سطر جديد من سطور الجرائم الدموية التي تكون بمثابة الفصل الأخير في العلاقات المحرمة غير المقننة في ثوبها الطبيعي والمتعارف عليه بالزواج الرسمي وسط علم الأهل، ففي بداية تلك العلاقات المشبوه يظن العشيقان بأنهما بمأمن وبعيدا عن أعين الناس وينغمثا في الرذيلة وينساقا وراء شهواتهما في طريق الشيطان ضاربين بكل العادات والتقاليد الاجتماعية والديني والأعراف عرض الحائط ولكن النهاية تكون مفجعة فطريق الحرام دائمآ ما ينتهي بجريمة دموية وأكثر شراسة وتمثيل بالجثمان ينتقم فيها طرف من آخر ويكون أحدهما تحت التراب وطبلية عشماوي تنتظر الآخر.
فتاة في عقدها الثاني خانت الحرية التي أعطتها لها أسرتها وسارت وراء شهوتها وأسلمت نفسها للشيطان الذي هيئ لها بأنها سوف تستطيع فيما بعد إصلاح ما أفسد ولكن هيهأت، وتعرفت علي عاطل يكبرها بعدة أعوام والذي أكمل النقص والفراغ اللذان تعاني منهما الفتاة حتي أمتلك قلبها وعقلها وسلمته مفاتيح جسدها ليغوصا في بحر الحرام، مواعدا أياها بأنه سوف يتزوجها عقب حصوله علي عمل وتحسن ظروفه المادية حتي شعرت الفتاة بشئ يتحرك داخل أحشائها وعلمت بحملها منه سفاحا.
استر عليا يستر عليك ربنا.. هو ده ذنبي إني وثقت فيك.. بعبارات التوسل هذه بدأت الفتاة حديثها مع عشيقها الذي فور علمه بحملها تنصل بمعرفته بها وبالجنين رافضا الزواج منها، ظلت محاولات الرجاء والذل من الفتاة مستمرة لهذا الشيطان حتي طفح بيها الكيل وأخبرته هاتفيا بأنه سوف تفضح أمره أمام الجميع، ليصمت قليل ثم يرد عليها "تعالي بس نتقابل ونتمشي شويا وكل حاجه هتتحل"، وعلي ضفاف النيل بالقرب من كوبري عباس كان يقف ذلك الشيطان بجواره تلك الفتاة التي باعت له نفسها وحضرت رفقتها صديقتها وكأنها تعلم بأنه أعد لها مكيدة، حاول في البداية المتهم استجداء الفتاة وصديقتها بأنه لا يملك عمل وكيف له أن يتزوج؟، لتخبره الفتاة بأنها تريده أن يتزوجها فقط لا تريد منه أي شئ "أنا كلها كام شهر وبطني تكبر.. أروح فين من الفضيحة.. اهلي يقتلوني.. تعالي أتجوزني عند مأذون ومش عاوزه منك حاجه خالص"، رفض الشاب وأشتد النقاش بينهما وهددته الفتاة بفضحه وأنها لن تبقي عليه مرة أخري ليقوم بجذبها ودفعها في مياه النيل، وعند محاولة صديقتها الصراخ أمسك بها وكتم أنفاسها ودفعها في النيل هي الأخرى.
تفاصيل تلك الواقعة المأساوية كما دونتها سجلات ضباط مباحث قسم شرطة الجيزة بمديرية أمن الجيزة كانت بتلقي الرائد هشام فتحى رئيس وحدة المباحث إشارة من غرفة عمليات النجدة مفادها العثور على جثتي فتاتين بمياه النيل بالقرب من كوبري عباس بدائرة القسم، وبالانتقال والفحـــص تبين العثور على جثتي فتاتين في عقدهما الثاني ووجود شبهة جنائية في الواقعة، وانتقل فريق من النيابة العامة بجنوب الجيزة إلي مسرح الجريمة لمناظرة الجثتين.
وبإبلاغ اللواء عبدالعزيز سليم مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة والذي كلف بسرعة تشكيل فريق لسرعة كشف ملابسات وتفاصيل الواقعة توصلت جهوده إلي أن وراء إرتكاب الواقعة "عاطل" ارتبط عاطفيا بأحد الفتاتين واقام معها علاقة غير شرعية انتهت بحملها وأنها أخبرته بحملها فتنصل من فعلته وقام بدفعها في مياه النيل وعند محاولة صراخ صديقتها قام بدفعها هي الاخري ليلقيا مصرعهما، وعقب تقنين الإجراءات واستصدار أذن مسبق من النيابة العامة أمكن ضبط المتهم واقتياده إلي ديوان القسم.
وبالعرض علي النيابة العامة بجنوب الجيزة والتي انتدبت طبيبا شرعيا لتشريح الجثتين وإعداد تقرير واف عن كيفية وأسباب الوفاة وصرحت بالدفن عقب بيان الصفة التشريحة، كما واجهت النيابة العامة المتهم بما أسفرت عنه التحريات والضبط أقر بارتكاب الواقعة علي النحو المشار إليه فقررت حبسه 4 أيام احتياطيا على ذمة التحقيقات كما اصطحب فريق من النيابة العامة المتهم إلي مسرح الجريمة لإجراء معاينة تصويرية وتمثيل جريمته، كما طلبت النيابة تحريات المباحث التكميلية حول الواقعة ولا تزال التحقيقات مستمرة.