قررت لجنة تنسيق شئون الأمن بولاية الخرطوم في السودان حظر التجوال في مدن «الدمازين» و«الروصيرص» بولاية النيل الأزرق ابتداءً من الثامنة مساءً حتى الخامسة صباحًا، كما أصدرت اللجنة قرارات بمنع التجمعات، وتشكيل لجنة تحقيق من الأجهزة الأمنية والعسكرية والنيابة العامة للتحقيق في أسباب تجدد القتال هناك.
كما قررت اللجنة، خلال اجتماعها اليوم /السبت/، التعامل بحزم وحسم مع أي مظهر من مظاهر الانفلات الأمني، وتجهيز قوات مشتركة والدفع بها لتأمين منطقة الشيخ الأمين والطرق المؤدية لها تحسبا لأي انفلات أمني قد يحدث من بعض المتفلتين لخلق فتنة قبلية بين مكونات المجتمع المحلي المتسامح المتماسك بولاية النيل الأزرق التي شهدت أحداثا مؤسفة على خلال اليومين الماضيين، قتل خلالها 18 شخصا وأصيب العشرات.
وناشدت اللجنةُ الأعيانَ والشيوخَ بولاية النيل الأزرق تحكيم صوت العقل وتفويت الفرصة على المتربصين ودعاة الفتنة والمحافظة على أمن وسلامة المواطنين بالمنطقة، مقررة منع قيام احتفال قبيلة المغاربة المقرر له اليوم /السبت/ بمنطقة الشيخ الأمين بمحلية شرق النيل في ظل التوترات التي تشهدها المنطقة بين بعض منسوبي القبيلتين حفاظا على أرواح المواطنين مع اتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة لذلك.
وكان تجدد النزاع الأهلي في ولاية النيل الأزرق في السودان قد أدى إلى مقتل أكثر من 17 قتيلا، إضافةً إلى عدد غير معروف من الجرحى والنازحين.
وكان أكثر من مائة شخص قد قُتلوا في مناطق «الدمازين» و«الروصيرص» و«ود الماحي» في ولاية النيل الأزرق، جنوب شرقي البلاد، خلال يوليو الماضي.. فيما جُرح الآلاف وأُحرقت آلاف المنازل، إثر اندلاع نزاع على ملكية الأرض وحق تعيين إدارات أهلية بين المجموعات السكانية في المنطقة.
ووقّعت الأطراف الأهلية المتقاتلة مطلع أغسطس الماضي على اتفاقية لوقف الأعمال العدائية تحت رعاية قوات «الدعم السريع»، تضمنت منع خطاب الكراهية، واستعادة الأمن والسلام في المنطقة.
ونصّت الاتفاقية أيضًا على عقد مؤتمر صلح بين المجموعات التي تسكن الإقليم، يحفظ الأرواح والأموال الخاصة بالمواطنين دون تمييز، وتتعهد خلاله أجهزة الدولة بدعم عمليات السلام والتعايش السلمي. لكن الاتفاقية سرعان ما انهارت وتجدد القتال أمس الخميس.
وأعلنت لجنة أمن ولاية النيل الأزرق، في بيان اليوم، أن أحداث العنف الأهلي بين مجموعتي الـ«هوسا» والـ«أنقسنا» تجددت في منطقة «قنيص شرق» ومجمع طيبة الإسلامي، دون أسباب واضحة، وراح ضحية تجدد الأحداث 18 قتيلا وعشرات الجرحى، وذلك بالتزامن مع العمليات الحكومية لإعادة مئات الأسر من النازحين إلى مساكنهم التي فروا منها خلال النزاع الأهلي الذي اندلع في يوليو الماضي.