تعد تجارة وصناعة السبح من المهن التراثية التي تمتد لمئات السنين وتتوارثها الأجيال، وتزدهر فى المناطق التي تنتشر بها المساجد الكبرى، مثل منطقة الحسين والسيدة زينب وشارع المعز، لتصنع تحف من السبح التى يستعملها المصلون فى ذكر الله.
ولا يخطر على بال الكثيرين كيفية صناعة هذه السبح بالرغم من وجودها داخل كل بيت، ولم يتوقع الكثيرون أيضًا أن عظام الجمال وسن الفيل، وعظام السلاحف، يستخدم في صناعة السبح.
وتبدأ صناعة السبح باستيراد ثمرة جوز الهند الخام من أشجار في البرازيل، وتمر بعدة مراحل منها تفصيل الثمرة وهي مرحلة مزدوجة حيث تقطع إلى نصفين في البداية أو تفتح عن طريق أداة تسمى "الصينية المنشار"، ثم مرحلة التقطيع إلى عواميد، وبعدها مرحلة التقطيع إلى قطع صغيرة مكعبة الشكل، ويليها مرحلة التخريم وتشكيل الحبوب الصغيرة إلى أشكال دائرية أو بيضاوية الشكل، ويأتي بعدها مرحلة الغسيل والتلميع، حيث تمر بعدة مراحل لكي تظهر السبحة في صورتها النهائية إلى الأسواق.
يقول إيهاب نور الدين، مالك إحدى مصانع إنتاج السبح بمنطقة المعز، والذي توارث المهنة عن والده: «أنواع السبح كتير، فمنها الخشب والكوك وعضم الجمال، وسن الفيل، وضهر السلاحف، ويختلف أسعارها من خامة لأخرى».
ويضيف إيهاب نور الدين: «معظم إنتاجنا من السبح يتم تصديره إلى الخارج وبالأخص السعودية وتركيا، ولكن نواجه صعوبة في الفترة الأخيرة بسبب غلاء أسعار المواد».
ويشير إيهاب نور الدين، إلى أن السبح التي يتم صناعتها من سن الفيل وضهر السلاحف، يتم بيعها في مزادات عالمية، وقد يصل سعرها إلى 5 آلاف دولار.