التقت السفيرة الدكتورة مشيرة خطاب، رئيسة المجلس القومي لحقوق الإنسان، بالمركز الأولمبي بالمعادي، بـ٧٠ شابا وشابة من شباب الجامعات أعضاء المجالس الشبابية الأورومتوسطية، فى حوار مفتوح وبمشاركة باحثي المجلس من إدارتي التدريب والمشروعات .
بدأت السفيرة خطاب اللقاء باستعراض منظومة حقوق الإنسان على المستوى الوطني والدولي والنقلة النوعية التي حققتها مصر بإعلان أول استراتيجية وتناولت دور المجلس فى نشر وتعزيز ثقافة وبناء القدرات في مجال حقوق الإنسان فى المجتمع المصري، مؤكدة على تعاظم قرار الدولة بنقل مسار حقوق الإنسان من النظرية إلى التطبيق.
كما أكدت رئيسة المجلس على أهمية حقوق الإنسان كوسيلة لحل المشكلات المستعصية، وأثنت على توجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بربط حقوق الإنسان بالديمقراطية، واستعرضت النهج الحقوقي في خطابات الرئيس في المناسبات المختلفة، ودعوة سيادته للحوار الوطني والتى تكمن فى إرساء مبادئ الديمقراطية وتحقيق السلم والأمن الاجتماعي المستدام وتطبيق سيادة القانون وأن يتمتع المواطنون بحقوقهم باعتبارهم متساوون في الحق في الكرامة والحق في ممارسة كافة الحقوق فى وطنهم دون أي تمييز بسبب الدين أو الجنس، أو الإعاقة أو العرق أو اللون أو الرأي السياسي أو أي سبب كان .
وتطرق اللقاء التفاعلى بين السفيرة والشباب إلى طرح مجموعة من القضايا الملحة ذات الصلة والتأثير المباشر على حقوق الإنسان ومنها قضية المناخ والاحتباس الحراري وما تمثله من تداعيات سلبية على جميع دول العالم، وان الدول التي لم تتسبب في أزمة المناخ هي التي تدفع الثمن الأكبر، وتناولت تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية نتيجة تداعيات فيروس كورونا تلتها الحرب في أوكرانيا، وأن الأزمات الدولية في مختلف مناطق العالم قد زادت من تداعيات ازمة اللاجئين وطالبي اللجوء والنازحين، وأن أفريقيا هي الأكثر معاناة من أزمة المناخ وقضايا اللاجئين والهجرة غير الشرعية، وفي تساؤلاتهم آثار الشباب قضية الخصوصية الثقافية وعالمية حقوق الإنسان، وشددت خطاب على أهمية احترام حقوق الإنسان وألا تصبح الخصوصية ذريعة للتمييز بين فئات المجتمع أو بين الدول وبعضها البعض.
وشددت على أهمية استضافة مصر لمؤتمر المناخ العالمي COP27 في نوفمبر القادم وأهميته في رفع الوعي بقضايا المناخ وحقوق الدول النامية وخاصة الأكثر تأثرا مثل القارة الافريقية وغيرها
وأشارت إلى العلاقة الوثيقة بين تغير المناخ وحقوق الإنسان، وأن احترام حقوق الإنسان هو أفضل استراتيجية للتعامل مع التغيرات المناخية، لتمكين كل مواطن من التصدي للتغيرات المناخية والتمتع بقدر من المرونة والقوة في التصدي لهذه التداعيات وتأثيره على حقوق الإنسان ليس في مصر فقط ولكن على المستوى العالمي، وتناول اللقاء أيضا حاجة المجتمع الدول لتعديل بعض التشريعات بما يعضد من جهود الدول في التكيف مع التغيرات المناخية وتخفيف تداعياتها على الفئات الأضعف وذلك بما يتسق مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان .
وأشار الشباب إلى أهمية دعم الأطفال والنساء باعتبارهم ضمن الفئات الأكثر تعرضا للخطر وفي نفس الوقت وبالنظر إلى دورهم الفاعل في المجتمع.
وفى السياق ذاته، ثمنت السفيرة مشيرة خطاب على هذا اللقاء، وأشادت بما لمسته من ثقافة ووعى كبيرين من قبل الشباب مؤكدة على أهمية دور الشباب فى التوعية بقضايا الوطن لأنهم عصب الوطن الذى يساهم فى بنائه .
وأكدت علي أهمية دور الشباب في نشر الوعي بثقافة حقوق الإنسان وإرساء تلك الثقافة باعتبارها أسلوب حياة ووسيلة للترقي والديمقراطية، وذلك من خلال الآليات والسبل المختلفة التي تتيحها الدولة. وأتاحت المجال لتقديم عرض من قبل الدكتورة منى الصبان، الأستاذ بالمعهد العالي للسينما، حول دور لغة الدراما والسينما في تعزيز قضايا حقوق الإنسان.
واختتمت خطاب لقائها، والذي يعد اللقاء الرابع بشباب الجامعات، بالتأكيد على أن مصر تخطو بخطوات واثقة غير مسبوقة فى ملف حقوق الإنسان الذى يقوم على حل المشكلات بأسلوب عصري يعتمد المصارحة والاعتراف بالتحديات ومشاركة أصحاب المصلحة وفي مقدمتهم الشباب والنساء في إيجاد الحلول، حيث أن الوسيلة المثلى للتحرك تعتمد على تضافر الجهود المبذولة من قبل الحكومة والمجتمع المدني والمواطن المصري .