أعربت صحيفة "الجارديان" البريطانية عن اعتقادها أن تكلفة الحرب في أوكرانيا على المستوى الإنساني تتزايد يومًا بعد يوم في ظل احتدام الصراع بين القوات الروسية والأوكرانية.
وأشارت الصحيفة في مقال افتتاحي لها إلى أن الحرب في أوكرانيا بدأت تدخل في مرحلة جديدة بعد قيام القوات الأوكرانية بشن هجمات مضادة على القوات الروسية في محاولة لاستعادة الأراضي التي سيطرت عليها القوات الروسية في بداية العملية العسكرية الخاصة التي شنتها موسكو في أوكرانيا في أواخر فبراير الماضي.
وقالت الصحيفة إن روسيا تمكنت من السيطرة على مدينة خيرسون الاستراتيجية بعد ما يقرب من أسبوع من بداية العملية العسكرية إلا أن القوات الروسية فشلت في تحقيق انتصار سريع في أوكرانيا ما أدى إلى إطالة مدى الحرب هناك وأصاب سكان المدينة البالغ عددهم 280،000 نسمة بالضجر والغضب.
وأضافت الصحيفة أنه من هذا المنطلق فقد كان إعلان القيادة الأوكرانية أول أمس الإثنين بشن هجوم مضاد ضد القوات الروسية في مدينة خيرسون يمثل نقطة تحول في الحرب الدائرة بين الجانبين منذ حوالي ستة أشهر.
وتقول الصحيفة إنه في الوقت الذي تعلن فيه القيادة الجنوبية للقوات الأوكرانية أنها تمكنت من تكبيد القوات الروسية خسائر فادحة في العتاد والأرواح تقول وزارة الدفاع الروسية أنها تمكنت كذلك من تكبيد الجانب الأوكراني خسائر كبيرة.
وتشير الصحيفة إلى أنه على الرغم من تدفق المساعدات العسكرية الغربية ولاسيما من الولايات المتحدة الأمريكية لكييف مازالت أوكرانيا تعاني من نقص في العتاد والأسلحة والقوات مما يحد من قدرتها على شن هجوم مضاد على نطاق واسع ضد القوات الروسية.
وفي الوقت نفسه، كما تقول الصحيفة، فقد أعلنت الولايات المتحدة أول أمس الإثنين أن القتال يدور حاليًا بالقرب من مدينة خيرسون الاستراتيجية ولكنها لم تؤكد ما إذا كانت تلك العمليات تمثل هجومًا عسكريًا ضد القوات الروسية أم لا.
وتستشهد الصحيفة بتصريحات المدير السابق للمخابرات الحربية الأمريكية أليكس يونجر التي يحذر فيها من مساعي روسيا لضم المنطقة الجنوبية بالكامل للأراضي الروسية من خلال استفتاء تعتزم إجراءه، مشيرًا إلى أن ظروف الشتاء القاسية سوف تؤدي إلى عرقلة العمليات العسكرية وقد تؤدي إلى تجميد الموقف على أرض المعركة.
وتخلص الصحيفة في ختام مقالها الافتتاحي إلى أن الأزمة الإنسانية في أوكرانيا مازالت تتفاقم مع طول مدة الحرب حيث تشير بعض التقديرات إلى أنه من المتوقع فرار ما يقرب من مليوني مواطن أوكراني إلى بولندا خلال الشتاء القادم هربًا من ويلات الحرب هناك.