الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

التحصين سلاح حصار "الحمى القلاعية".. آلاف المواشي في "سوق المستريح" بأسوان نشرت العدوى.. الحملة القومية الثانية ضد العدوى تستهدف 8 ملايين رأس ماشية.. وخبير بيطري: ضرورة فرض حجر صحي لكامل مساحة السوق

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تستمر الحملة القومية الثانية لتحصين المواشي ضد الحمى القلاعية وحمى الوادي المتصدع التي انطلقت في منتصف شهر يوليو الماضي في معظم المحافظات، للحفاظ على الثروة الحيوانية من هذه الأمراض الخطيرة، حيث تستهدف الحملة الثانية تطعيم 8 ملايين رأس ماشية من جميع محافظات الجمهورية.

وكانت الحملة القومية الأولي التي انطلقت في منتصف فبراير العام الماضي واستمرت حتي الثلث الأخير من ديسمبر نفس العام   استهدفت 6.5 مليون رأس ماشية منها 3 مليون و630 ألف رأس ضد الحمى القلاعية و3 مليون و250 ألف رأس ضد حمى الوادي المتصدع، وذلك حسب تصريحات سابقة لوزير الزراعة، السيد القصير. 

وفي السياق ذاته، تسبب “سوق المستريح” الذي أقيم على مساحة 10 أفدنة في مركز إدفو بمحافظة أسوان في نشر عدوى الإصابة بالحمى القلاعية وحمى الوادي المتصدع  في محافظات أسوان والأقصر وقنا بصورة أسرع وبأعداد أكبر  من الموجات الأولى لانتشار المرض، حيث ساهم هذا السوق الذي أقامه مستريح المواشي المعروف بـ"مصطفى البنك" والذي جمع آلاف الرؤوس من مختلف المواشي بالنصب والاحتيال على بعض الأهالي الذين كانوا يحلمون بالثراء السريع واستثمار أموالهم معه قبل القبض عليه.

بعد انتشار الإصابة.. علامات توضح الفرق بين اللحوم السليمة وا | مصراوى

وتواصلت "البوابة نيوز" مع عدد من المتضررين من سوق المستريح والحمي القلاعية، وكانت البداية من  الدكتور حسام نصار، صاحب مزرعة بمركز إسنا بالأقصر، حيث قال إن سوق المستريح ساهم بشكل كبير في نقل عدوى "الحمى القلاعية" من الحيوانات المصابة للحيوانات السليمة لأن السوق الذي أقيم على مساحة 10 أفدنة بأدفو لم يكن يخضع للرقابة، إلى جانب أن غالبية العاملين في السوق لم تكن لديهم أي خبرة بأمراض الحيوانات، خاصة بعد ظهور هذه الأعراض على رؤوس المواشي التي نفقت وتم التخلص منها بطريقة غير سليمة عن طريق رميها في المصارف أو الترع وكذلك حواف الطرق.

وأوضح نصار، أن السوق جمع غالبية أنواع المواشي مثل الأبقار والجاموس والجمال والأغنام والماعز وغيرها، حيث تحول السوق من سوق يومي إلى حظائر دائمة يفتح أبوابه بشكل يومي للتجار من جميع أنحاء الجمهورية، مشيرًا إلى أن الآلاف من هذه الحيوانات تم بيعها لتجار من قنا وسوهاج والأقصر وذلك لقربها جغرافيًا من موقع السوق وذلك قبل اكتشاف أمره والقبض عليه ومصادرة هذه الحيوانات وبيعها في مزادات لصالح من تم التغرير بهم من الأهالي. 

وأضاف نصار، أن جهود الدولة بإطلاق الحملة الثانية لتحصين المواشي ضد حمى الوادي المتصدع والحمى القلاعية ساهم بشكل كبير في حصار المرض وعدم انتشاره بالصورة التي تهدد الثروة الحيوانية.

ويقول بركات عبد اللطيف، مزارع من محافظة قنا: "اشتريت 5 عجول بحوالي 45 ألف جنيه من تاجر كان قد عرضها عبر النت وبعد استلامها ودفع الثمن تبين إصابتها بالحمى القلاعية، حيث جرى عزل هذه العجول عن باقي الحيوانات وأقر الطبيب البيطري بإصابة هذه العجول جميعًا بالحمى القلاعية، حيث نفقت ثلاثة عجول منها في فترات قليلة على الرغم من حقنها بالأدوية اللازمة، وبالتواصل مع التاجر تبين أنه لم يكن على علم بأن هذه العجول من سوق المستريح".

فيما يوضح عبد الله محمد، مزارع بمركز قوص بقنا: "اشتريت بقرتين من سوق المستريح في مركز ادفو وذلك عقب زيارتين للسوق والذي لوحظ فيه انخفاض أسعار الحيوانات عن باقي الأسواق على مستوى الجمهورية بحوالي 20% بالنسبة للشراء وارتفاعها بنسبة مماثلة بالنسبة للبائعين الذين كانوا يتسلمون أموالهم بعد فترة زمنية يحددها التجار التابعين لمصطفى البنك مستريح المواشي بأسوان قبل القبض عليه".

ويتابع لـ"البوابة نيوز": "اكتشف إصابة البقرتين بعد أسبوع من نقلهما بعد امتناعهما عن تناول الأكل وظهور تغيرات على الجلد، وتبين إصابتها بالحمى القلاعية حيث أمر البيطري بعزلهما عن باقي الحيوانات، لكن المشكلة أن المرض انتقل لأكثر من رأس من المواشي وتسبب في خسارتي حوالي 250 ألف جنيه خلال أسبوعين".

وأضاف عبد الله: "سوق المستريح بأدفو لم يكن سوقًا بالمعنى المعروف فقد تحول السوق إلى حظائر حيوانات جمع في الفترة الأولى آلاف الرؤوس التي جرى الاتجار فيها وتم نقلها خارج محافظة أسوان واشتراها تجار من مختلف المحافظات، مشيرًا إلى أن الجهات المعنية بأسوان تنبهت لخطورة هذا السوق عقب إلقاء القبض على المستريح، واتخاذ قرار عدم نقلها خارج المحافظة".

الحمى القلاعية».. تعرف على أعراض «الفيروس» وخسائره | المصري اليوم

جدير بالذكر، أن وزارعة الزراعة أطلقت الحملة القومية الثانية للتحصين ضد الحمى القلاعية وحمى الوادي المتصدع على مستوى الجمهورية وجرى خلالها تنفيذ الإجراءات الوقائية والاحترازية بجميع لجان التحصينات، إضافة إلى التقصي والترصد الوبائي بجميع اللجان، وتوعية المربين بأهمية وضرورة تحصين الحيوانات القابلة للإصابة ضد مرضى الحمى القلاعية وحمى الوادي المتصدع، حرصا على صحة وسلامة الحيوانات الخاصة بهم، وتوعيتهم بخطورة هذه الأمراض.

وتعد الحمى القلاعية أخطر الأمراض التي تصيب الحيوانات وتسبب خسائر كبيرة للمربين  منذ عام 2006 عبر صفقة حيوانات اثيوبية، بحسب تقرير رسمي لوزارة الزراعة، حيث يصيب المرض الجهاز التنفسي للحيوان ويصيب عضلة القلب ويتسبب في ضعف عام وهزال للحيوان، كما يتسبب في نقص شديد في كمية الالبان، وينتقل المرض للحيوانات السليمة بعد مخالطتها للحيوانات السليمة.

 

من جانبه، يقول محمد صدقي، طبيب بيطري بمحافظة قنا، إن الحمي القلاعية ظهرت منذ أزمة عام 2006 وتسببت في خسائر بالجملة لكن لم تعد بنفس القوة إلا في عام 2012 حيث نفقت 25 ألف رأس ماشية معظمها من الأبقار والجاموس ثم عاودت الظهور في الربع الأول من العام الجاري حيث بدأت من الجنوب مع التزامن مع عيدي الفطر والأضحى المبارك.

وتابع لـ"البوابة نيوز": المرض سريع الانتشار والأسواق غالبا ما تشكل بؤر انقال هذا المرض وهناك عوامل أخرى ساهمت في انتشار المرض هذه المرة منها السوق الذي جرى تشييده في ادفو وجمع خلاله أحد التجار المتورطين في النصب على الأهالي آلاف الرؤوس ما ساهم في انتشار وانتقال المرض للعديد من المناطق.

وأوضح صدقي، أن التجار كانوا يأتون من جميع المناطق للاستفادة من فروق الأسعار والتي تتراوح بين 20 ــ إلى 30% للبيع والشراء مقارنة بمختلف الأسعار على مستوى الجمهورية، حيث كانت عملية الشراء والبيع من قبل المسئولين عن هذا السوق تتم عن طريق ما يعرف بالوعدة، أي الوعد بدفع سعر الحيوان بسعر أعلى من سعره الحقيقي بالقيمة المذكورة في موعد يتم تحديده بالتراضي بين الطرفين ويتراوح بين شهر إلى 45 يومًا، مقابل الشراء بالقيمة العالية، حيث يحدث العكس عند عرض هذا الحيوان للبيع مرة أخرى بأقل من سعره بنفس النسبة.

 

وفي نفس السياق، أكد الدكتور شعبان درويش، خبير بيطري ومدير سابق لمجازر السويس، ضرورة الوقوف بحزم أمام هذه الجرائم التي تؤثر علي الثروة الحيوانية بشكل مباشر في البلاد وتكثيف الجهود لتوعية المواطنين حول خطورة الحمى القلاعية ليس فقط على الرأس المصابة بالمرض ولكن على باقي الحظيرة حيث تعتبر الحمى القلاعية من أكثر الأمراض الفيروسية انتشارًا على الإطلاق. 

وأضاف درويش لـ"البوابة نيوز": على الدولة فرض وتسهيل  التطعيم على كافة مربيين المواشي في مصر مع منح مجانتيها لصغار الفلاحين، واستمرار تحصيل تكلفتها من أصحاب المزارع الكبيرة والمتوسطة، مع التنبيه من خلال منصات وزارة الزراعة في مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات التلفزيونية وكذلك في الجمعيات الزراعية المنتشرة في البلاد إلي ضرورة التحصين واهميته ومدي فعاليته للحد من انتشار المرض. 

وبالعودة إلي مستريح أسوان، نوّه الخبير البيطري، إلى ضرورة فرض حجر صحي لكامل مساحة السوق وكذلك تتبع الحيوانات التي تم بيعها إن توافرت إمكانية ذلك ويمكن الاكتفاء بنشر تحذيرات وتعليمات للمربين لعزل  فوري للحيوانات المصابة عن باقي الحيوانات في الحظيرة وخصوصًا صغار السن.