تشهد باكستان سلسلة غير مسبوقة من الفيضانات المدمرة الناتجة عن التغيرات المناخية، حيث غمرت المياه أكثر من ثلث البلاد، وأسفرت عن وقوع ما لا يقل عن 1136 قتيلا، من بينهم 386 طفلا، لقوا مصرعهم وأصيب 1634 آخرون، فيما دُمر حوالي مليون منزل أو تعرض لأضرار جسيمة.
وأكد وزير التخطيط الباكستاني إحسان إقبال أن بلاده بحاجة إلى أكثر من 10 مليارات دولار لإصلاح وإعادة بناء البنى التحتية المتضررة جراء الفيضانات المدمرة الناجمة عن الأمطار الموسمية الغزيرة.
وقال إقبال في حديث صحفي: "لحقت أضرار هائلة بالبنى التحتية، وخصوصاً الاتصالات والطرقات والزراعة وسبل العيش".
وألقى إقبال باللوم على الدول التي اختارت سياسة "التنمية المتسارعة والمتهورة" للكارثة التي حلت ببلده ، وقال إنه يجب عليهم مساعدة البلاد على التعافي والوقوف على قدميها مرة أخرى، مضيفا: "إن بصمتنا الكربونية هي واحدة من أدنى المستويات في العالم. وعلى المجتمع الدولي أن يساعدنا في استعادة بنيتنا التحتية وتجهيزها لأضرار أزمة المناخ".
من جانبه قدر خبير في الهلال الأحمر أن أكثر من 3000 كيلومتر من الطرق و أكثر 130 جسراً قد دمرت بالكامل بسبب الفيضانات التي سببتها الأمطار الغزيرة ، مما جعل عمليات الإنقاذ صعبة ومكلفة، بالإضافة إلى ذلك قدر المسؤول أن الأضرار التي لحقت بالمحاصيل ستؤدي إلى نقص حاد في المنتجات الغذائية في البلاد وستجعل المخزون الحالي أكثر تكلفة بشكل ملحوظ.
كما تكتسب كارثة باكستان أهمية اقتصادية عميقة، حيث أظهرت البيانات الرسمية الصادرة في الأسابيع الأخيرة أن البلاد لديها فقط ما يكفي من العملات الأجنبية في الاحتياطي لحوالي شهر من الواردات ، حيث يكافح اقتصادها مع معدل تضخم سنوي يقارب 25٪.
بدوره قال الجيش الباكستاني في بيان إن عمليات الإنقاذ مستمرة وأن المساعدات الدولية بدأت تصل إلى البلاد ، بما في ذلك سبع طائرات عسكرية من تركيا وثلاث من الإمارات العربية المتحدة.
وقال البيان إن طائرات الهليكوبتر أجلت أكثر من 300 شخص تقطعت بهم السبل ووزعت أكثر من 23 طنا من مواد الإغاثة ، في حين تم إنشاء أكثر من 50 معسكرا طبيا مع أكثر من 33 ألف مريض يتلقون العلاج.
وقال البيان إن الصين سترسل أيضا طائرتين تحملان 3000 خيمة، مضيفا أن اليابان المملكة المتحدة وكندا وأستراليا وأذربيجان أعلنت عن مساعدات مالية.
من جهتها، أطلقت الأمم المتحدة والحكومة الباكستانية رسميا نداءً للحصول على تبرّعات قيمتها 160 مليون دولار لتمويل مساعدات طارئة لباكستان، حسبما أعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أمس الاثنين.
وأعرب ستيفان دوجاريك المتحدث باسم أنطونيو غوتيريش عن قلقه خلال مؤتمر صحفي، وقال "سيزداد الوضع سوءاً مع استمرار هطول الأمطار".
وأشار إلى أن الأمم المتحدة "جمعت بالفعل سبعة ملايين دولار من طريق إعادة توجيه الأموال من برامج أخرى خصوصاً، لتمويل الحاجات الأكثر إلحاحاً" كالغذاء والمياه والمعدّات الطبية والمأوى. كما تمّ تخصيص ثلاثة ملايين إضافية من قبل صندوق الأمم المتحدة للاستجابة لحالات الطوارئ.