الأحد 22 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

"الأكتع".. وملك السيف

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بدون “,”الواو“,” -في “,”العنوان عاليه“,”- يكون هو أشهر فيلم شهدته دور السينما المصرية في النصف الأول من سبعينيات القرن العشرين، وشهد إقبالاً قل نظيره حتى بالنسبة للأفلام الأجنبية “,”الغربية“,”، فالأكتع فيلم صيني عن رجل بذراع واحدة واجه “,”العصابات“,” بسيفه وذراعه الواحدة.
أما بـ“,”الواو“,” فهي جملة لواقع سياسي مصري نعايشه، بعد أن انطلت علينا خدعة “,”حصان طروادة“,” الذي تركه الإخوان على شاطئ الثورة، بعد أن سكرنا انتشاءً بخلع المخلوع، ونمنا نحلم بمصر السعيدة العادلة النظيفة المتحضرة القوية التي يُحسب حسابها، ولا يجرؤ دخيل على التسلل إليها و“,”اختطاف“,” ضباطها وجنودها..
ولكن “,”الإخوان“,” المختبئين في الحصان “,”الخدعة“,” الذي أدخلناه المدينة وأغلقنا عليه أبوابنا، تدلوا بالحبال، وفتحوا أبوابنا على البحري والقبلي وكافة الاتجاهات، وتم الاستيلاء على كرسي العرش بطريقة “,”حلق حوش“,” ذات مساء “,”غارت فيه النجوم“,”، فلما تنفس الصبح اكتشفنا أن المتوج على العرش رجل “,”أكتع“,” رغم أنه مكتمل الذراعين، ومبلغ “,”الكتاعة“,” هنا أنها “,”عقلية فكرية ثقافية حضارية حسية لا شعورية“,”.
فالرجل ينقصه كل ذلك وأكثر، وهو اللياقة واللباقة والذوق الرفيع والحس الإنساني الرفيع، كما تنقصه قوة الشخصية؛ لأنه كما يشاع وتم التأكد منه ما زال يتلقى الأوامر من “,”مرشده الأعلى“,”، وهي أوامر شبه إلهية لا يملك أمامها رفضًا أو حتى تعديلاً، ثم بعد ذلك تأتي أوامر الشاطر التي يصدر بها “,”قرارات جمهورية“,” سرية، وهي معنية “,”بأوضاع اقتصادية ومالية غاية في الدقة ولا علاقة لها بمصر، ولكن “,”باقتصاد الجماعة“,”.
وهو ما يجعلنا نفكر في ترشيح محمد مرسي لدخول موسوعة “,”جينيس“,” للأرقام القياسية والغرائب؛ باعتباره “,”الرئيس الوحيد على وجه الكرة الأرضية الذي يعمل تحت إمرة رئيسين“,”، ونعتقد أنه سينفرد “,”بوضعيته“,” في “,”جينيس“,” لمئات السنين.
أما “,”السيف“,”، الذي أطلق لفظه وصفًا الرئيس السادات للجيش المصري بعد معجزة العبور حين قال في خطابه الشهير في مجلس الشعب يوم 16 أكتوبر: “,”لقد أصبح لدينا درع وسيف“,”، فما زال سيفًا رغم استهدافه إخوانيًّا لتحويله إلى ميليشيات مسلحة، ونقول “,”ملك السيف“,” للجنرال السيسي باعتباره قائده العام، الذي يتعرض يوميًّا لموجات “,”متناقضة“,” من الرضى والسخط، من نفس فصيل الإخوان..
ويتأرجح مرسي، الذي لم يستطع إقناع أحد –بما فيهم الإخوان– أنه “,”رئيس“,”، بين طلبات رئيسيه الشاطر وبديع، وبين مخافة الغضب العسكري؛ فيوعز مرة بأنه مع الجيش ويلتقط معهم “,”الصور التذكارية“,”، ويوافق مرة أخرى على المكائد التي تحاك في أقبية مكتب الإرشاد بالمقطم، والتي كان آخرها “,”تمثيلية“,” خطف الجنود السبعة بأيدي “,”الجهاديين“,” من أنصار مرسي، الذي كان حريصًا على دمائهم أكثر من حرصه على سلامة الجنود “,”الغلابة“,”..
لكن الغباء الإخواني “,”الأصيل“,” أبى إلا أن يتدخل، بفيديو ركيك ومفضوح، ليدين السيسي، رغم أن “,”له“,” جنديًّا واحدًا من “,”الأسرى“,” السبعة، لكن الذي حدث أن غضبًا شعبيًّا واسعًا لفَّ مصر من أقصاها لأقصاها ضد الرئيس “,”العرّة“,” الذي أصبح جنود مصر في عهده “,”أسرى في بلادهم“,”، وفشل قسم الدعاية الإخواني في تجميل “,”قبح“,” الرئيس، الذي يبدو أن جلده سميك فعلاً مثلما قال بنفسه عن نفسه وأنه بالبلدي “,”معندوش دم“,”.
فيأيها الرجل الإستبن، يا صاحب الجلد السميك، يا ثقيل الدم وقليل الفكر، أيها المتلعثم في الحق والمتبجح بالأكاذيب، أيها المنافق الذي تنطبق عليه “,”الشروط“,” الأربعة: إذا حدًث كذب “,”وأنت لم تتحدث منذ مجيئك إلا كذبًا“,”، وإذا وعد أخلف “,”وأنت لم تنفذ وعدًا قطعته“,”، وإذا اؤتمن خان “,”وأنت حنثت باليمين الجمهورية بكل مفرداتها“,”، وإذا خاصم فجر “,”وأنت فجرت حتى صرت وجماعتك الفجّار..
ويأيها المغتصب للكرسي الرئاسي، ويا سارق الفرح من الثورة الوليدة، ويا قاتل الشهداء في رفح: متى تحمل عصاك.. و ترحل..؟