يعتقد أحيانا كل واحد منا، إنه قادر على إعطاء، نصائح بناء على خبرات حياتية أو مراحل متقدمة من العمر أو قراءات متراكمة تبعت دراسات بحثية، ولكن هل تملك البيئة التى يملكها كل زوج أو زوجة والإجابة لا.
إذن لماذا نفرض آراء لنا على العامة وكأننا ننصب أنفسنا أمناء على هذه الأمة، إذا سمحنا بهذا مرارا وتكرار، سيفقد كلا منا حياته تباعا وذلك للشروع فى تغير مقدرات حياته بإتباع نصائح بعض المترددين على مهنة الاعلام والصحافة من جانب، وبعض الملقبين بخبراء، العلاقات الأسرية والنفسية والتى أثبتت التجربة أنها لا تفيد، وبالحقائق والرصد يمكنكم معرفة الكم الهائل من الأمراض النفسية والأسر المتفككة فى مجتمعاتنا العربية.
ليس الأمر سهل أبدًا بأن يكون الخوض فى الشريعة الإسلامية وإعطاء فتوى او رأى علمى فى الزواج او العلاقات الأسرية بدون دراسة البيئة التى أنجبت الزوجين والضغوط النفسية المحيطة بهم، وكم المغالطات من أنصاف الغير مدركين بأنها قنبلة موقوته وأنفجرت فى وجوهنا.
وأتطلع الآن ونحن فى توقيت صعب جدا فى تتطلعات المجتمع، بأن نتبنى " مبادرة قومية " تحت عنوان "مكافحة العقم الأسرى" بتحديد خطوط عريضة لمنهجية واضحة بعيدا عن النصائح والفتاوى، وأن نرصد فيها لجان صالحة لدراسة البيئة والعات والتقاليد والكشف المبكر على المقبلين على الزواج وتحقيق مبدأ تكافل الطرفين بالمشاركة فى بناء الأسرة، بحيث تكون محددة على البالغين، ويتم تعيين مع الماذون الشرعى "كاتب عدل" لكتابة كافة الشروط والواجبات للزوجين و"مراقب أسرى" راشد وحكيم من المعروف عنهم النزاهه ونظافة اليد والحكمة لتحقيق مطالب الطرفين واللجوء له فى كل مرة، يحتاج الطرفين لطلب المساعدة فى رأى أو مشورة، لم يستطيعا الوصول فيها إلى حل يرضى الطرفين.
بعيد عن تتدخل الأهل المرتبط دائما بهدم العلاقات الأسرية، وذلك لعدم خبرتهما فى تقييم العلاقات والسماع لطرف واحد دون الآخر، والرجاء عدم السماع إلى مثيرى الفتن وخاربى البيوت بالفضائيات ومنصات التواصل الإجتماعي وعدم الدخول فى العلاقات الأسرية بإعتبارها "أمن قومى" لمجتمعنا، واذا كنا اليوم نسمح بالنصائح والفتاوى لكل من يريد ركوب الترند، فنحن غدا أمام كارثة قومية فى إنهيار جيل كامل يبحث عن والديه وتحطيم عقول مستقبلية ستحمل العقد النفسية والأمراض المستعصية.
وهنا أتوجه الى رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء والمجالس القومية والهيئات المسؤولة عن الإعلام والصحافة، حققوا المبادرة فى أسرع وقت وقدموا كل العون للأسرة، لربما تكون المنجية لنا جميعا.