أكد الدكتور محمود محيي الدين، رائد المناخ للرئاسة المصرية لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي COP27، أن مبادرة المنتديات الإقليمية الخمسة التي أطلقتها الرئاسة المصرية لمؤتمر المناخ بالتعاون مع اللجان الاقتصادية للأمم المتحدة ورواد المناخ تستهدف التعامل الفوري مع قضايا المناخ من خلال التوصل إلى مشروعات قابلة للتنفيذ وإيجاد وسائل لتمويل تنفيذها على الأرض.
جاء ذلك خلال مشاركته عبر الفيديو في المنتدى الإقليمي لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي لتمويل العمل المناخي والتحول في مجال الطاقة الذي تستضيفه تشيلي، وذلك بمشاركة السفير سامح شكري، وزير الخارجية والرئيس المعين لمؤتمر الأطراف ٢٧، وأمينة محمد، نائبة الأمين العام للأمم المتحدة.
ويعد المنتدى هو الثالث في إطار مبادرة المنتديات الإقليمية الخمسة الكبرى، حيث عُقد المنتدى الأول الخاص بأفريقيا والثاني الخاص بآسيا والمحيط الهادي في أغسطس المنصرم، على أن يعقد المنتدى الرابع والخاص بالمنطقة العربية في بيروت خلال سبتمبر الجاري، والمنتدى الخامس الخاص بأوروبا ودول آسيا الوسطى في أكتوبر المقبل.
وقال محيي الدين إن أسابيع المناخ في أمريكا اللاتينية وأفريقيا بعثت رسائل واضحة بشأن ضرورة البدء فوراً في تنفيذ العمل المناخي مع عدم الفصل بين الاستثمار في هذا المجال والاستثمار في أهداف التنمية المستدامة الأخرى، مؤكداً ضرورة أن يسير العمل على تنفيذ كل أهداف التنمية المستدامة في خط واحد وبوتيرة متزامنة.
وشدد في هذا السياق على ضرورة تغيير الرؤية بشأن الاستثمار بحيث لا تقتصر فقط على مجال الأعمال، بل تشمل كذلك الاستثمار في المجتمع ورأس المال البشري، لافتاً إلى أهمية تبني توجه شامل يضمن تحقيق أهداف التنمية المستدامة مجتمعة دون أن يضر تنفيذ أحد الأهداف بمسار تحقيق الأهداف الأخرى.
وأفاد بأن الفعاليات الأخيرة المتعلقة بالعمل المناخي أكدت وجود فرص هائلة للاستثمار في مشروعات المناخ، مشيراً في هذا الصدد إلى أهمية إيجاد آليات مبتكرة لتمويل العمل المناخي مثل السندات الخضراء والزرقاء، وإنشاء أسواق للكربون تتماشى مع أولويات وظروف الدول النامية والأسواق الناشئة، وتفعيل آلية مقايضة الديون بما يخفف من أعباء الدين عن كاهل الدول النامية، الأمر الذي من شأنه تعظيم فائدة العمل المناخي وتقليص تكلفته.
وأشار محيي الدين إلى أن مبادرة المنتديات الإقليمية الخمسة نجحت في الجمع بين صناع القرار وواضعي السياسات والوزراء المعنيين وشركات القطاع الخاص وممثلي المجتمع المدني وجهات التمويل الدولية والإقليمية وكذا جهات التنفيذ تحت سقف واحد، الأمر الذي من شأنه تيسير التوصل لأفضل مشروعات المناخ والبدء الفوري في تنفيذها.
وأشاد رائد المناخ بما تحقق في المنتديات الإقليمية لتمويل العمل المناخي الخاصة بأفريقيا وآسيا، موضحاً أنها أسفرت عن ١٩ مشروعاً في أفريقيا و٢٠ مشروعاً في آسيا يتم التواصل مع مؤسسات تمويل دولية وإقليمية كبرى بشأن تمويلها للبدء الفوري في تنفيذها.
وفي ختام كلمته، دعا محيي الدين منتدى أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي إلى الخروج بأفضل المشروعات ووضع أنسب الآليات لتمويلها وتنفيذها بما يساهم في تحقيق أهداف المناخ في المنطقة.