الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

تحالف روسى مالى ضد الإرهاب يقلق الغرب

مالي - أرشيفية
مالي - أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يواصل الجيش المالي المدعوم حاليا من قوات أجنبية روسية، مواجهاته ضد الجماعات الإرهابية، حيث تشهد العلاقات الثنائية بين مالي وروسيا تطورا كبيرا خاصة بعد انسحاب القوات الفرنسية من البلاد وانتهاء عملية برخان العسكرية، وهو ما أزعج القوات الألمانية وجعلها تعلن قبل أيام بعزمها على سحب ما تبقى من قواتها المشاركة في البعثة الأممية في مالي، احتجاجًا على التعاون مع الجيش الروسي على حساب أمن القوات الأممية.


وأشار بعض المراقبين إلى تهديد النفوذ الأوروبي والفرنسي في أفريقيا ومنطقة الساحل الأفريقي خاصة بعد تطور العلاقات المالية الروسية، حيث تسعى الأخيرة إلى إعادة بناء جيش محترف في البلاد، ودعمه بالسلاح والتدريب، وهو ما يثير قلق القوات الأوروبية في المنطقة.
وتعلل ألمانيا بخوفها من قيام الجنود الماليين الذين تلقوا تدريبات على يد قادة ألمان بالتورط في عمليات توصف بالجرائم والاعتداء على حقوق الإنسان بمعاونة القوات الروسية المنخرطة في عمليات عسكرية في البلاد.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسئول في الجيش الألماني أنه إذا حدثت انتهاكات لحقوق الإنسان في سياق العمليات الروسية المالية المشتركة، فلن يكون هناك ما يبرر مشاركة ألمانيا في بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي.
فرنسا لن تترك المنطقة
وخلال زيارته الرسمية للجزائر، التي أجراها في ٢٥ أغسطس الماضي، واستمرت لمدة ثلاثة أيام، تحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن دور بلاده في مكافحة الجهاديين بمنطقة الساحل بصورة عامة. 
ونقلا عن "فرانس ٢٤" فإن ماكرون أكد أن باريس انسحبت من مالي وليس من المنطقة. وقال "ما كانت مالي أن تكون بلدا موحدا اليوم لولا تدخل القوات الفرنسية في الحرب ضد المنظمات الإرهابية التي تهدد كل شعوب وبلدان المنطقة".
وعن تدهور العلاقات الفرنسية مع بعض الدول الأفريقية، أكد أنه باشر سياسة جديدة منذ وصوله لسدة الحكم في ٢٠١٧، مضيفا أن "الأمر هنا يتعلق أيضا بالماضي وأنه يستلزم وقتا من أجل إعادة الثقة، لكن صراحة هناك تلاعب كبير في هذا المجال إذ إن العديد من الناشطين الإسلاميين عدوهم فرنسا".
وتابع الرئيس الفرنسي: "أقول للشباب الأفريقي عدوكم ليس فرنسا. وبهذا الشأن نريد تعزيز الشراكة مع الجزائر، لاسيما عبر الاتفاقات المذكورة".
إعادة التوازن تبدأ من الجزائر
قال الكاتب والمحلل السياسي التونسي نزار الجليدي، إن فرنسا تدرك أن عددا كبيرا من اللاعبين دخلوا على الخط لتوسيع النفوذ في أفريقيا، لذا فهي تأمل أن تتحرك بعقلانية كبيرة، وفي ظل هذه السياسة كانت زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون إلى الجزائر بهدف مساعدته في إعادة التوازن لوجوده في المنطقة.
وأضاف "الجليدي" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن فرنسا لن تتخلى عن الاستعمار فهو في صلب سياستها الخارجية منذ تخليها عن آخر مستعمراتها في أفريقيا، كما أنها لم تنظر يوما لمستعمراتها التي منحتها استقلالا شكليا على أنها دول شريكة إنما تنظر إليها على أنها امتداد جغرافي وحضاري للدولة الفرنسية.
ويعتقد "الجليدي" أن هذه النظرة يمكن ملاحظتها من خلال انزعاج فرنسا من اتجاه مالي لتوسيع علاقاتها مع دول أخرى، كما أنه يمكن فهم مقولة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من الجزائر بالذات أنه لولا فرنسا لما كانت مالي، وأنها لن تترك المنطقة. فالرئيس الفرنسي يعي ما يقول ويقصد بالمنطقة تلك المستعمرات القديمة التي بدأت تخطط بدعم جزائري روسي صيني إلى الاستقلال من الاستعمار الناعم الذي تفرضه عليها فرنسا.
وتابع: ليس عبثا أن يطلق ماكرون تحذيره من الجزائر التي باتت قبلة لدول الساحل الأفريقي وخاصة مالي، وهي اليوم تشكل حلقة وصل مهمة بين هذه الدول وروسيا حتى أن الاجتماعات في هذا الخصوص المعلنة وغير المعلنة تحتضنها الجزائر.
وحول اهتمام فرنسا بنفوذها في باماكو، قال "الجليدي" إن ماكرون يعتبر أن مالي صناعة فرنسية خالصة وأن وجودها العسكري هناك بحوالي ١٠ آلاف جندي فضلا عن قوات خاصة ومخابرات كما يعتبرها مركزا مهما لفرنسا لمكافحة الإرهاب، وبالتالي فالحديث عن انسحاب فرنسي فعلي من مالي وإن خففت باريس وجودها العسكري إلى الحد الأدنى لكنها ستبقى ماسكة بخيوط اللعبة السياسية والأمنية هناك. وهو ما يؤكده الجنرال الفرنسي إتيان دو بيرو قائد قوة برخان في مالي حينما صرح لوكالة الصحافة الفرنسية إن "فرنسا ستكون حاضرة بشكل مختلف". 
وأوضح "الجليدي" أن زيارة الرئيس ماكرون للجزائر لم تنجح في إيصال هذه الرسالة، والجزائريون صموا عليها الآذان وتجنبوا مناقشتها مع ماكرون فهي ورقة الضغط التي لن يتنازل عنها النظام الجزائري في علاقته بباريس.
ولفت الكاتب التونسي إلى أن فرنسا تدرك اليوم أنها تواجه منافسة شرسة على منطقة نفوذها ومستعمراتها القديمة من قبل القوى العالمية، وخاصة روسيا والصين وتركيا وحتى الولايات المتحدة الحليف التقليدي، وبالتالي لا يمكن لفرنسا أن تستمر بعقلية "إما أنا أو لا أحد"، لذلك فهي تتصرف بعقلانية حينا و بتوتر أحيانا خلال إدارة المصالح والصراع في أفريقيا. وفرنسا ليست مستعدة أن تخسر أكثر مما خسرته من المصالح في هذا الصراع بين القوى العالمية الجديدة لهذا يأمل ماكرون من خلال زيارته للجزائر خطب ودها لمساعدته في إعادة التوازن في هذه الحرب الخفية لكن نعتقد أن تصريحه هذا قد يوتر الأجواء أكثر ويعجل برحيل الفرنسيين نهائيا عن مالي ومن الساحل الأفريقي.
المجلس العسكرى فى مالى
أعلن المجلس العسكرى الحاكم فى مالى فى ١ مايو ٢٠٢٢ الانسحاب من اتفاقات الدفاع مع فرنسا، وأدان «الانتهاكات الصارخة» لسيادته الوطنية من قبل القوات الفرنسية هناك، وقال المتحدث العقيد عبدالله مايغا فى بيان متلفز: «منذ فترة، تلاحظ حكومة جمهورية مالى بأسف تدهور عميق فى التعاون العسكرى مع فرنسا».
ونقلًا عن تقرير للمركز الأوروبى لدراسات ومكافحة التطرف، فإن «مايغا» أشار إلى عدة حالات لانتهاك القوات الفرنسية المجال الجوى للبلاد، وقرار فرنسا فى يونيو ٢٠٢١ بإنهاء العمليات المشتركة مع القوات المالية. مع تصاعد التوترات منذ سيطرة المجلس العسكرى فى مالى على السلطة فى أغسطس ٢٠٢٠.
اعترفت الحكومة المؤقتة التى يهيمن عليها الجيش فى مالى مؤخرًا بوجود مدربين روس فى البلاد، وشددت على أنهم حصلوا على نفس التفويض الممنوح لبعثة التدريب التابعة للاتحاد الأوروبي، واتهمت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا ودول أخرى الحكومة المالية المؤقتة بإحضار مرتزقة من شركة فاجنر الروسية، ويتهم الاتحاد الأوروبى «فاجنر» بإثارة العنف وترهيب المدنيين وفرض عقوبات على المنظمة فى ١٣ ديسمبر ٢٠٢١.