عبر الكاتب البريطاني أليكس لوسن، عن اعتقاده أن قرار روسيا بقطع واردات الغاز بالكامل عن قارة أوروبا الذي اتخذته منذ ساعات قليلة يأتي كرد فعل على قرار مجموعة الدول الصناعية السبع مساء أمس الجمعة بوضع حد أقصى لسعر النفط الروسي، وهو القرار الذي تعترض عليه موسكو بالكامل وترفض الالتزام به.
وأشار الكاتب، في مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، اليوم السبت، إلى أنه كان من المفترض أن تستأنف روسيا عمليات ضخ الغاز لألمانيا فجر اليوم السبت من خلال خط أنابيب "نوردستريم-1" بعد توقف دام ثلاثة أيام لإجراء أعمال صيانة ولكنها عادت وأعلنت في أعقاب قرار مجموعة الدول الصناعية السبع، قطع واردات النفط بالكامل عن ألمانيا ولأجل غير مسمى عبر خط الأنابيب.
وأوضح الكاتب في مقاله أن قرار مجموعة الدول الصناعية السبع، والذي يهدف إلى تقليص عوائد صادرات النفط الروسية لمنع موسكو من تمويل العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، دفع روسيا إلى إعلان توقف واردات النفط بالكامل عبر خط الأنابيب الرئيسي الوحيد لإمداد قارة أوروبا بالغاز الروسي والمسئول عن توصيل ما يقرب من 55 مليار متر مكعب من الغاز لأوروبا سنويا.
وعبر الكاتب عن اعتقاده أن استمرار تدفق الغاز الروسي لقارة أوروبا يمثل أهمية قصوى لجميع الدول أوروبا لتجنب أزمة طاقة حادة ولا سيما مع قدوم فصل الشتاء، خاصة أنها تعتمد بشكل كبير على واردات الطاقة الروسية في توفير احتياجاتها من مواد الطاقة.
وقال الكاتب إنه بعد ساعات قليلة من إعلان قرار مجموعة الدول الصناعية السبع قامت روسيا بإصدار بيان تعلن فيه توقف عمليات ضخ الغاز عبر "نوردستريم-1" لأجل غير مسمى بسبب مشكلات فنية في أحد التوربينات الرئيسية والمسئول عن ضخ الغاز من غرب روسيا إلى ألمانيا.
وأضاف أنه في الوقت الذي تتهم فيه الدول الغربية روسيا باستخدام موارد الطاقة كسلاح ضد الدول الغريبة منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا وفرض عقوبات دولية على موسكو مما أدى إلى حدوث أزمة طاقة عالمية، تتهم روسيا الدول الغربية بأنها السبب في تعطيل واردات الغاز للدول الأوروبية بسبب العقوبات المفروضة على موسكو.
ويرى الكاتب أن قرار روسيا الأخير بقطع واردات الغاز بالكامل عن القارة الأوروبية يضيف مزيدا من المخاوف لدى الدول الأوروبية، ولا سيما ألمانيا، بشأن الوفاء باحتياجاتها من مواد الطاقة مما يدفعها إلى اتخاذ مزيد من إجراءات التقشف لترشيد استهلاك الطاقة في ظل تلك الظروف القاسية، كما أنه يعيق جهود الدول الأوروبية الحالية لملء خزاناتها من الوقود تحسبا لفصل شتاء قارس البرودة، موضحا أن ألمانيا تمكنت حتى الآن من ملء نحو 84 % فقط من خزانات الوقود لديها.
