ملامح العمال تسيطر عليها الشيب، هجرها الشباب، وأصبحت مهنة صناعة السجاد اليدوي، تلفظ أنفاسها الأخيرة، علي أيدي ما تبقى من حرفي المهنة، الذين لا يقلون عن سن الستين، وعلى الرغم من الجهد البدني التي تتطلبها المهنة إلا أنهم يحلمون أن لا يسيطر شبح الإنقراض على مهنتهم ولا تنتهي لأنها تحمل بين طياها الكثير من التراث العربي القديم الذي يمثل هويتنا نحن العرب والمسلمين على حد سواء.
ملامحه الدقيقة الرقيقة سيطرت عليها علامات الشيب، التجاعيد ملأت وجهه، حيث صار يصارع الخامسة والستين من العمر، ورغم ذلك لا يكل ولا يمل من العمل المتواصل طوال اليوم، يقول عم سرحان إنه يقوم بصناعة السجاد الشعبي، ويقوم بتصنعيه من النسيج، وشهدت المهنة تطورا كبيرا منذ بدايتها بصناعة الكليم الصوف.
ويضيف عم سرحان: "العمالة في المهنة الآن تعتمد علي العمال الكبار فقط، ولو موتنا خلاص خلصت، أنا أبلغ من العمر 65 عاما وزميلي يبلغ 75 وصاحب الورشة يبلغ 80 عاما".
ويشير عم سرحان إلى أن مهنته تعد فقيرة، مقارنة بالماضي: "بخرج للشغل الساعة 10 الصبح للساعة 12 أو 1 بالليل ولو عملت 100 جنيه أبقى باشا، يدوبك أجيب مصاريفي".
ويحلم عم سرحان، باستمرار مهنته، التي باتت تواجه شبح الانقراض، ويرى أن الحل الوحيد أن يُفتح باب التصدير من جديد ويكون عليها إقبال من جانب السائحين.
ويقول طه سيد كحيل، نجل صاحب مصنع كحيل للسجاد أن مصانع إنتاج السجاد اليدوي، أن مصانع إنتاج السجاد، قلة في مصر، والآن لا نمتلك سوى 7 مصانع فقط على مستوى الجمهورية، وعدد العمال لا يتعدى الـ ١٠٠ صنايعي.