أكد الكاتب البريطاني باتريك وينتور، أن الصراع الدائر في الوقت الراهن بين روسيا والدول الغربية على خلفية الحرب الروسية في أوكرانيا بدأ يشتعل ويتسع نطاقه ولاسيما بعد قرار مجموعة الدول الصناعية السبع بوضع حد أقصى لسعر الغار الروسي مما دفع موسكو إلى إعلان قطع إمدادات الغاز بالكامل عن قارة أوروبا لأجل غير مسمى.
وأشار الكاتب في مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أن حرب الغاز بين روسيا والغرب استعر أوارها بعد أسابيع طويلة من التوتر المحتدم بين الطرفين، مضيفًا أن تلك الحرب تحمل الكثير من النذر السيئة في ظل سعي الغرب لتقليص عوائد روسيا من صادرات الغاز لعرقلة تمويلها للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا بينما تسعى موسكو إلى حرمان قارة أوروبا بأسرها من الغاز الروسي.
ويشير الكاتب أن هذا الصراع الذي لا يمكن التنبؤ بنتائجه يدفع كلا الطرفين إلى اللجوء لاستخدام أسلحة غير تقليدية ومنها الحرب الاقتصادية مما يؤدي إلى اتساع نطاق تلك الحرب لتشمل قطاعات أخرى خارج ميدان القتال على الأرض.
ويرى الكاتب أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقرارته تلك يختبر مدى صلابة الدول الغربية في تحمل عواقب مواقفها المساندة لأوكرانيا والتي قد تصل إلى قطع الكهرباء عن أوروبا بالكامل.
ويوضح الكاتب أن قرار روسيا بقطع واردات الطاقة عن قارة أوروبا يأتي كرد فعل بعد ساعات قليلة من قرار مجموعة الدول الصناعية السبع بتحديد سعر النفط الروسي لتقليل عوائد روسيا من صادرات النفط والتي تستخدمها في تمويل الحرب في أوكرانيا.
ويضيف الكاتب أن انخفاض واردات الطاقة للدول الأوروبية في الفترة السابقة لم ينجح في تقليص عوائد صادرات النفط الروسية في ظل الارتفاع الرهيب في أسعار الطاقة على مستوى العالم.
ويرى الكاتب أن نجاح تنفيذ قرار مجموعة الدول الصناعية السبع يتوقف على مشاركة دول أخرى محايدة مثل الهند حتى لا تجد روسيا أسواقًا بديلة لصادراتها من النفط.
ويشير الكاتب إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مازال لديه العديد من أوراق الضغط في مواجهة الدول الغربية، موضحًا أن تخفيض واردات الطاقة الروسية لدول أوروبا في الفترة السابقة أدي إلى ارتفاع غير مسبوق في أسعار الطاقة في العالم.
واختتم الكاتب مقاله بقوله إن السؤال الذي يطرح نفسه في الوقت الراهن هو هل سيستمر بوتين في التلاعب بجميع الدول الأوروبية من خلال التهديد من وقت لآخر بخفض إمدادات الطاقة أم أنه سوف يتخذ قرارًا نهائيًا بقطع إمدادات الطاقة بالكامل عن القارة الأوروبية.