سلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على تصريحات رئيس شركة شل العالمية للبترول بن فان بيردن، بأن أزمة الطاقة الحالية في أوروبا، قد تستمر لعدة سنوات على ضوء تقليص روسيا لوارداتها من الغاز لقارة أوروبا وهو ما سوف يدفع الدول الأوروبية إلى الاستمرار في تطبيق إجراءات ترشيد مواد الطاقة.
وأشار الكاتب البريطاني جوين توفام - في مقال نشرته "الجارديان" - إلى أن بيردن قال في مؤتمر صحفي عقده في النرويج إنه على حكومات الدول الأوروبية، البحث عن مصادر بديلة في ظل تلك الأزمة التي تجتاح أوروبا كلها.
وأوضح الكاتب أن تخفيض روسيا لوارداتها من الطاقة للدول الأوروبية بسبب العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الدول الغربية على موسكو، منذ بداية العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا تسبب في أزمة طاقة مدمرة عبر قارة أوروبا، مما أدى إلى ارتفاع رهيب في الأسعار وزيادة معدلات التضخم على نحو غير مسبوق.
وأشار الكاتب إلى أن تصريحات رئيس شركة شل العالمية تأتي في وقت تستعد فيه أقوى اقتصادات أوروبا لشتاء قاس، في ظل ارتفاع معدلات التضخم واقتراب شبح الركود الاقتصادي الذي أصبح قاب قوسين أو أدني في جميع الدول الأوروبية.
ونوه الكاتب بتصريحات رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين التي أشارت فيها إلى قرب الإعلان، عن حزمة جديدة من الإجراءات العاجلة لمواجهة أزمة الطاقة الحالية في أوروبا.
وقال الكاتب إن دير لاين أكدت في تصريحاتها أنه من الضروري التدخل لتنفيذ خطة إنقاذ عاجلة في ظل الظروف الراهنة،تزامنًا مع جهود طويلة المدى لإدخال تعديلات على سوق الطاقة في أوروبا.
في الوقت نفسه، أشار الكاتب إلى تأكيدات رئيسة وزراء فرنسا إليزابيث بورن بأنه يجب الاستعداد لمزيد من إجراءات ترشيد الطاقة، خلال فصل الشتاء القادم بينما حذر وزير الطاقة البلجيكي من أن الخمس أو العشر سنوات القادمة ستكون قاسية على الشعوب الأوروبية.
وأضاف أن أسعار الطاقة في الدول الأوروبية منذ تقليص روسيا لوارداتها من الغاز، شهدت ارتفاعًا كبيرًا على مدار الأسابيع الماضية مما دفع رئيس أوكرانيا فلودومير زيلينسكي إلى اتهام روسيا في تصريحات أمس الإثنين بممارسة "إرهاب اقتصادي"،من خلال قطع وارداتها من الغاز عن الدول الأوروبية، معربًا عن اعتقاده أن روسيا بذلك تقوم بعملية تجويع لإنهاك قارة أوروبا بأسرها.
ولفت الكاتب إلى أن روسيا أعلنت مؤخرًا عن القيام خلال الأسبوع الحالي بعمليات صيانة لخط أنابيب "نوردستريم-1"،الذي تقوم من خلاله بتوصيل واردات الغاز إلى ألمانيا عبر بحر البلطيق،مما يؤدي إلى عرقلة جهود ألمانيا في تخزين أكبر كمية من الغاز استعدادًا لفصل الشتاء القادم.
واختتم الكاتب مقاله مشيرًا إلى أن الأزمة الحالية في أوروبا أدت إلى زيادة أسعار مواد الطاقة بمقدار ثلاثة أضعاف، مقارنة بفترة ما قبل الحرب في أوكرانيا والتي صبت في مصلحة شركات البترول والغاز التي حققت من وراء ذلك أرباحًا فلكية غير مسبوقة.