أغلقت إيران معابرها الحدودية مع العراق بعد اشتباكات دامية اندلعت في بغداد بسبب قرار رجل الدين الشيعي البارز مقتدى الصدر الاستقالة من السياسة، مما أدى إلى تفاقم أزمة الحكومة.
وأفادت وكالة أسوشيتد برس نقلًا عن مسؤولين طبيين أن ما لا يقل عن 22 متظاهرًا قتلوا بعد أن اشتبك أنصار مقتدى الصدر مع قوات الأمن العراقية.
ودعا رجل الدين الشيعي إلى التزام الهدوء وأصدر تعليماته لمناصريه بمغادرة القصر الحكومي على الفور، الذي اقتحموه في ساعة متأخرة من مساء الاثنين، بحسب التعليقات التي بثتها قناة الجزيرة الفضائية.
وأجبرت الاضطرابات المسؤولين على تعليق جلسات مجلس الوزراء في وقت سابق يوم الثلاثاء ودفعت الجيش لفرض حظر تجول على مستوى البلاد.
وألغت شركة طيران الإمارات، الإماراتية، رحلاتها إلى بغداد ومحور إنتاج النفط في البصرة.
فيما قالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية إن إيران، التي تشترك في حدودها مع العراق، أغلقت المعابر الحدودية الرئيسية استجابة للاضطرابات، ومنعت ملايين الحجاج من السفر إلى مدينة كربلاء العراقية لحضور تجمع ديني سنوي. وأضافت الوكالة أنه تم أيضا إرسال رحلات طارئة لإجلاء الإيرانيين من النجف بجنوب العراق.
يأتي هذا في الوقت الذي قال فيه الرئيس العراقي، برهم صالح، الثلاثاء، إن إجراء انتخابات مبكرة يمثل المخرج للأزمة الراهنة في العراق.
وأضاف صالح في كلمته للشعب العراقي أن الانتخابات الأخيرة لم تحقق ما يصبو إليه الشعب، ويأمله المواطنون.
وقال صالح: "نؤكد على ضرورة الحوار عبر اجتماع وطني شامل، ودعمنا لدعوة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي للحوار بين الفرقاء السياسيين".
وأكد أن الأزمة السياسية لم تنته، ولكن من الضروري وقف العنف، وحذر صالح من أن "استمرار الوضع الراهن يُمكن الفساد بصورة أكبر".
وحث كل من "الإطار التنسيقي والتيار الصدري على بحث إمكانية الانتخابات المبكرة"
كان البيان الذي أصدره المرجع الديني العراقي، كاظم الحائري، قد تسبب في حالة من الأحداث المتعاقبة وسط العاصمة بغداد، بعد اقتحام المئات من أنصار التيار الصدري القصر الرئاسي وعدة مبانٍ ومنشآت أخرى.
وفوجئت الأوساط العراقية، فجر الإثنين، ببيان منسوب إلى رجل الدين كاظم الحائري، وهو وريث، المرجع الديني، محمد محمد صادق الصدر، والد مقتدى، تحدث فيه عن اعتزاله العمل الديني، وغلق كل المؤسسات التابعة له، فيما وجّه أتباعه بتقليد المرشد الإيراني علي خامنئي.