في أحد الأزقة الضيقة في منطقة وسط البلد، يطاردك الغبار الكثير الخارج من إحدى العمارات القديمة المتهالكة، ويجذبك صوت العمال الذين يواصلون عملهم طوال الوقت دون ملل، وفور وصولك قد يدهشك المشهد المثير للغاية، لمجموعة من الرجال يجلسون ويتفننون في صناعة مهنة الصدف التي يرجع أصلها إلى العصور الإسلامية والتي صارت نادرة هذه الأيام وتعاني من شبح الانقراض.
من بين الرجال الكثيرين يجلس أحمد صبري الرجل الأربعيني الذي يقطن في منشأة ناصر، يتفنن في قطعة صغيرة منذ الصباح، حيث يقول أن العمل بهذه المهنة كله يدويا، حيث تأتي الخامات سادة للغاية ونحن من نقوم بزخرفتها وتصميمها.
وأضاف الرجل الأربعيني، أن التصميمات التي يعملون عليها هي من الخبرة حيث تحتاج إلى ذكاء لأنها تحتوي على العديد من الفنيات الكثيرة، حيث ننتج كراسي غرف نوم وأنتريهات وأيضا المقتنيات التي توضع في المنزل، وهي في الغالب ترتبط بالناحية الدينية، سواء مسلمين أو أقباط.
وأشار الرجل الأربعيني إلى وجود العديد من الدول العربية تهتم بهذه المهنة، منها المغرب وتونس والجزائر والبحرين والكويت، ولكن المصريين أنفسهم لا يهتمون بمثل هذه المنتجات، وبالتالي نعتمد كثيرا على السياحة في الغالب، وأي شيء يحدث يؤثر على السياحة يؤثر علينا نحن الصنايعية.
وتابع: هذه المهنة لم تكن مجزية في هذه الأيام من الناحية المادية، الأمر الذي دفع العديد من العاملين بها على تركها، لأنها لا يوجد بها تأمينات وليس بها مصانع أو غيره، وبالتالي لا بد أن يكون هناك اهتمام بهذه المهنة من الناحية المادية والحفاظ على المهنة من الانقراض.