لياو ليتشيانغ
السفير الصينى بالقاهرة
في وقت سابق، ترأس عضو مجلس الدولة وزير الخارجية وانغ يي، اجتماعا تنسيقيا بشأن تنفيذ نتائج المؤتمر الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي، كما حضر اللقاء عبر رابط الفيديو وزراء الخارجية من الدول الأفريقية المعنية، بما في ذلك وزير الخارجية المصري شكري، وقادة الاتحاد الأفريقي.
تبادلت الأطراف المشاركة وجهات النظر حول التنفيذ الكامل لنتائج المؤتمر الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي والتعزيز المتعمق للتعاون الودي بين الصين وأفريقيا؛ وتم التوصل إلى توافق في الآراء بشأن الإسراع ببناء مجتمع صيني أفريقي ذي مستقبل مشترك في العصر الجديد، وتعزيز وحدة وتعاون البلدان النامية، ومواصلة صقل "العلامة الذهبية المميزة " لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي، وفي النهاية اعتمد الاجتماع بالإجماع البيان المشترك.
بعد أكثر من نصف عام على اختتام المؤتمر الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي، وعلى الرغم من أن الوضع الدولي آخذ في التغير، والتحديات العالمية تظهر واحدة تلو الأخرى، وتطفو بعض الاضطرابات الخارجية من حين لآخر على السطح، ومع ذلك الصين وأفريقيا لا تزالان مصممتين ومخلصتين ومتحدتين لتحقيق التعاون فيما بينهما، كما أن تنفيذ نتائج الاجتماع يسير بشكل جيد، مما يعود بفوائد ملموسة على الشعوب الأفريقية.
لطالما دعمت الصين وأفريقيا بعضهما البعض ودافعتا بشكل مشترك عن العدالة الدولية. في مواجهة كل أنواع التعدي في عالم اليوم، تقف الصين وأفريقيا دائما جنباً إلى جنب. إننا نقدر تمسك الدول الأفريقية الثابت بمبدأ الصين الواحدة ودعمها الثابت للصين في حماية السيادة الوطنية والأمن ووحدة أراضيها. كما تحافظ الصين على تحقيق العدالة للأخوة والأخوات الأفارقة في مناسبات متعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة، وتعارض أي تدخل واي عقوبات أحادية الجانب ضد أفريقيا. لقد أصبح التضامن والتعاون بين الصين وأفريقيا أساسًا لحماية الحقوق والمصالح المشروعة للدول النامية، وكذلك حماية مقاصد ميثاق الأمم المتحدة، وحماية التعددية والإنصاف والعدالة الدولية.
ستواصل الصين التمسك بمبادئ سياسة الصين تجاه افريقيا التي طرحها الرئيس شي والمتمثلة في مبادئ الإخلاص والنتائج الحقيقية والصداقة والتقارب وحسن النية ومبدأ السعي لتحقيق منافع أفضل والمصالح المشتركة؛ وسنكون شركاء مع أفريقيا يحترم بعضنا البعض، ونتعامل على قدم المساواة وبإخلاص، وسندعم بقوة الدول الأفريقية لتختار طريقها ومسيرة التنمية خاصتها،وتحقيق التقدم والتحسن الذاتي.
إن الجانب الصيني يدعم انضمام الاتحاد الأفريقي إلى مجموعة العشرين، كما وتدعم الصين أوغندا في استضافة الاجتماع الجديد الرفيع المستوى لحركة عدم الانحياز، والصين مستعدة للعمل مع الجانب الأفريقي لتعزيز المبادئ الخمسة للتعايش السلمي والممارسة الحقيقية لتعددية الأطراف، والعمل المشترك على حماية الحقوق والمصالح المشروعة للدول النامية.
تنظر الصين دائما إلى احتياجات إفريقيا كنقطة انطلاق لتعاونها مع إفريقيا، وتعمل على التركيز بشكل مشترك على التعاون الإنمائي.
تعمل الصين وأفريقيا على تعزيز التعاون في بناء البنية التحتية بشكل مطرد؛ فمنذ المؤتمر الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي، تمت أعمال إنشاء جسر فانغيوني السنغالي، طريق مطار كينيا السريع، طريق كريبي- لولابي السريع في كريبي الكاميرون، أول سكة حديد مكهربة في مصر،وغيرها من المشاريع الكبرى التي ستعزز بشكل فعال عملية التصنيع في أفريقيا.
لقد قدمت الصين 3 مليارات دولار من أصل 10 مليارات دولار من التسهيلات الائتمانية التي تعهدت بها للمؤسسات المالية الأفريقية، وقروض بنحو 2.5 مليار دولار لمشاريع رئيسية في أفريقيا.
كما وقد دفعت الصين بأكثر من ملياري دولار أمريكي لحصص تمويل التجارة لأفريقيا من أصل قيمة 10 مليارات دولار أمريكي.وقد بلغ إجمالي الواردات من أفريقيا 70.6 مليار دولار في 7 أشهر؛ كما واستثمرت الشركات الصينية بقيمة 2.17 مليار دولار أمريكي في إفريقيا.كما وتستعد الصين لمنح 10 مليارات دولار من احتياطيها لدى صندوق النقد الدولي إلى الدول الأفريقية .
لقد عزز التمويل الصيني لأفريقيا بشكل فعال التنمية الاقتصادية، وزيادة الضرائب، وزيادة العمالة، وتحسين معيشة الشعوب في البلدان المعنية، مما جلب فوائد ملموسة للشعب الأفريقي.
لقد تميز التعاون المالي بين الصين وأفريقيا والممارسات التجارية بالشفافية واحترام رغبات الدول الأفريقية.
فيما يخص مجال التعاون التمويلي مع أفريقيا، تلتزم الصين دائمًا بمبادئ المساواة والانفتاح والشفافية، بما يتماشى مع الممارسات التجارية والممارسات الدولية المشتركة، ويتم التفاوض على الاتفاقات المتعلقة بالعقود التجارية وعقود القروض بين الصين وأفريقيا على قدم المساواة من قبل الطرفين وتتوافق مع قوانين وأنظمة البلد المضيف. في الوقت نفسه، تحترم الصين دائمًا سيادة الدول الأفريقية والإجراءات القانونية الوطنية بشأن مسألة شفافية الديون.
في بعض البلدان الأفريقية، يجب مراجعة نص اتفاقية القرض ذات الصلة من قبل البرلمان، ويتم الكشف عن شروط القرض الصيني بالكامل للأنظمة التي تمثل الرأي العام.حتى لو كانت بعض نصوص الاتفاقيات لا تتطلب مداولات برلمانية، فإننا نحترم تمامًا الإجراءات الداخلية للدول الأفريقية، ولا نتدخل أبدًا.
لم تفرض الصين أبدًا أي شروط سياسية في اتفاقيات القروض، لم تجبر أي دولة أفريقية على الاقتراض، ولم تفرض أبدا أية ديون على أي دولة أفريقية، كما ولم تواجه أي دولة أفريقية صعوبات في الديون حيال تعاونها التمويلي مع الصين.
لطالما التزمت الصين بمساعدة إفريقيا في تخفيف ضغط أعباء الديون. واعلنت الصين أنها ستتنازل عن 23 قرضا بدون فوائد لـ 17 دولة أفريقية كان أجل استحقاقها نهاية عام 2021؛ جاء ذلك على هامش اجتماع المنسقين بشأن تنفيذ إجراءات متابعة المؤتمر الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي.
ستواصل الصين مشاركتها النشطة في تشييد البنية التحتية الرئيسية في إفريقيا من خلال التمويل والاستثمار والمساعدة وغيرها. في الوقت نفسه، ستواصل الصين زيادة حجم الواردات من أفريقيا، ودعم تنمية الزراعة والتصنيع في إفريقيا، وتوسيع التعاون في الصناعات الناشئة مثل الاقتصاد الرقمي، والرعاية الصحية، والصناعات الخضراء منخفضة الكربون.
في وقت سابق، طرح الرئيس شي جين بينغ مبادرة التنمية العالمية تركز على المطالب المشتركة للدول النامية، وأعلن عن ترقية "صندوق مساعدة التعاون فيما بين بلدان الجنوب" إلى "صندوق التنمية العالمية والتعاون فيما بين بلدان الجنوب"، وتخصيص المزيد من الموارد المالية له.
بدأت الصين في بناء مركز معلومات لمشروعات التنمية العالمية، والبلدان الأفريقية مرحب بها لتقديم طلبات المشاريع،وسنصدر خطة عمل التنمية المشتركة بين الصين وأفريقيا في الوقت المناسب.
لقد أولت الصين اهتمامًا كبيرًا لحل المشكلات الملحة للأخوة الأفارقة، وتعاونت مع الدول الأفريقية لبناء حاجزًا صلبًا ضد الوباء و الاستجابة لأزمة الغذاء العالمية.
قدمت الصين 189 مليون جرعة من لقاحات كوفيد-19 إلى 27 دولة أفريقية، وفي الوقت نفسه، وصلت قدرة إنتاج اللقاحات محليا في إطارالتعاون مع الشركاء الأفارقة إلى حوالي 400 مليون جرعة سنويا.
ومن المتوقع أن يكتمل مشروع المقر الرئيسي للمراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها بمساعدة الصين في أوائل العام المقبل.
ومنذ العام الحالي، وقعت الصين مع عدد ١٢ دولة أفريقية من "البلدان الأقل نمواً"، لإلغاء الرسوم الجمركية على 98 في المئة من المنتجات الخاضعة للضريبة. كما قدمت الصين مساعدات غذائية طارئة لجيبوتي والصومال وإريتريا وغيرها. ودخلت دفعة جديدة من المنتجات الزراعية الأفريقية السوق الصينية عبر "القناة الخضراء". وتم الانتهاء من أول أربعة "مراكز مشتركة بين الصين وإفريقيا للتدريب والتبادل التكنولوجي الزراعي الحديث". كما زادت الشركات الصينية من حجم استثماراتها الزراعية في أفريقيا، ووسعت نطاق زراعة الحبوب، مما ساعد المزارعين الأفارقة لإيجاد فرص عمل، والتخلص من الفقر، وتحقيق الثراء من خلال حملة "مائة مؤسسة وألف قرية".
في الوقت نفسه، قررت الحكومة الصينية تقديم دفعة أخرى من المساعدات الغذائية الجديدة إلى 17 دولة أفريقية هذا العام، وتشجيع المزيد من الشركات على الاستثمار في الإنتاج الزراعي الأفريقي والارتقاء به لمساعدة إفريقيا على تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي.
تمسكت الصين دائما بالنتائج المربحة للجانبين، وعززت التنمية الصحية للتعاون الدولي مع أفريقيا.
ترحب الصين بمواصلة المجتمع الدولي في رعاية أفريقيا ودعمها، كما أننا على استعداد للقيام بتعاون ثلاثي أو متعدد الأطراف في أفريقيا بموافقة الأشقاء الأفارقة.
ما تحتاجه أفريقيا هو بيئة سلمية وودية للتعاون، وليس عقلية الحرب الباردة التي تخسرها انت وأفوز أنا، أن ما ترحب به إفريقيا هو التعاون متبادل المنفعة الذي يعود بالنفع على عامة الناس، وليس لعبة القوى العظمى المتمثلة في المنافسة الجيوسياسية.
كدولة أفريقية رئيسية، لعبت مصر دائمًا دورًا رائدًا فريدًا ونموذجيًا في تعزيز تنمية العلاقات الصينية الأفريقية وساهمت بشكل كبير في بناء منتدى التعاون الصيني الأفريقي.
لقد أعرب الرئيس السيسي أن مصر مستعدة لمواصلة لعب دورها، وتعزيز الوحدة والتعاون بين الحكومتين المصرية والصينية وبين شعبي البلدين، لتصبح جسرا يربط بين الصين وإفريقيا.
وقال وزير الخارجية شكري في اجتماع المنسقين إنه منذ إنشاء منتدى التعاون الصيني الأفريقي، أصبحت العلاقات الإفريقية الصينية من أهم الشراكات في إفريقيا، كما أصبح المنتدى منصة رئيسية لتنسيق التعاون الثنائي في مختلف المجالات. بحكم موقعها الجغرافي المميز، مصر على استعداد لمواصلة لعب دور الجسر الذي يربط بين أفريقيا والصين، وتدعم الصين للتعاون الوثيق مع الدول الأفريقية لمواجهة التحديات بشكل مشترك.
إن الصين مستعدة للعمل مع الدول الأفريقية بما في ذلك مصر لإبراز العلامة الذهبية لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي، وقيادة التعاون الصيني الأفريقي للتطور في مجال أعلى جودة وعلى نطاق أوسع.
إننا على ثقة أن الصداقة بين الصين وأفريقيا ستتمكن من الصمود أمام الاختبارات المختلفة وستتغلب على العواصف والصعوبات ،وستظل العمود الفقري للتعاون بين الجنوب والجنوب ونموذجا يحتذى به في العلاقات الدولية.