ثم الاستغناء عن الكتاب الورقي، أعرب أبو فارس عن احترامه للتكنولوجيا الموجودة حاليا وتأثيرها على قطاع النشر، مؤكدا أن هناك رغبة في إحياء الكتاب الورقي مرة أخرى؛ ما يتطلب مساندة ودعم وتشجيع دور النشر.
يذكر أن فاعليات معرض عمان الدولي للكتاب في دورته 21 انطلقت الخميس الماضي تحت رعاية الملك عبد الله الثاني، ينظمه اتحاد الناشرين الأردنيين بالتعاون مع وزارة الثقافة، وأمانة عمان الكبرى، في المركز الأردني للمعارض الدولية، تحت عنوان "القدس عاصمة فلسطين"، فيما تستمر فعالياته حتى العاشر من سبتمبر الجاري.